لاما عزت 13 سبتمبر 2010
على رغم حداثة سنّها الذي لم يتجاوز الثلاثة وعشرين ربيعاً ، استطاعت آيات العبد الله تحقيق جزء من حلم ما زالت بقية الفتيات في سنها يحلمن به، تخرّجت حديثاً بعدما درست التربية لذوي الإحتياجات الخاصة، أحبت عالمهم وما زالت تطمح لتحقيق ما يساعدهم في مختلف مجالات الحياة. وبعيداً عن التربية الخاصة، حطت آيات رحالها في "شركة المراسم للعلاقات العامة وإدارة الفعاليات"، وكانت في طور التأسيس، لتبدأ تحدياً جديداً في سوق العمل، وتتدرّج إلى منصب "تنفيذي" للشركة، وتتولى مهام الإشراف الكامل على المنتجات. "أنا زهرة" حاورت آيات العبد الله لتروي لنا تجربتها كامرأة سعودية في سوق العمل:
•آيات.. درست تربية خاصة، وعملت في مجال مختلف تماماً، حدثينا عن هذه التجربة؟ دراسة التربية الخاصة والدخول إلى عالم ذوي الاحتياجات الخاصة كانا هاجسي عند طرقي أبواب الجامعة. كنتُ أجد نفسي ضعيفة أمامهم لانعدام التواصل بيني وبينهم. وبطبيعتي، لا أحبذ انعزالي عن فئة بناءً على تصنيفات وضعتها الحياة أو الناس. لذلك التحقت بقسم التربية الخاصة لأكون جزءاً منهم. أما عن عملي في مجال العلاقات العامة، فهو لا يختلف بشكل كبير عن مجال تخصصي لأن العلاقات العامة هي في الأساس التواصل الإيجابي بين كل البشر وأجد في نفسي أحمل الكثير من الصفات التي تشبه هذه الشركة. فأنا وهذه الشركة نكبر معاً ولدينا الطموح والتوجهات والأهداف ذاتها.
•هل واجهت صعوبة سواء من المجتمع أو من طبيعة العمل؟ أي أمر في هذه الحياة إن لم يكن نتيجةً لجهد وتعب، فإن لذة الإنجاز لن تكون بقدر هذا التعب. وأنا منذ الصغر لا أراني إلا ممن يفرح بالإنجاز بشكل كبير ومميز لأنني أواجه الصعوبة الكبيرة في البدايات وأتخطاها بتوفيق الله. أما ما يخص العلاقات العامة، فإن الصعوبة التي كانت تواجهنا هي تقبل المجتمع وخصوصاً قطاع الأعمال هذا الأسلوب الجديد في التعامل مع العلاقات العامة كصناعة لها وسائلها وطرقها ونتائجها التي يجب أن تكون محسوبة مسبقاً، فهذه هي الصعوبة في رأيي, والحمد لله تجاوزت العديد منها.
دراستك للماجستير في إدارة الأعمال، هل هي مكملة لعملك؟ أعتقد أنّه حين يبحث الانسان عن المعرفة، فإن ذلك يعتبر جزءاً من تطوير الذات، وبالتأكيد دراستي للماجستير هدف رئيسي لي للوصول إلى الطرق العلمية والبحثية الصحيحة في مجال الأعمال، ولم أكن في يوم من الأيام أبحث عن جانب مكمّل لجزء ناقص من مسيرتي، ولكنني دوماً أبحث عما يصقل الموهبة في داخلي ويجعلني دوماً في الصف الأمامي في أي مكان أكون متواجدة فيه.
• كانت لك تجربة يتيمة وقصيرة في مجال الإعلام، حدثينا عنها كما قلنا في البداية، فإنّ أي عمل يقوم به الإنسان هو جزء من رسالة يؤديها أمام نفسه أولاً ثم أمام المجتمع، والعمل الإعلامي كما تعرفين هو الجزء الرئيسي من العلاقات العامة. وأعتقد أنني لا أقول إنّها تجربة وانتهت، ولكنها مستمرة ولكن بشكل أعم في مجال عملي لفي شركة المراسم ولدينا العديد من المشاريع الإعلامية التي سترى النور قريباً بإذن الله.
• برأيك، ما دور الإعلام في خدمة قضايا المرأة السعودية أعتقد أنّ المشكلة الأساسية في هذا الجانب أنّ المرأة السعودية لا تزال تضع نفسها هي في الصف الثاني من مجتمع فتح أبوابه لكل المبادرات للجنسين. والإعلام ليس إلا ناقلاً لحراك مجتمعي يحدث حالياً. فلم أجد المرأة السعودية في شتى المجالات إلا مدافعةً عن حقوق تكسبها من دون الوقوف في الجانب الآخر من المجتمع وليس الوقوف في الحراك الاجتماعي بالمشاركة الفاعلة في الإنجاز والإزدهار الذي تعيشه المملكة في الوقت الحالي.
•ما الذي يميّز المرأة السعودية عن الرجل في سوق العمل؟ العمل هو العمل، لا فرق بين من يؤديه رجلاً كان أم امرأة، لكنّني أعتقد أنّ ما يميز المرأة في مجال الأعمال هو الحافز الكبير الذي ترغب في إطلاع الآخرين عليه. ولعل تعطش المرأة السعودية إلى العمل، يجعلها تحرص دوماً على تنفيذ الأعمال الموكلة لها بكل حرفية ودقة، ولا ننسى أنّ المرأة والرجل مكمّلان لبعضهما في مختلف جوانب هذه الحياة.
• هل فرص العمل متوافرة للمرأة السعودية؟ فرص العمل كثيرة، لكننا للأسف لدينا النزعة إلى أن نكون جميعنا مدراء, ونبحث عن عمل لا يحتاج إلى جهد، وأيضاً نطمح في المقابل إلى رواتب ومكافآت مرتفعة. وهذا الواقع يجعل من الصعب على المرء إيجاد الوظيفة التي قد تكون متاحة لو تخلّى عن هذه النزعات.
• هل المرأة السعودية قادرة على ترك بصمتها في مجال العمل؟ كما سبق وذكرت، العديد من النساء اليوم دخلن سوق العمل بقوة الرجال، وقد غيرن العديد من المفاهيم المغلوطة. ولأني أؤمن بأنّ الإبداع والتميز لا يفرقان بين رجل وامرأة، فإنّ هذه الأخيرة قادرة فعلاً على ترك بصمتها في كل مجالات الحياة.
• برأيك، من الأقدر على تغيير المجتمع، المرأة أو الرجل؟ ولماذا؟ كل إنسان يؤمن بقضيته في الحياة قادر على تغيير المجتمع بغض النظر عن جنسه. هو فقط إيمان بمبادئ وعمل مستمر لأجلها وإصرار عليها.
• وهل أنت راضية عن وضع المرأة السعودية؟ بيني وبين الرضا وعدمه شعرة. عدم الرضا كون ما يحكمنا هو مجرد عادات ورثها المجتمع منذ الأزل، وكل من يحاول الخروج عنها يوصم بأبشع الوصمات. أما الرضا كون كل امرأة تختار طريقها، فمن أنا لأطالبها بتغيير موقفها؟ لها مطلق الحرية لاختيار وضعها في هذه الحياة.• ما الذي تتمنين تغييره في مجتمعك؟ هناك شيئان ما زالا قضيتي التي لن أتخلى عنها: ذوو الاحتياجات الخاصة والنظرة القاصرة إليهم. كذلك، لا أحب جنون مجتمعنا بالمظاهر الخارجية وبناءه أحكاماً فقط بناء على المظهر، أعتقد أننا نحتاج إلى تغيير هاتين النظرتين القاصرة.
• ماهي طموحاتك وأمنياتك المستقبلية؟ قد أحتاج إلى مدونة لأكتب عن طموحاتي. فالحديث عنها لن يكون سهلاً ولا قصيراً. بعضها قد تحقق ولله الفضل ثم لمن ساندني، وبعضها ما زال قيد التحقيق. لكن إن أردنا التحدث عن الطموح الحالي: أن أكون صورة مشرفة للفتاة السعودية الناجحة، وبالتأكيد أن أكون عند وعدي لنفسي بجعل الشركة التي أعمل فيها تصل إلى حيث يجب أن تصل, وأن أكون عند حسن ظن من وقف وراء نجاحي وتجاوزي العديد من الصعوبات. وطبعاً، لن أنسى فئتي العزيزة على قلبي ذوي الاحتياجات الخاصة الذين أطمح أنّ أقدّم لهم عملاً مميزاً يسهم في رفع مستوى الخدمات المقدمة لهم.
• ما هي نصيحتك لكل فتاة لديها طموح وما زالت تنتظر الفرصة؟ لا تتخلي عن طموحك. وحده الطموح ما يجعل للحياة معنى وقيمة, وقد لا تتوافر الفرص الآن لكنّها ستأتي في وقتها المناسب الذي اختاره الله، وستجدين الفرصة لتحقيقها. وما نيل المطالب بالتمني، ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.
المزيد على أنا زهرة: