#سينما ومسلسلات
غيث التل- القاهرة اليوم
لا تعد فكرة تقديم فنان عربي في دور لاعب كرة قدم، أو مدرب، أو صاحب نادٍ، جديدة على السينما والدراما العربية، فقد شكّلت اللعبة الشعبية الأولى عالميًا مصدر إلهام للعديد من القصص الدرامية، التي استندت في حبكتها إلى سحر الملاعب، وصراعات اللاعبين، داخل المستطيل الأخضر وخارجه.
-
أحمد فهمي يدخل الملعب بـ«ابن النادي».. حين تتحول كرة القدم إلى دراما -
أحمد فهمي يدخل الملعب بـ«ابن النادي».. حين تتحول كرة القدم إلى دراما
وفي أحدث الأعمال الفنية، يخوض النجم الكوميدي المصري، أحمد فهمي، تجربة مختلفة من خلال مسلسل «ابن النادي»، الذي يُعرض حاليًا عبر إحدى المنصات الرقمية. ويجسد فهمي شخصية «عمر»، الشاب المدلل الذي لم يختبر المسؤولية يومًا، لتتغير حياته جذريًا بعد وفاة والده المفاجئة، إذ يجد نفسه مضطرًا إلى إدارة نادٍ لكرة القدم مهدد بالانهيار. وبين سخرية الإعلام وضغوط المنافسين وفقدان الثقة من المحيطين به، يدخل عمر في دوامة من التحديات التي تجبره على خوض رحلة نضج قاسية، ليكتشف ذاته ويعيد صياغة علاقته بالعالم.
-
أحمد فهمي يدخل الملعب بـ«ابن النادي».. حين تتحول كرة القدم إلى دراما
يوسف الشريف.. و«العالمي»:
تجربة أحمد فهمي تعيد إلى الأذهان فيلم «العالمي»، الذي قدّمه الفنان يوسف الشريف عام 2009. ففي هذا العمل، جسّد الشريف شخصية «مالك»، الشاب الذي يعشق كرة القدم، ويصطدم برفض والده انخراطه في هذه الرياضة، مفضلاً أن يعمل معه في المطبعة العائلية. إلا أن شغفه يقوده لمتابعة حلمه، فينتقل إلى اللعب ضمن صفوف النادي الأهلي؛ ليصبح بعدها أحد عناصر المنتخب المصري، ويُفتح أمامه باب الاحتراف الخارجي في نادي فالنسيا الإسباني. لكن مجريات الحياة لم تَسِرْ وفق ما خطط له، إذ تتعقد الأحداث، وتنقلب الأمور رأسًا على عقب. ورغم أن الفيلم لم يحقق نجاحًا جماهيريًا ضخمًا، إلا أنه مثّل محطة مهمة ليوسف الشريف، وبداية لتجسيد معاناة اللاعبين على الشاشة.
-
أحمد فهمي يدخل الملعب بـ«ابن النادي».. حين تتحول كرة القدم إلى دراما
محمد عادل إمام.. و«كابتن مصر»:
بعد سنوات، عاد موضوع كرة القدم إلى الشاشة عبر الفيلم الكوميدي «كابتن مصر»، الذي قدّمه الفنان محمد عادل إمام عام 2015. تدور القصة حول لاعب كرة طموح، يسعى لتحقيق حلمه بأن يصبح من أبرز النجوم في مصر. غير أن حادثًا مأساويًا يقلب حياته، إذ يتسبب في دهس رجل أمن بالخطأ، ما يؤدي إلى إصابة الأخير بإعاقة دائمة، ليُحكم على اللاعب بالسجن ثلاث سنوات. ورغم هذه النهاية المأساوية لمسيرته، إلا أن البطل لا يستسلم، بل يقرر أن يشكل فريق كرة قدم داخل السجن من زملائه المساجين. وفي قالب كوميدي ساخر، يعكس الفيلم صلابة الشغف، الذي لا يحده مكان أو ظرف، حتى لو كان السجن.
-
أحمد فهمي يدخل الملعب بـ«ابن النادي».. حين تتحول كرة القدم إلى دراما
نور النبوي.. و«الحريفة»:
في عام 2024، قدّم الفنان نور النبوي فيلم «الحريفة»، الذي تناول جانبًا آخر من علاقة الشباب بكرة القدم. وجسّد النبوي شخصية «ماجد»، اللاعب الذي نشأ في أرقى الأندية بالعاصمة، حيث عاش حياة مرفهة، قبل أن تنقلب ظروفه رأسًا على عقب، ويضطر إلى النزول للعب في دوري الشوارع. هناك، يبدأ من جديد مع مجموعة من أصدقائه، الذين يشاركونه الشغف؛ ليشكل فريقًا ينافس في بطولات المناطق الشعبية. الفيلم يعكس التحولات الاجتماعية، التي يمكن أن يتعرض لها أي لاعب، ويؤكد أن كرة القدم تبقى لغة عالمية، قادرة على جمع الناس على اختلاف ظروفهم.
-
أحمد فهمي يدخل الملعب بـ«ابن النادي».. حين تتحول كرة القدم إلى دراما
أحمد حاتم.. و«المطاريد»:
عام 2023، ظهر فيلم «المطاريد» من بطولة أحمد حاتم، الذي طرح قصة قريبة في خطوطها من مسلسل أحمد فهمي «ابن النادي». فيروي الفيلم حكاية «صلاح»، الشاب الذي ترعرع في الولايات المتحدة الأميركية، قبل أن يعود إلى مصر بعد وفاة والده ليتسلم الميراث. ومن بين الأملاك التي آلت إليه، يجد نادياً لكرة القدم، لكنه غارق في المشكلات والديون. ورغم رغبته في بيع كل ما ورثه بسرعة، إلا أنه يجد نفسه متورطًا في سلسلة من المواقف غير المتوقعة، التي تجبره على التعامل مع واقع النادي، ومحاولة إنقاذه من الانهيار. العمل قدّم مزيجًا من الدراما والكوميديا، وسلط الضوء على التحديات المالية والإدارية، التي تواجه الأندية الصغيرة.
بين الدراما.. والواقع:
ما يجمع هذه الأعمال، على اختلاف أساليبها بين الجدية والكوميديا، هو إدراك صناعها أن كرة القدم ليست مجرد رياضة، بل عالم متكامل من الأحلام والطموحات والانكسارات والانتصارات. ولعل سر جاذبية هذه القصص يكمن في أن الملايين من الجماهير العربية، يجدون فيها انعكاسًا لشغفهم اليومي بلعبتهم المفضلة. فمن لاعب يسعى وراء حلم العالمية، إلى شاب يحاول إعادة بناء نادٍ متهالك، ومن نجم يفقد كل شيء ليبدأ من جديد، إلى آخر يجد في المستطيل الأخضر عزاءً لمصاعب الحياة، تبقى كرة القدم دراما مفتوحة على احتمالات لا تنتهي.