#منوعات
ياسمين العطار اليوم 10:00
تتبوأ هيئة الثقافة والفنون بدبي مكانة رائدة في صناعة مشهد دبي الثقافي والفني. وتقود سعادة هالة بدري، مدير عام «دبي للثقافة»، جهود «الهيئة»؛ لتعزيز الهوية الإماراتية، وفتح آفاق جديدة للإبداع، من خلال مبادرات نوعية، تسهم في دعم وتمكين أصحاب المواهب المحلية والعالمية، وتحفيز روح الابتكار لديهم، وتطوير القطاع الثقافي بما يتماشى مع رؤية دبي، الهادفة إلى تعزيز مكانتها مركزاً عالمياً للثقافة، وحاضنة للإبداع، وملتقى للمواهب.. وفي حوارها مع «زهرة الخليج»، تُسلط سعادتها الضوء على أهم الاستراتيجيات والمبادرات، التي أطلقتها «الهيئة»، ودورها في الارتقاء بالمشهد الفني والإبداعي بالإمارة:
كيف صقل تنقلك بين قطاعات مختلفة مهاراتك الإدارية والثقافية، وما المحطة الأبرز في مسيرتك المهنية؟
عملي في مؤسسات، مثل: «إينوك»، و«دو»، ومناصبي في مجالس الإدارة، صقلت خبرتي بالإدارة، والاستراتيجيات، والهوية المؤسسية، والحوكمة، إضافة إلى ابتكار مبادرات لإعداد جيل إماراتي برؤية مستقبلية. أما المحطة الأبرز فكانت انتقالي من مجال الاتصالات والتسويق إلى العمل الحكومي، وتعييني مديراً عاماً لهيئة الثقافة والفنون في دبي بقرار من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ما حفزني على خدمة وطني، وتعزيز ثقافة الابتكار والتميز في «الهيئة»، وتوظيف خبرتي في التخطيط الاستراتيجي والتحول الرقمي؛ لدعم طموحات دبي وتطلعاتها.
بيئة ملهمة
من المرأة التي ساهمت في إلهامك، وكيف توازنين بين مسؤولياتك القيادية، وحياتك الشخصية؟
نشأتُ في بيئة تؤمن بدور المرأة في التنمية وريادة الأعمال، وشهدت نماذج نسائية رائدة ألهمتني طوال مسيرتي. وأكثر شخصية أثرت فيَّ هي سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، بعطاء سموها اللامحدود ودعمها للمواهب والمشهد الثقافي. وأعتبر نفسي محظوظة بانتمائي لدولة تدعم المرأة العاملة، وتمنحها فرصة الموازنة بين الأسرة والعمل، وهو ما أحرص عليه عبر تنظيم الوقت وإدارة الأولويات بما يعزز عطائي وروح الفريق.
-
هالة بدري: «دبي للثقافة» تعزز قوة الصناعات الإبداعية
منذ توليك منصب مدير عام «دبي للثقافة».. ما أبرز المبادرات التي تعتزين بإطلاقها، أو قيادتها؟
شكل انتقالي إلى «دبي للثقافة» تحولاً نوعياً في مسيرتي المهنية، ساعدني على ابتكار مبادرات نوعية، أسهمت في الارتقاء بمكانة «الهيئة» ضمن مؤشر سعادة المتعاملين، وتنمية مهارات الموظفين، وأطلقنا مجموعة استراتيجيات مهمة؛ لتطوير قطاع الثقافة والفنون في دبي، منها: الاستراتيجية القطاعية 2020 – 2025، واستراتيجية الاقتصاد الإبداعي، واستراتيجية الفن في الأماكن العامة، واستراتيجية قطاع التصميم 2033. كما حققنا العديد من الإنجازات، مثل: فوز دبي باستضافة المؤتمر العام الـ27 للمجلس الدولي للمتاحف «آيكوم دبي 2025»، وإطلاق برنامج «منحة دبي الثقافية»، الذي أعتبره بمثابة «رد جميل» للوطن، والمجتمع.
اليوم.. كيف تُساهم «الهيئة» في ترسيخ مكانة دبي مركزاً عالمياً للثقافة، والإبداع؟
أثبتت دبي أن الثقافة قوة اقتصادية واجتماعية وإبداعية، ونجحت في تأسيس اقتصاد معرفي قائم على الابتكار؛ كثمرة لوضوح رؤية قيادتها الرشيدة، الهادفة إلى ترسيخ مكانة الإمارة مركزاً عالمياً للثقافة، وحاضنةً للإبداع، وملتقى للمواهب. وتسعى «دبي للثقافة»، عبر برامجها وشراكاتها، إلى تهيئة مناخات ملائمة لدعم وتمكين المبدعين في المجالات كافة. وتعمل على توفير منصات مبتكرة، تُمكّن أصحاب المواهب من عرض أعمالهم أمام الجمهور المحلي والعالمي، والمساهمة في تعزيز قوة الصناعات الثقافية والإبداعية.
ما العلاقة بين الثقافة، والمجتمع.. كما ترين؟
الثقافة ركيزة المجتمع، تعكس هويته وتطلعاته، وتحفظ تاريخه وقيمه، وتعزز وعي أفراده وتماسكهم، ممهدة الطريق للأجيال القادمة. وفي «دبي للثقافة» نؤمن بدورها في بناء المستقبل، ونعمل عبر برامجنا ومبادراتنا على جعلها في متناول الجميع، ضمن بيئة مستدامة محفزة على الإبداع والابتكار.
ما سبلكم لترسيخ الهوية الإماراتية، والحفاظ على التراث المحلي، ضمن إطار معاصر يجذب الأجيال الجديدة؟تولي «دبي للثقافة» التراث اهتماماً كبيراً، بوصفه جسراً يربط الأجيال بثقافتها الأصيلة. وتسعى إلى إبرازه، وتقديمه بأساليب معاصرة، تتيح لأفراد المجتمع فرصة التفاعل معه، انسجاماً مع مبادرة «إرث دبي»، وسلسلة «دبي: تراثنا الحي». كما تقدم «الهيئة»، عبر منصة Google للفنون والثقافة، أكثر من 170 قصة، ومقطعاً مصوراً، تعرض التراث، والحِرَف الإماراتية؛ لتكون بذلك أول جهة حكومية عالمية تقدم هذا المحتوى باللغتين العربية والإنجليزية، إلى جانب الاهتمام بتعريف الأجيال القادمة بالحرف اليدوية، واكتشاف أسرارها، وتعلم تقنياتها، ما يُساهم في دعم الصناعات الثقافية والإبداعية، ويُرسخ الهوية الوطنية في نفوس أبناء المجتمع.
علاقة تكاملية
كيف تنظرين إلى العلاقة بين الثقافة، والتكنولوجيا؟
العلاقة بين الثقافة والتكنولوجيا تكاملية، وساهم اهتمام دبي بالابتكار، وتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي، في تعزيز كفاءة المبدعين، وتمكينهم من تطوير أفكار وتجارب فنية متفردة. وتشجع «دبي للثقافة»، عبر شراكاتها الاستراتيجية، أصحاب المواهب على توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي في تنمية مشاريعهم، وإنتاج أعمال مبتكرة تمزج الفنون بالتكنولوجيا.
ما رؤيتك لدور المرأة الإماراتية في قيادة وتشكيل المشهد الثقافي، وما رسالتك للطامحات إلى دخول قطاع الثقافة والفنون؟
أثبتت المرأة الإماراتية تميزها في مختلف المجالات، وأسهمت في تشكيل المشهد الثقافي من خلال قيادة مشاريع إبداعية، بدعم من القيادة الرشيدة التي تؤمن بدورها المحوري في التنمية. وأنصح كل فتاة طموحة في قطاع الثقافة والفنون بالتعلم المستمر، وتنمية الابتكار والعطاء، واستثمار مواهبها لتكون مصدر إلهام وتأثير؛ لتعزيز حضورها وبصمتها في المجتمع.
هل هناك برامج، أو مبادرات، مخصصة لدعم وتمكين المبدعات الإماراتيات، في «الهيئة»؟
تشكل النساء أكثر من 60% من قيادات «دبي للثقافة»، وموظفيها، ويحظين بمشاركة فاعلة في اتخاذ القرارات، وصياغة الاستراتيجيات، ووضع الأهداف المستقبلية للقطاع. يأتي ذلك انطلاقاً من التزامنا بدعم المرأة وتمكينها، وتشجيعها على التعبير عن أفكارها، ونسعى من خلال اللجنة النسائية في «الهيئة» إلى تحفيز الموظفات على الاستفادة من المبادرات التعليمية والمجتمعية، التي تسهم في تنمية قدراتهن بمختلف مجالات العمل الثقافي. كما نتيح لجميع موظفي «الهيئة» فرصة المشاركة في المعرض الفني الذي ننظمه سنوياً؛ احتفاءً بأصحاب المواهب الإبداعية، الذين ينتمون إلى أسرة «دبي للثقافة».
ما الكتاب، أو العمل الفني، الذي شكل وعيك الثقافي، وترك فيكِ أثراً؟
أؤمن بأن الثقافة والفنون أدوات مهمة، تمكننا من فهم ذواتنا، واكتشاف الثقافات الأخرى، وهناك الكثير من الأعمال الثقافية والفنية، التي تركت أثراً في نفسي، مثل: أعمال المصممة الإماراتية الجود لوتاه، المستلهمة من التراث، وكذلك عمل «السرمدي» للفنانة الإماراتية لطيفة سعيد، وعمل «وقفات مُتروية» للفنانة شيخة المزروع، الذي يمزج تأثير الجمال باحترام البيئة، إلى جانب الكثير من المشاريع المتفردة، التي تقدمها طالبات كلية الفنون والصناعات الإبداعية بجامعة زايد، سنوياً، في «معرض الخريجين».
ماذا عن طموحك المستقبلي لـ«دبي للثقافة»؟
تعلمت من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن «سقف الطموح هو السماء، وأن المستحيل ليس جزءاً من قاموسنا»، وقد شكلت رؤية سموّه، وفكره الاستشرافي مصدر إلهام لي، كما ساهما في تحفيزي على مواصلة العمل؛ لتحقيق تطلعاتي المهنية والشخصية. وأؤمن بأن الثقافة تُعد أسلوب حياة، واقتصاداً متجدداً، وجسراً حيوياً يثري الحوار الحضاري بين الشعوب. وانطلاقاً من هذه القناعة، أحرص على أن تعكس كل مبادرة نطلقها في «الهيئة» هذا الفهم لدور الثقافة، وأن تواكب رؤية دبي بأن تكون مركزاً عالميًا للثقافة، وحاضنة للإبداع، وملتقى للمواهب.