لاما عزت 16 مايو 2016
للمرأة إنجازات لا تحصى على صعيد العمل. ولا شك في أن الرجل يعترف بنجاحها ويؤمن بقدراتها. لكن، على الرغم من ذلك، فإننا نراه يتوقف أحياناً أمام بعض المهن والوظائف ويتحفظ على التحاق المرأة بها، متحججاً بالتقاليد والعادات تارة، وبتعارض تلك المهن مع أنوثتها ورقتها تارة أخرى، وبصعوبتها وخشونتها تارة ثالثة. وتتعدد المبررات لكن تبقى الكلمة الفصل للمرأة نفسها. فما هي المهن النسائية التي يتحفظ عليها الرجل الإماراتي؟ محمد ناصر (مدير تسويق) يعلق قائلاً: المرأة لا تصلح لأن تكون طبيبة أمراض نفسية. وتجربتي الشخصية أكدت لي الأمر. ففي إحدى الفترات، عانت زوجتي حالة نفسية سيئة لأن الله لم يرزقنا بولد، فقررنا أن نلجأ إلى المساعدة المتخصصة، وأصرت هي على اللجوء إلى طبيبة قريبة لها. وحاولت ثنيها عن رأيها لأنني أعتبر المرأة بطبيعتها غير مستقرة نفسياً، وتتحكم فيها عاطفتها، عدا كونها مزاجية ومترددة، بالتالي فهي تبني قراءاتها من منطلق ضعيف وناقص، ولا يمكن البناء على تحليلاتها. ولكنها أصرت. ودخلت ذات مرة إلى إحدى جلسات العلاج، وفوجئت بالطبيبة وهي تبكي مع زوجتي بكاءً مريراً. وكانت تلك المرة الأخيرة التي سمحت لزوجتي بزيارة تلك الطبيبة. وعبد الله المرزوقي (محاسب) لا يقبل عمل المرأة كربان طائرة تحلق من بلد إلى آخر تاركة خلفها أسرتها، فخدمة بيتها وتربية أولادها هي وظيفتها الأساسية. كما لا يراها أيضاً في الأعمال المهنية اليدوية التي تحتاج إلى قوة بدنية عالية، حتى لا تفقد أنوثتها. ويُبدي مروان السويدي (مدير للمقايضة والمبيعات المباشرة) هو الآخر رفضاً لتولي المرأة المهن اليدوية، ولا يحب لها أن تعمل مع رجال بشكل عام. ويؤيده عبد الله الحمادي (موظف في الدفاع المدني). ويشيد بشير المهيري (مساعد مدير مبيعات) بتمكن المرأة الإماراتية من تسجيل نجاحات متتالية، إلا أنه يرفض أن تعمل كعارضة أزياء أو مضيفة طيران. ويرفض عبد الجليل الظاهري (إداري) أن تعمل المرأة بمهنة بائع، لأنها متعبة وتعرضها لمواقف غير متوقعة. ويعارض حسين الحمادي (رجل أعمال) كل مهنة تعمل فيها امرأة، وهي تدرك أنها لا تناسبها مثل مندوبة التسويق وسائقة التاكسي وتلك المتعلقة بالدوام الليلي بصفة عامة. ولا يقبل حسن سجواني (مصرفي) أن تعمل المرأة سائقة للرافعات والمعدات الثقيلة، أو تحترف الرياضة والعمل كمدربة لرياضات خشنة. ويعلن إبراهيم الريس (رئيس مبيعات) رفضه التام لأي مهنة فيها خروج على التقاليد. وإذا كان هذا رأي الرجال فماذا تقول المرأة؟ تؤكد الكابتن طيار سلمى البلوشي (مساعد طيار) أنها لم تكن تحلم بهذا المجال، حيث كانت تدرس التمريض حين قرأت بالصدفة إعلاناً يقول: «من الجنسين... حلقوا معنا»، فتقدمت بطلب الالتحاق وخضعت لاختبارات عدة وتم قبولها في «طيران الاتحاد». وكان من الغريب وقتها أن تدخل المرأة تلك المهنة، لكن كانت هي وزميلتها عائشة المنصوري مثالاً ونموذجاً فرض الاحترام. وترى الدكتورة نجاح الصايغ (استشارية طب نفسي في دبي)، أن المرأة قادرة، ومن دون شك، أن تكون طبيبة نفسية متفوقة، إذا كانت تحب هذا المجال ولا تخلط بين كونها طبيبة وإنسانة عادية، ولا تنقل الحالات المرضية التي تقابلها إلى بيتها. وكثيرات يعملن طبيبات نفس، وناجحات جدا في عملهن.ساعة رولكس
أدخل بياناتك
شكراً
ننتظرك غداً مع سؤال جديد
التالي
اغلق