بشاير المطيري 1 نوفمبر 2018
كانوا يسمَّون «المسنين»، و«كبار السن»، و«المعمّرين»، فأصبحوا «كبار المواطنين». وهذا التعبير من ابتكار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، الذي أطلق قبل أيام سياسة وطنية، تكرم آباءنا وأمهاتنا وأجدادنا وجداتنا، وتجعلهم ينعمون في تقاعد محترم، ورعاية شاملة، ضمن أفضل المتطلبات العالمية في هذا الصدد.
«كبار المواطنين» تعبير جديد في اللغة العربية، وأساسه في الآية القرآنية الكريمة: «.. وقل لهما قولاً كريماً». لأجل أن نخاطبهم بأفضل ما في الكلام من عذوبة وجمال وحنان، حتى أسماؤهم تقال بتكريم وود، فهم كبار في القيمة والعطاء والعرفان، وليس في العمر؛ لأن هذا أمر بديهي ومحتوم علينا جميعاً.
هذا معنى دقيق، يضاف إلى لغتنا، وله دلالات كثيرة، لا سيما أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أطلق أيضاً «السياسة الوطنية لكبار السن»، التي تمثل منظومة شاملة لأفضل أنواع الرعاية الصحية، والثقافية، والنفسية لهم، بالإضافة إلى برامج تتيح ترفيهاً وعناية خاصة في وسائل النقل والمصارف والمباني والأبراج في الإمارات.
«كبار المواطنين» في تقاعد كريم يوفر لهم فرصاً ملائمة للإنتاج، وفي مجتمع نشأ على البرّ بالوالدين، وفي دولة تفخر بكبارها، وتوفر لهم كل أسباب الحياة الكريمة، وتجعل الشيخوخة مرحلة من الإيجابية والاندماج مع العائلة والمجتمع.
هذا هو التعبير الثاني الذي تصوغه الإمارات في هذا السياق، فقد غيّرت مفهوم «ذوي الإعاقات المختلفة، والاحتياجات الخاصة» إلى «أصحاب الهمم»، وألزمت المؤسسات بتدريبهم وتوظيفهم، فتقدموا في أكثر من مجال، وحصدوا جوائز مرموقة في المسابقات الرياضية العالمية والإقليمية، ومن المؤمل أن ينتشر المفهومان في العالم العربي، وتقرهما مجامع اللغة فيه.
ضوء
أكثر ما يؤلم الكبار ويجرح مشاعرهم أن يكونوا وحيدين ومعزولين عن العائلة. والعلم يؤكد أن ذلك يزيد من معاناتهم الصحية، وغالباً يؤدي بهم إلى الاكتئاب، فأول ما يريدونه هو الاهتمام، وهم جديرون به منا جميعاً، فالحياة ربما تكون لحظة حب في أحضان الأمهات.