د ب أ 15 ديسمبر 2013
عادةً ما يرسم الأطفال الصغار رسومات لا تعدو كونها مجرد شخبطة. وعلى الرغم من ذلك، ينبغي على الآباء ألا ينتقدوا رسومات أطفالهم. ويعزي البروفيسور جورج بيتس، أستاذ التربية الفنية بجامعة جوته في مدينة فرانكفورت غربي ألمانيا، السبب في ذلك إلى أن الأطفال في المرحلة العمرية بين خمس إلى سبع سنوات يبتكرون علامات ويربطون بينها في علاقات محددة. لذا يحذر البروفيسور الألماني من توجيه النقد للأطفال؛ لأنه يعوق عملية التطورالذهني لديهم. ويشير بيتس إلى أن الأطفال يخطون خطواتهم الأولى في مجال الرسم في السنة الأولى من حياتهم بالفعل؛ فهم يحبون على سبيل المثال تلطيخ المائدة بالطعام وبقاياه التي يخرجونها من أفواههم. ويستمر ولعهم بترك مثل هذه الآثار بعد أن يتموا عامهم الأول من خلال الشخبطة بالقلم. وفي عمر السنتين والنصف تقريباً يستطيع الأطفال أن يربطوا بين رسوماتهم وبين الأشياء المحيطة بهم؛ فعلى سبيل المثال يجعلون من الدائرة صحناً أو قمراً. وقد أكد العالم الألماني بيتس على أهمية اكتساب هذه القدرة بالنسبة للأطفال حتى يتمكنوا من تعلم القراءة فيما بعد، لافتاً إلى أنه بدءًا من عمر التعليم الأساسي تصبح هذه الرسومات غنية بالتفاصيل. ولكن مع بداية مرحلة المراهقة، يتخلى الأطفال عن الحيادية تجاه أعمالهم الفنية الخاصة؛ حيث يهتمون في هذه المرحلة بأن يتمكنوا من رسم أشياء واضحة المعالم وتحاكي الواقع "بشكل صحيح". ويواصل بيتس موضحاً: "غالباً ما تكون تطلعاتهم أكبر من قدرتهم الفعلية؛ ومن ثمّ ينشأ لديهم عدم الرضا عن رسوماتهم"؛ لذا يتوقف كثير من الشباب خلال هذه المرحلة العمرية عن ممارسة الرسم من الأساس.
