ماذا يحدث لجسمكِ عندما تمشي 10000 خطوة يوميا؟

#رياضة

سارة سمير اليوم

أصبح المشي 10,000 خطوة يومياً هدفاً شائعاً للياقة البدنية لدى الكثيرين، حيث يرتبط بتحسين الصحة والعافية. يعود أصل هدف الـ 10,000 خطوة إلى حملة تسويقية يابانية في ستينيات القرن الماضي لعداد الخطوات، تحديداً قبل دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو عام 1964، ولكن على الرغم من بداياته غير الموفقة، فقد اكتسب هذا الهدف مصداقية من خلال دراسات علمية متنوعة وتأييد واسع النطاق من قبل المنظمات الصحية. ولكن ماذا يحدث عندما تلتزمين بالمشي 10,000 خطوة يومياً؟ يكمن الجواب في تحولات جسدية وعقلية، يكون لها تأثير دائم على الصحة العامة.

لماذا 10,000 خطوة؟

يدرك معظمنا أهمية التمارين الرياضية للصحة. بينما لا يدرك الكثيرون أن نمط الحياة النشط لا يقل أهمية عن التمارين. لا يذهب العديد من أصحاء العالم إلى صالة الألعاب الرياضية أبداً، حيث إن الأفراد الذين يعيشون في المناطق الزرقاء - وهي مناطق من العالم ذات معدلات أمراض أقل ومتوسط عمر متوقع أطول - لا يذهبون إلى صالة الألعاب الرياضية؛ بل يتحركون أكثر على مدار اليوم. يتجولون في المقاهي، ويعتنون بحدائقهم، ويخرجون في نزهات مسائية مع أصدقائهم، ويساعدهم هذا الروتين على تحقيق عدد كبير من الخطوات اليومية، ما يساهم في تحسين صحتهم بشكل عام.

وللوصول إلى حياة صحية وعادات روتينية يومية صديقة لجسم الإنسان الصحي، لا بد من اتباع نهج أكثر استدامة للحركة.

ماذا يحدث للجسم عند المشي 10,000 خطوة يومياً؟

قد يبدو المشي 10,000 خطوة يومياً أمراً شاقاً في البداية، لكن بقليل من التخطيط، يكون هدفاً قابلاً للتحقيق، وفيما يلي أبرز الفوائد التي يحصدها جسمكِ بعد المشي 10,000 خطوة يومياً، لتشجيعكِ على القيام بهذا الروتين بداية من اليوم وقبل الغد:

الفوائد الصحية الجسدية:

التغيير الأكثر وضوحاً الناتج عن المشي 10,000 خطوة يومياً هو زيادة النشاط البدني. بالنسبة للشخص البالغ العادي، يعادل هذا حوالي 5 أميال أو 8 كيلومترات، حسب طول الخطوة. تحقيق هذا الهدف بانتظام يعزز صحة القلب والأوعية الدموية من خلال تحسين الدورة الدموية، وخفض ضغط الدم، وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب. كما أنه يساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم، وهو أمر مفيد بشكل خاص للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني أو الذين يُعانون ذلك.

ومن الفوائد المهمة الأخرى التحكم في الوزن، فمع أن المشي وحده قد لا يُؤدي إلى فقدان سريع للوزن، إلا أنه يُساعد على حرق السعرات الحرارية، وقد يُسهم في نقص السعرات الحرارية عند دمجه مع نظام غذائي متوازن. بالإضافة إلى ذلك، يُساعد المشي المُنتظم على تحسين قوة العضلات، وخاصةً في عضلات الساقين والجذع، ويُعزز القدرة على التحمل بشكل عام ومستويات الطاقة.

الصحة العقلية والنفسية:

إلى جانب المكاسب الجسدية، فإن المشي 10,000 خطوة يومياً له تأثير عميق على الصحة العقلية، يُحفز النشاط البدني إطلاق الإندورفين - الذي يُشار إليه بهرمونات «الشعور بالسعادة» - والذي يُقلل من أعراض الاكتئاب والقلق، كما يُعزز المشي في الهواء الطلق هذه الفوائد من خلال التعرض للطبيعة وأشعة الشمس، وكلاهما معروف بتحسين المزاج ودعم تنظيم الساعة البيولوجية.

يجد الكثير من الناس أن المشي اليومي يُوفر شكلاً من أشكال التأمل المُتحرك، فهو يُوفر استراحة من الشاشات والتوتر، ما يتيح وقتاً للتأمل والاسترخاء واكتساب صفاء الذهن. بالنسبة لمن لديهم جداول أعمال مزدحمة أو مستويات توتر عالية، تكون هذه الطقوس اليومية أداة قيّمة لتحقيق التوازن العاطفي.

التغييرات السلوكية ونمط الحياة:

يُشجع الالتزام بالمشي 10,000 خطوة يومياً على اتباع سلوكيات صحية أخرى. قد يبدأ الأفراد باتخاذ خيارات أكثر وعياً مثل صعود الدرج بدلًا من المصعد، أو ركن السيارة بعيداً عن المداخل، أو دمج اجتماعات المشي في روتينهم.

مع مرور الوقت، تُنشئ هذه العادات نمط حياة يُعطي الأولوية للحركة واليقظة، ما يُسهم في تحسين الصحة على المدى الطويل. علاوة على ذلك، فإن تحقيق هدف يومي لعدد الخطوات باستمرار يُعزز الشعور بالانضباط والإنجاز، فهو يُوفر هدفاً قابلاً للقياس يُعزز الدافع والثقة بالنفس.

التأثير النفسي لوضع الأهداف وتحقيقها - حتى البسيطة منها نسبياً - يُعزز السلوكيات الإيجابية ويؤدي إلى رضا أكبر عن الحياة.

نصائح لتجربتها بنفسكِ

ابحثي عن نظام تتبع يناسبكِ، استخدمي جهاز تتبع لياقة بدنية أو حمّل تطبيقاً مجانياً مثل Steps، وحددي عدد الخطوات التي تمشيها يومياً واستخدميه كخط أساس، ثم زودي إلى 10,000 خطوة بإضافة 500 إلى 1000 خطوة إضافية يومياً (أو أي عدد يناسبكِ وجدولكِ) كل أسبوعين.

إذا كنتِ بالفعل تتجاوزي 10000 خطوة يومياً، فارفعِي سقف طموحاتكِ وحددي هدفكِ اليومي بـ 12000 خطوة. لكن لا تُرهقِي نفسكِ بالأرقام؛ فالهدف هو المشي أكثر بالقدر الذي يُريحك.