#تكنولوجيا
ياسمين العطار اليوم 17:20
منذ طفولتها، كانت أمل النهدي مولعة بالحكايات، ولم يتوقف شغفها عند السرد التقليدي؛ فقد أرادت أن ترى القصص، وتلمسها، وتعيش داخل عوالمها. وقد قادتها هذه الرغبة إلى تأسيس استوديو «براري»، أحد مشاريع الإبداع التفاعلي، التي تجمع بين الذكاء الاصطناعي، و«الأنيميشن»، و«الميتافيرس»؛ لتقديم محتوى عربي معاصر بروح فنية وتقنية متقدمة، مستندة إلى هويتها الثقافية، وخيالها الواسع. كما نشرت كتباً إبداعية عدة، تحمل رسائل إنسانية للأطفال واليافعين. في هذا الحوار مع «زهرة الخليج»، نعرف كيف تمكنت «الحكّاءة البصرية»، كما ترى نفسها، من تحويل حبها للحكايات إلى مهنة، كما تحدثنا عن رؤيتها لمستقبل الإبداع في زمن التكنولوجيا:
-
أمل النهدي: الذكاء الاصطناعي يعزز دور الإنسان
ما الذي دفعكِ إلى اختيار مجال الإبداع التقني تخصصاً؟
منذ طفولتي، كنت مولعة بالحكايات، ولم أكتفِ بسردها بالكلمات فقط، بل رغبت في رؤيتها ولمسها والعيش داخلها، واكتشفت أن التقنية تمنحني هذه القوة: أن أبني عوالم، وأحرك شخصيات؛ لذلك طورت مهاراتي في مجال «الغرافيكس»، والتصميم ثلاثي الأبعاد، خلال دراستي في كلية الإعلام بجامعة عجمان، والحصول - خارج الجامعة - على شهادات تخصصية في تصميم الألعاب، و«الأنيميشن» ثلاثي الأبعاد، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، و«الميتافيرس»، وبدأت تنفيذ مشاريع لمعارض افتراضية، خاصة خلال «الجائحة».
محتوى عربي معاصر
ما الرؤية التي دفعتك إلى تأسيس استوديو «براري»؟
أسعى إلى إنتاج محتوى عربي معاصر، يحمل هويتنا الثقافيـــــة، بأسلوب إبداعـــــــــي متقدم. ويعد «براري» من أول الاستوديوهات العربية، التي تجمع بين الإعلان، و«الأنيميشن»، والتجارب التفاعلية، مثل: الشخصيات الذكية، والـ«Projection Mapping».
هل مرت بكِ لحظات محورية، أثرت في مسيرتك المهنية؟
نعم، وأكثر هذه اللحظات تأثيراً كانت خلال تقديم شخصية «أريج»، في «مهرجان النهضة الاستثماري الوطني» (ريتش)، وهي شخصية افتراضية تتفاعل مع الجمهور، لحظياً، باستخدام تقنيات «Motion Capture»، وقد رأيت الدهشة في عيون الحضور، خاصة الأطفال، الذين عادوا - يوماً بعد يوم - للتفاعل معها.
حدثينا عن شخصية «ريتشي»، التي صممتها أيقونةً لمهرجان «ريتش» لريادة الأعمال!
ولدت «ريتشي» من روح المهرجان، الذي يشجع الكوادر الإماراتية الشابة على النفاذ إلى قطاع ريادة الأعمال، وقد صممتها بعينين واسعتين، تمثلان التطلع إلى المستقبل، وذراعين طويلتين وقويتين، تعبران عن طموح الوصول إلى أهداف الريادة، وبملابس لتعبر عن نظرية التحول الرقمي، والعملات الرقمية، إضافة إلى ارتداء الشخصية غترة بيضاء، تمثل الهوية المحلية، ورجلَيْن طويلتين، تمثلان سرعة الخُطى نحو النجاح في المشاريع الريادية، وإمكانية الوصول إليها.
من أين تستلهمين أعمالك الإبداعية؟
كل لحظة في حياتي اليومية مصدر إلهام، فمن محادثة، إلى فكرة في دفتر، أو حتى فيلم قديم أراه بنظرة جديدة، تلهمني التفاصيل الصغيرة، والمواقف الإنسانية، تحويلها إلى مشاهد، وشخصيات.
طموح
من خلال كتبك.. ما الرسائل التي تحرصين على إيصالها إلى الأطفال واليافعين؟
أدرك أهمية أن نُظهر للأطفال أن الاختلاف جميل، وأن التغيير يبدأ من الداخل. فمثلاً، في كتابي «الثعبان الذي أراد أن يصبح فراشة»، سلطت الضوء على الطموح. أما «الخنجر والنصل»، فتناول مفهوم المسؤولية والاختيار، ورغم بساطة هذه الرسائل؛ إلا أنها تمس القلوب.
-
أمل النهدي: الذكاء الاصطناعي يعزز دور الإنسان
كمعيدة جامعية.. كيف تساهمين في تحفيز الجانب الإبداعي لدى طلابك؟
أجعل من التعليم تجربة حية؛ فأدمج التعلّم مع اللعب والتحديات؛ لأخرج الطلاب من منطقة الراحة، وأشعل خيالهم؛ فالتعليم الإبداعي لا يقوم على المعلومات فقط، بل على المشاركة والابتكار أيضاً.
كيف تُصمّمين عروض الـ«Projection Mapping»؛ لتترك أثراً في الجمهور؟
أنطلق، دائماً، من القصة، والرسالة التي أريد إيصالها؛ فأستخدم الإضاءة، والحركة، والصوت؛ لتقديم تجربة حسية غامرة. كما أدمج العناصر البصرية مع الموسيقى والمؤثرات الأخرى؛ لتوليد لحظة يشعر فيها الجمهور بأنه داخل الحدث، ويعيشه بجميع تفاصيله.
كيف ترين تأثير الذكاء الاصطناعي في الفن؟
الذكاء الاصطناعي لا يُلغي دور الإنسان، بل يُعززه؛ فهو أداة قوية، تُسرّع بعض المهام، لكنها لا تصنع الإبداع وحدها؛ فالإنسان هو مَنْ يمنح الفكرةَ روحَها، والمبدع يعرف كيفية استخدام هذه الأدوات، دون أن يفقد صوته الخاص، ولمسته.
ما أبرز المشاريع، التي تطمحين إلى تنفيذها؟
أسعى إلى توسيع نطاق استديو «براري» بشراكات إقليمية وعالمية، وإنشاء منصة تعليمية تفاعلية للأطفال باللغة العربية، تدمج القصة، واللعب، والفن. كما أطمح إلى إنتاج سلسلة من أفلام «الأنيميشن» بتقنيات ثلاثية الأبعاد، مستلهمة من بيئتنا الإماراتية والعربية.