صحة الفم.. أولى خطوات تجنب مرض السكري

صحة الفم.. أولى خطوات تجنب مرض السكري

#صحة

زهرة الخليج - الأردن 14 ديسمبر 2025

ينظر إلى مرض السكري باعتباره حالة مرضية مزمنة، تتميز بارتفاع مستويات السكر (الجلوكوز) في الدم، حيث يصاب الإنسان بهذا المرض عندما لا ينتج البنكرياس كمية كافية من الإنسولين، أو عندما لا يستجيب الجسم بشكل صحيح للإنسولين المنتج.

وينقسم مرض السكري إلى نوعين: الأول: يحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي خلايا البنكرياس المنتجة للإنسولين، ما يؤدي إلى نقصه. والثاني: الأكثر شيوعاً، ويحدث عندما يصبح الجسم مقاوماً للإنسولين، أو عندما لا ينتج البنكرياس كمية كافية منه. وهناك استثناءات تصيب بعض السيدات الحوامل، حيث يصبن بـ«سكري الحمل»، الذي يظهر أثناء الحمل، ويختفي عادة بعد الولادة.

ومن أبرز أعراض الإصابة بمرض السكري: زيادة التبول، والعطش الشديد، وفقدان الوزن، والشعور الدائم بالتعب والإرهاق، والرؤية الضبابية، وبطء التئام الجروح بعد الإصابة بها، مهما كانت بسيطة.

وكثيرة هي الإرشادات الطبية، التي يتبعها المصابون بنوعَيْ مرض السكري، أو المعرضون للإصابة به، خشية تفاقم وضعهم الصحي. لكن تقريراً علمياً جديداً، نشره موقع «ScienceAlert»، يشير إلى مشكلة طبية يتعرض لها الجميع، وإذا تم تجاهلها أو عدم علاجها، فقد تصبح سبباً للإصابة بالسكري، وهي عدم العناية الكافية بصحة الأسنان.

وتتوقع منظمة الصحة العالمية وصول عدد المصابين بمرض السكري إلى نحو 853 مليون شخص، بحلول عام 2050، لذا يهتم خبراء الصحة بكل العوامل المباشرة وغير المباشرة، التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالمرض، والعمل على معالجتها.

أما تأثير صحة الفم على الإصابة بالسكري، فيعود إلى تضرر الأوعية الدموية والأعصاب المحيطة بالفم؛ جراء ارتفاع مستويات السكر في الدم لفترات طويلة، ما يجعل الفم، بما يحتويه من أنسجة رخوة وصلبة ومجتمع بكتيري طبيعي، بيئة أكثر عرضة للمشكلات الصحية.

وبحسب خبراء الصحة في موقع «مايو كلينك»، يعد جفاف الفم بسبب نقص اللعاب، وزيادة تسوس الأسنان، وأمراض اللثة وما يصاحبها من التهاب وفقدان العظم، والالتهابات الفطرية مثل: «القلاع الفموي»، وصعوبة المضغ أو ارتداء أطقم الأسنان، وتغير حاسة التذوق، وصولًا إلى فقدان الأسنان، من أبرز المضاعفات المرتبطة بالسكري، حيث تؤثر هذه المشكلات بدورها على التغذية، والثقة بالنفس، وحتى على التحكم بمستوى السكر في الدم.

كما تؤدي الالتهابات المرتبطة بتسوس الأسنان، وإصابة اللثة بالفطريات، إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، وبالتالي تدهور صحة الجسم. ويزيد تفاقم الجفاف والتسوس وقلة رعاية الأسنان من صعوبة التحكم بالسكر، كون التهاب اللثة وتراجع العظم يؤديان إلى مضاعفات صحية مباشرة تتعلق بالسكري.