#مكياج
بسمة فرماوي 14 يناير 2019
منذ قديم الأزل والبشرة المثالية والشباب الدائم هما الهدف الجمالي الأول لدى النساء. فقد علمت النساء عبر التاريخ أن البشرة الخالية من العيوب هي أساس الإطلالة الجمالية الناجحة والجاذبية الساحرة. وكان المصريون القدماء أول من أدخل مستحضرات العناية بالبشرة أنظمتهم اليومية، إذ كان الرجال والنساء على حد سواء يستخدمون الزيوت والأعشاب لترطيب البشرة، ومزيجاً من الرمل وهُلام الصبار لتقشيرها. كما عُرفت الملكة كليوباترا باهتمامها بنعومة بشرتها وشبابها، من خلال الاستحمام بانتظام في مزيج من حليب الأتان وعسل النحل. وأثبتت الدراسات الحديثة أن هذه الوصفة تحتوي على نسبة عالية من حمض اللاكتيك، الذي يُذيب الخلايا الميتة ويوحّد لون الجلد، إضافة إلى الفيتامينات ومضادات الأكسدة التي تغذيه وتحميه من التلف وترطبه من الأعماق. أما في عصر الرومان، فكانت النساء يستخدمن الرصاص وبُراز التماسيح لتفتيح بشراتهن. ومع تطور التقنيات، انتقل الاهتمام بالبشرة إلى أوروبا خلال عصر الملكة إليزابيث الأولى، حيث استخدمت النساء كريمات أساس مصنوعة من الرصاص والخل لتبييض البشرة والتخلص من النمش، وبعواقب وخيمة، فسبب هذا المزيج القاتل إصابة النساء بالتسمم التدريجي وتساقط الشعر وتسوس الأسنان والوفاة. ولكن كيف تطور عالم العناية بالبشرة في العصر الحديث؟ تعالي معنا في رحلة مشوّقة عبر القرن الماضي للتعرف إلى أهم المعلومات وأكثرها إثارة عن مهمة البحث عن البشرة النضرة والحيوية.
1920s
أشارت بداية سنوات العشرينات إلى عهد من التغيير للنساء حول العالم، خاصة فيما يتعلق بالموضة والجمال، وبدأت المتاجر والصيدليات تهتم بمجال التجميل بشكل كبير وتحديداً العناية بالبشرة. كانت البشرة البيضاء الخالية من الدفء، هي الموضة الرائدة لمئات السنين ولكن في أوائل العشرينات، عادت مصممة الأزياء الشهيرة كوكو شانيل من إجازة في جنوب فرنسا ببشرة برونزية اللون، وأصبح النساء حول العالم يرغبن في تقليدها من خلال استعمال زيوت التسمير. وبدأت المجلات النسائية بتمجيد فوائد تنظيف البشرة، ولكن على عكس النصائح في أيامنا هذه، كان يُنصح بفرك البشرة بالماء الساخن والصابون يومياً للحصول على بشرة ناعمة وخالية من التصبغات.
1930s
ازدهرت صناعة مستحضرات العناية بالبشرة في هذه الفترة، وأصبح استعمال الكريم البارد cold cream من الخطوات الأساسية في نظام العناية بالبشرة، لإزالة المكياج وتنظيف الوجه وتنعيم الرموش. وكان يحتوي على الزيوت المعدنية كمكوّن أساسي، وهي تصنف الآن ضمن المكونات المسببة لانسداد المسام وظهور الحبوب، إذ إنها تُذيب الدهون والأوساخ بسهولة، ثم تم استخدام السوائل المنشطة أي الـtonic كخطوة ثانية، لإزالة آثار هذه الكريمات الزيتية. كما انتشرت الأقنعة الغنية المصنوعة من الدهون الحيوانية، إذ إن الكثيرات كن يعتقدن أن البشرة قادرة على امتصاص هذه الدهون، مما يخلصها من التجاعيد والخطوط الرفيعة.
1940s
مع بداية الحرب العالمية الثانية، كانت هناك قلة في مستحضرات التجميل المتوافرة في الأسواق، فبدأت النساء بصناعة المستحضرات التجميلية في المنزل. فانتشر استعمال «إسفنجات الجمال»، وهي عبارة عن مزيج من الشوفان واللوز المطحون وبيكربونات الصودا داخل شاش رقيق ومربوط بشريط مطاطي. وكانت تُبل وتُستخدم لفرك البشرة أثناء الاستحمام لتنعيم الجسم وتبييضه.