#ثقافة وفنون
زهرة الخليج اليوم
بالتزامن مع الاحتفال بعيد الاتحاد الـ54، العيد الوطني الإماراتي، يفتح «متحف زايد الوطني» أبوابه، رسمياً، لاستقبال زوار المتحف الوطني لدولة الإمارات، اعتباراً من الثالث من شهر ديسمبر المقبل، ليأخذهم في رحلة تفاعلية، تعرّفهم بالتاريخ العريق للدولة، بدءاً من العصور القديمة، وحتى يومنا الحاضر، من خلال الجمع بين التحف الأثرية والقطع التاريخية والتجارب السمعية والبصرية والحسية، إلى جانب أعمال فنية معاصرة تعكس روح الماضي والحاضر.
ويحتفي المتحف، الواقع في قلب المنطقة الثقافية بالسعديات، التي تُعد من أكبر تجمعات المؤسسات الثقافية في العالم، بإرث الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويجسد قِيَمه الراسخة في تعزيز الموروث الثقافي والتعليم وترسيخ الهوية والانتماء.
-
ديسمبر الموعد.. نظرة خاطفة على «متحف زايد الوطني»
قصة دولة وأرض.. وشعب وتراث:
يقدّم «متحف زايد الوطني» قصة دولة الإمارات، أرضاً وشعباً وتراثاً حياً خالداً، حيث يجتمع التاريخ والابتكار في أروقة المتحف، ما يمنح مساحات تزدهر فيها الحوارات، ويتم في رحابها تبادل الخبرات والمعارف. ويمكن للزوار، مواطنين ومقيمين وسياحاً، الاطلاع على رحلة دولة الإمارات، من جذورها الممتدة في أعماق التاريخ إلى طموحاتها المستقبلية، إذ يشكّل افتتاح «متحف زايد الوطني» محطة ملهمة في المسيرة الثقافية لإمارة أبوظبي.
تجربة حية للزوار:
يُعد «متحف زايد الوطني»، الذي صممه المهندس المعماري العالمي اللورد نورمان فوستر، الحائز جائزة بريتزكر العالمية للتصميم، صرحاً يوثّق أقدم دلائل الوجود البشري في هذه المنطقة، وسبل الحياة في الحضارات القديمة وازدهارها على امتداد قرون من الزمن، التي تسلّط الضوء على الروابط التي نشأت وتوطدت عبر طرق التجارة، كما تحتفي بالعوامل الفريدة لتراث الإمارات وثقافتها.
تبدأ تجربة زيارة «متحف زايد الوطني» في «حديقة المسار»، التي تُعد بمثابة صالة عرض خارجية، تجمع بين البيئات الطبيعية، التي شكّلت الحياة في الإمارات. ويبلغ طول الحديقة 600 متر، وتمتد من ساحل السعديات، بين «متحف اللوفر أبوظبي»، و«متحف التاريخ الطبيعي» المرتقب افتتاحه، وصولاً إلى المتحف. وتضم الحديقة نباتات وأشجاراً محلية، تمثل البيئات الصحراوية، والواحات، والمناطق الحضرية، إضافة إلى نظام الري بالأفلاج، ومنحوتات فنية وأعمالٍ تخاطب الحواس المتعددة، وتسلسلاً زمنياً يتتبع سيرة حياة المغفور له الشيخ زايد، وتاريخ الإمارات.
-
ديسمبر الموعد.. نظرة خاطفة على «متحف زايد الوطني»
مقتنيات ثمينة تمتلئ بها صالات المتحف:
تضم مجموعة مقتنيات «متحف زايد الوطني» أكثر من 3,000 قطعة، سيتم عرض 1,500 قطعة منها مختارة بعناية؛ لتروي قصة حول تاريخ هذه الأرض. وتبدأ الرحلة عبر صالات العرض الست الدائمة، منها: صالة عرض «بداياتنا»، المخصصة لسرد سيرة حياة المغفور له الشيخ زايد، عبر تسجيلات لصوته وصور فوتوغرافية ومقاطع فيديو أرشيفية، ومقتنيات شخصية ورسائل وقطع معارة وأعمال تركيبية. ويتعرف الزوار، أيضاً، إلى السنوات الأولى لتأسيس الدولة، مع عرض التأثيرات التاريخية والثقافية، التي شكّلت رؤية المغفور له الشيخ زايد وشخصيته، بدءاً من نشأته في مدينة العين وصولاً إلى دوره المحوري في توحيد الإمارات، والقصص التي شكّلت إرثه، وما زالت تشكّل مصدر إلهام حتى يومنا الحاضر.
فيما توفّر صالة عرض «عبر طبيعتنا» رحلة تفاعلية إلى قلب البيئات الطبيعية المتنوعة في دولة الإمارات، والأثر التاريخي للجغرافيا في تشكيل طبيعة الحياة المستدامة على امتداد الجبال والصحاري والواحات والسواحل عبر آلاف السنين، من خلال المجسمات الفنية والعينات الطبيعية والأعمال التركيبية متعددة الوسائط.
وتمتد سردية المتحف عبر الزمن في صالة عرض «إلى أسلافنا»، التي تتضمن آثاراً للوجود البشري على هذه الأرض، منذ قرون بعيدة، ومن أقدم اللآلئ المعروفة في العالم إلى نموذجٍ يحاكي مدفن هيلي الكبير، حيث تتيح هذه الصالة للزوّار التعرّف إلى ما اكتشفه علماء الآثار عن حياة المجتمعات التي عاشت هنا حتى العصر البرونزي.
وتغطي صالة عرض «ضمن روابطنا» فترة زمنية تمتد من العصر الحديدي قبل ثلاثة آلاف عام إلى القرن الثاني عشر الميلادي، ويتعرف الزوار فيها إلى المجتمعات القديمة ودور التقنيات والمواد الحديثة والعلم والإيمان في إنشاء هوية مشتركة، بما في ذلك تطور اللغة العربية وانتشار الإسلام في المنطقة.
وتروي صالة عرض «في سواحلنا» قصة تراث الإمارات البحري العريق، وتاريخها على مدار القرون الخمسة الماضية، وتسلط الضوء على الهوية الثقافية التي تشكّلت منذ أيام الملاح الشهير «ابن ماجد»، وصولاً إلى الغواصين الباحثين عن اللؤلؤ في القرن الماضي، إضافة إلى دور الإمارات المحوري في التبادل الثقافي والتجاري.
ويختتم الزائر رحلته في صالة عرض «من جذورنا»، التي تواصل استكشاف ملامح الهوية الإماراتية من خلال التعريف بأنماط الحياة التقليدية والعادات والتقاليد الاجتماعية والأنشطة الاقتصادية، التي سادت في المناطق الداخلية لدولة الإمارات.
-
ديسمبر الموعد.. نظرة خاطفة على «متحف زايد الوطني»
برنامج خاص بمناسبة افتتاح المتحف:
بمناسبة افتتاح «متحف زايد الوطني»، يقدم المتحف برنامجاً متنوعاً، يشمل: عروضاً أدائية حية، وورش عمل تفاعلية، وجولات إرشادية وأنشطة مبتكرة، تتيح للزوار من مختلف الأعمار فرصة فريدة للاستكشاف والمشاركة في هذا الحدث الثقافي المتميز. ويضم المتحف مجموعة من وجهات الطعام والشراب التي تلبي مختلف الأذواق، من بينها: المطعم الإماراتي الفاخر «إرث»، ومقهى «الغاف»، إلى جانب عدد من المقاهي المنتشرة في حديقة المتحف.
متحف حي.. في قلب المنطقة الثقافية:
يقع «متحف زايد الوطني» إلى جانب عدد من أبرز المؤسسات الثقافية العالمية، مثل: «متحف اللوفر أبوظبي»، و«تيم لاب فينومينا أبوظبي»، و«متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي»، و«متحف جوجنهايم أبوظبي».
ويأتي ذلك في إطار رسالة المنطقة الثقافية بالسعديات، التي تهدف إلى تعزيز الحوار، وترسيخ المساواة الثقافية، وتأكيد مكانة أبوظبي كملتقى عالمي للثقافة والفكر والابتكار.
يمكن حجز تذاكر زيارة «متحف زايد الوطني»، من خلال موقعه الإلكتروني الرسمي، عبر الرابط:
https://zayednationalmuseum.ae/ar