نجاة الظاهري 20 أغسطس 2019
هاني الزبيدي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة «تحقيق أمنية»، عمل قبلها سنوات عديدة في مجال التطوع والمساعدات الإنسانية، من خلال الهلال الأحمر الإماراتي، ومنظمات دولية متنوعة، ووضع معرفته هذه في إدارة المؤسسة، والأخذ بمسيرتها نحو النجاح والتميز الأكيدين.
• متى بدأت مؤسسة «تحقيق أمنية» عملها؟
في عام 2003 في دبي كفرع للجمعية العالمية، عن طريق المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، وأول أمنية تحققت كانت في العام التالي، لطفل اسمه شهاب، مصاب بالسرطان، وكان يتمنى أن يقابل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، حاكم دبي. ولأن الشيخ محمد بن راشد محب للخيول وبارز في الفروسية، فقد كان من ضمن أمنية شهاب التعرف إلى الخيول التي يحبها الشيخ محمد، الذي رحب به وبتحقيق أمنيته، فاستضافه في إسطبلاته بدبي، وأخذه مدة طويلة من اليوم، عرفه فيها إلى الخيول العربية الأصيلة، والهجينة، وخيول السباق. بعدها حققت المؤسسة مجموعة من الأمنيات، وواجهنا عدة تحديات خلال وجودنا في الإمارات، مما جعل الشيخة شيخة بنت سيف بن محمد آل نهيان، رئيسة مجلس إدارة مؤسسة «تحقيق أمنية»، ترتئي جعلها جمعية إماراتية، يكون وجودها أكبر في الساحة المحلية، وبالفعل عام 2010 تم إعلانها من قبل وزارة تنمية المجتمع مؤسسة ذات نفع عام، وبالتالي كانت الانطلاقة الفعلية للمؤسسة.
الوصول إلى المرضى
• ما الوسيلة المتبعة للوصول إلى المرضى؟
عبر التعاون مع المستشفيات التي تعالج الحالات ذات العلاقة. في الدولة مستشفيات رئيسية مثل مدينة الشيخ خليفة الطبية والمفرق في أبوظبي، توام في العين، ومستشفى لطيفة في دبي، وغيرها. لدينا موظفون ومتطوعون على تواصل دائم مع هذه المستشفيات، خاصة الطاقم الطبي والتمريضي والأخصائيين الاجتماعيين فيها. لدينا زيارات دورية للمستشفيات، يتم فيها تعريفنا بالأطفال وأهاليهم، حيث نعرف بأنفسنا وبدورنا في المجتمع وطريقة عملنا كمؤسسة، ثم نقابل الطفل بشكل منفرد بعيداً عن ذويه، حتى لا تتأثر أمانيهم بأماني والديهم. نحاول عادة أن نعرف رغبة الطفل الحقيقية، ونبعث له الاطمئنان، فبنظرنا «الاطمئنان نصف الدواء».
• ما أهداف المؤسسة وكيف يتم تحقيقها؟
المؤسسة هدفها واحد فقط، وهو تحقيق الأمنيات للأطفال المصابين بأمراض خطيرة تهدد حياتهم، تكون أعمارهم بين ثلاثة و18 سنة، من كل الجنسيات، داخل الدولة. في زيارتنا للطفل في المستشفى نسأله أسئلة عديدة، من خلال استبيان خاص، مثل (ماذا تحب أن تأكل وتشرب؟ أي النجوم هو نجمك المفضل؟ أين تحب الذهاب؟) ويكون ضمنها في الأخير السؤال الأهم (لو كانت لديك أمنية واحدة ترغب في تحقيقها بشدة، فما هي هذه الأمنية؟)، نطلب من الطفل أن يسرح بخياله ويحلم بكل شيء يمكنه أن يحلم به. هناك أربع فئات للأماني، هي ( أتمنى أن أذهب إلى)، (أتمنى أن أكون)، (أتمنى أن أقابل)، و(أتمنى أن أحصل على).
تحديات
• ما أصعب الأمنيات التي شكلت تحدياً كبيراً بالنسبة إليكم؟
الأمنيات كلها تشكل تحدياً لنا، حيث إن عامل الزمن يلعب دوراً كبيراً في جعلها صعبة، ففي أحيان نلتقي بأطفال وصلوا إلى مرحلة متأخرة من المرض، فيكون التواصل معهم صعباً، وفي أحيان أخرى تكون الأماني مكررة، فنواجه تحدي وضع سيناريو جديد في كل مرة لإعطاء الأمنية روحاً جديدة، لنشعر الطفل بالحماس أثناء تحقيقها. من ضمن التحديات الكبيرة التي واجهتنا، أمنية لطفلة مصابة بمرض أقعدها تماماً، كانت تتمنى أن تكون أميرة على البحر، وأن يغني لها الفنان عيضة المنهالي، التحدي كان بكيفية إحضارها من العين إلى أبوظبي، لكن الشرطة المجتمعية تعاونت معنا بشكل رائع من أجل تحقيقها، وبالفعل تم لها ما أرادت. ما يجب أن يعرفه الجميع أن خلف كل أمنية ساعات طويلة من العمل، والسعي للحصول على موافقة الطبيب ثم الأهل عليها، كما أننا يجب أن نتأكد من أنها الأمنية التي ستحقق للطفل سعادته.
• هل تحقيق الأمنيات خاص بالموجودين في الإمارات أم هناك توسع في الأمر؟
لكي نعمل داخل نطاق الإمارات، يجب أن تكون الأمور كلها قانونية وصحيحة، فلذلك أي طفل من بلد آخر، يتعالج في الإمارات، ولديه ملف معتمد، من الممكن تحقيق أمنيته، وهذا ما حصل منذ عدة سنوات، حيث كانت لدينا طفلة تتعالج في السعودية ودبي، وأمنيتها مقابلة فرقة «ون دايركشن»، فحققناها لها وقت وجودها في الدولة. ولكننا نعمل كذلك مع دولتين غير الإمارات، هما الأردن، عن طريق مؤسسة الحسين للسرطان، واليمن، عن طريق التعاون مع القوات المسلحة والهلال الأحمر الإماراتي، في منطقة عدن.