علي رياض 3 مايو 2012
يحتفل العالم اليوم بيوم الصحافة العالمي، وهانحن دخلنا منذ سنوات في عصر الصحافة الإلكترونية، وأصبح التدفق الإعلامي ضخماً ومشوشاً، رغم ذلك استطاعت كثيرات من إعلاميات وصحافيات اليوم أن يكن مواكبات للحدث في كل مكان في الحرب والسلم وأن يصنعن فرادة في حضورهن قلما وصوتا وصورة.
بهذه المناسبة نركب آلة الزمن ونعود بالوراء لنستذكر رائدات الصحافة العربية، وعلى رأسهن أم الصحافيات العربيات هند نوفل أول من تصدر مجلة نسائية عام 1892 في مصر. وهي مجلة «الفتاة» بالإسكندرية.
كانت هند تنتمي إلى أسرة من الأسر الشامية اشتهرت بالعلم والمعرفة والاشتغال بالأدب والصحافة. جاءت إلي مصر في القرن التاسع عشر وساهمت مساهمة فعالة في حركة النشر والطباعة. وبمساعدة والدها وعمها سليم نوفل أصدرت «الفتاة» وكانت أول أشكال الصحافة النسائية في مصر فقد أعتبر المؤرخون لتاريخ الصحافة أن هند هي أم الصحافيات العربيات.
أما منيرة ثابت التي كتبت مقالات سياسية جريئة وهي ابنة 17 عاماً وكانت أول فتاة عربية تقف أمام النائب العام المصري وهي تحت السن القانونية للعقاب، ليحقق معها بنفسه في جريمة تخص التعبير. وهكذا بدأت حياتها العملية واعترفت الدولة رسميا بصفتها الصحفية وعمرها 17 عاماً، ولكن تم إعفاؤها من المسؤولية الجنائية «جرائم النشر» لصغر سنها وكان ذلك عام 1926 وفي صيف هذا العام قيد اسمها كصحفية عاملة في النقابة الأهلية الأولي التي كانت قد تأسست في نفس التوقيت ولهذا أطلق عليها لقب "عميدة الصحافيات".
بعد ذلك أصدرت منيرة ثابت جريدتين سياسيتين في وقت واحد باسمها إحداهما يومية فرنسية «الأمل» والأخري عربية أسبوعية وبنفس الاسم .
والآن نركب معك آلة الزمن مرة أخرى، ونعود إلى هذه اللحظة الإلكترونية، تاركين لك أن تتخيلي مامرت به النساء العربيات الطامحات بالكتابة في القرن العشرين وصولاً لهذه اللحظة التي تكتبين فيها شيئاً وتنشرينه على الفور بلا رقيب ولا حسيب.
إننا في عصر الصحافة الإلكترونية الآن، والتي أعطت فرصة جديدة لظهور مواهب صحافية جديدة، ونوع جديد من الكتابة يفرض تحدياته وشروطه..لكننا واثقون أن المرأة ستبدع فيه مثلما أبدعت في وسائل الإعلام الأخرى..ومثلما إن هناك نجمات على التلفزيون والراديو والصحف سيكون هناك نجمات الإعلام الإلكتروني...فهل تريدين أن تكوني منهن؟
كل عام وإعلامياتنا بألف خير