#أخبار الموضة
هلا القرقاوي 16 ابريل 2016
«نحن لا نتبع الموضة بل نصنعها، لأن لدينا الجرأة والقوة على الابتكار والاستباق». بهذه العبارة، أوجز Arnaud Carrez، مدير التسويق الدولي والاتصالات لدى Cartier، فلسفة الدار العريقة في لقائه الحصري مع «زهرة الخليج» التي حادثته حول أحدث إبداعات أسطورة Cartier وإرثها الثري ورؤيتها المستقبلية وأسرار تميزها. • طالعتنا Cartier مؤخراً بتشكيلة مدهشة ورائعة من الأحجار الكريمة والتصميمات، كيف لك أن تصف مجموعة Etourdissant من حيث التسويق والتصميم؟ - في هذه المجموعة، تواصل Cartier مسيرتها الإبداعية نحو بلوغ أرقى درجات الصياغة الفنية بالغة التعقيد، حيث تشيد بالألوان الباهرة والأحجار الاستثنائية والألماسات الفريدة وتؤلف بينها وبين مهارة الصنعة بروح ابتكارية منقطعة النظير. وهو العهد الذي قطعته Cartier على نفسها منذ تأسيسها في عام 1847. وأعتقد أن تلك المجموعة تقف شاهداً على المكانة المرموقة التي تحتلها Cartier بوصفها ملك صناعة المجوهرات الراقية في العالم. • كم عدد القطع التي تتألف منها هذه المجموعة؟ - تم طرح هذه المجموعة لأول مرة في الريفيرا الفرنسية خلال شهر يوليو الماضي، ما يعد بمثابة الفصل الأول منها. ثم جاء الفصل الثاني في سنغافورة في أكتوبر، والآن في دبي، وقريباً في الرياض وهونغ كونغ وتايوان. وتتألف المجموعة إجمالاً من 200 قطعة، تنم جميعها عن شغف الدار في إبداع مجوهرات فريدة وتقديمها لشتى البقاع التي تعنى بها Cartier، مثل مجموعة Tutti Frutti الأيقونية المستوحاة من الهند بألوانها الثرية، حيث كان Jacques Cartier (أحد الإخوة الثلاثة مالكي Cartier) مسؤولاً عن لندن، وقام بالسفر إلى الهند في أوائل القرن العشرين، وقابل المهراجا وكانت بداية تعاون وتبادل مثمر، فقد حصلت Cartier على الأحجار الكريمة الملونة. وفي المقابل، استكشفت الهند لأول مرة البلاتين الذي اخترعته Cartier. • لا تزال مجموعة Etourdissant تجوب العالم، هل لك أن تخبرنا كيف استقبلتها الثقافات المختلفة؟ - لاقت المجموعة رواجاً كبيراً في شتى البلدان، حيث تم طرحها وتقديمها في فعاليات مرموقة، سواء في فرنسا أو سنغافورة، حضرها الأصدقاء الأوفياء لــCartier من كل دول العالم. وإجمالاً، حققت الدار نجاحاً هائلاً في العام الماضي. إبداعاتنا لغة حية • إلى أي مدى تصهر Cartier التصاميم الأيقونية الموروثة مع الحداثة والمعاصرة في صناعة المجوهرات الراقية؟ - تكمن فرادة Cartier في حقيقة أنها تمتلك دائماً حرية الإبداع وتحلق في الآفاق نحو الابتكار. وفي الوقت ذاته تلتزم بقيمها المميزة وجذورها المتأصلة. وما أحبه حقاً في هذه الدار الأسطورية هو التوازن الدقيق بين العراقة والحداثة، وقدرتها على تجديد نفسها، وما يميزها عن غيرها هو أن لديها السعة كي تبتكر أيقونات جمالية تتحدى الزمن، وبالنظر إلى مجموعات مثل Love وTrinity de Cartier وJuste un Clou يتبين لنا أنها حقاً أيقونية تجابه العقود من دون أن تتغير، ولا نزال حين نراها نشعر بأنها معاصرة وذات تصميم قوي، بل وتتنامى قوته يوماً بعد يوم. ولو نظرنا إلى نجاح مجموعات Love وJuste un Clou وAmulette في الشرق الأوسط، لأيقنا قوة هذه الدار وقدرتها على التجديد وإعادة الابتكار والإتيان بتصاميم جديدة. وكثيراً ما نكرر أن إبداعات Cartier تشبه اللغات الحية، التي تثري ذاتها على الدوام بثروات متدفقة، لكنها في الوقت ذاته تحافظ على الاتساق في ما يتعلق بالأسلوب والتصميم. نبتدع لا نتبع • ما أحدث الاتجاهات في مجال صناعة المجوهرات وتصميمها التي تتبعها الدار؟ - نحن لا نتبع الاتجاهات، بل نبتكرها، نحن ننعم بحرية الإبداع وجرأة الإقدام على الابتكار. إبداعاتنا لا تتبع الموضة بل نحن دار تبتكر مجوهرات وليدة عشق دفين للتصميم والفنية الرفيعة. وتنسجم Cartier على خير وجه مع الأجواء المحيطة بنا، لكننا لا نقتفي جديداً الموضة. وما يكسبنا فرادة رائدة أننا نحظى بالسعة للتطوير ومواكبة العصور المتتالية والعادات المتغيرة لزبائننا. وفي ظل حالة عدم الاستقرار التي تسود العالم الآن، يرغب الكثيرون في الشعور بأنهم يتعاملون مع علامات تجارية جديرة بالثقة وثابتة. ونرى أن Cartier، بصورتها وصيتها، أصبحت ذات جذور أعمق وأقوى. ولذا، أصبح الكثيرون يقبلون تلقائياً على Cartier، سواء أكانوا يرغبون في الاستثمار أو في اقتناء كل ما هو أصلي وذو قيمة حقيقية، ليس فقط لمهارة الصنعة وإنما للقيمة المعنوية التي تتم ترجمتها في التصميم الجميل الرائع الذي تبدعه أنامل المحترفين. • هل من اليسير على Cartier تحقيق هذا التوازن بين الروح الكلاسيكية والطابع الابتكاري المتجدد؟ - نعم، فهذا جزء أساسي من شعار Cartier المتمثل في السعة التي تتمتع بها الدار للتغريد خارج السرب وإطلاق العنان للمخيلة الابتكارية، مع إبداء الاحترام الكامل للماضي في الوقت ذاته. وبعبارة أخرى: منح المستقبل لماضينا. فإذا قارنا بين مجوهرات Cartier التي تم ابتكارها في أوائل القرن الماضي وبين مجوهراتها المعاصرة، لن نجد أي فرق. لأنه في الماضي، كانت Cartier معاصرة للغاية في ما يتعلق بالأسلوب والطراز، وكانت تستبق الزمن وتجاهد لبلوغ الامتياز في مهارة الصنعة، بالإضافة إلى عكوفها على تطوير ذاتها ولاسيما في مجال أساليب صناعة المجوهرات والساعات. تخليد Cartier • ما التحديات والصعوبات التي يفرضها العمل في مجال صناعة وتسويق المجوهرات، ولاسيما بالنسبة إلى دار رائدة مثل Cartier؟ - نحن نسعى دائماً نحو تحسين صورة علامتنا التجارية وسمعتها، ونعمل على تخليد اسم Cartier، لأن صورة العلامة بالنسبة إلى التسويق والاتصالات يجب أن تكون أول قوة دافعة نحو تشييد صرح Cartier على الأمد الطويل، ويجب أن نعتني كثيراً بتطوير وتنفيذ أنشطة وخطط جديدة واضعين نصب أعيننا الهدف الأساسي المتمثل في تعزيز الدار، صورة وصيتاً. • ما استراتيجياتك التسويقية والاتصالية الجديدة لعام 2016، وهل هناك أي خطط جديدة قاصرة على الشرق الأوسط؟ - نعم بالتأكيد، لأن الشرق الأوسط إقليم مهم جداً بالنسبة إلينا. فمنذ أمد طويل لنا وجود وحضور فيه. ويمتاز ذوق زبوناتنا في هذا الإقليم بأنه رفيع وأنيق للغاية. ونحن في حاجة إلى التواصل مع هذه القاعدة الجماهيرية العريضة بالصورة اللائقة، وأن نلبي متطلباتهم وتوقعاتهم كافة، التي تختلف عن الآسيويين. واليوم، يتطور العالم بإيقاع شديد السرعة، وعلينا أن نتكيف مع الطرائق الحديثة في الاتصال وأن نعدل خططنا وفقاً لذلك. ولا شك في أن واحداً من أكبر التحديات التي تواجهنا، هو محاولة الثبات على قيمنا والوصول إلى زبائننا بالطريقة المثلى. وأتوقع إقبالاً طيباً في الشرق الأوسط على مجموعاتنا الجديدة التي تم طرحها في معرض الصالون العالمي للساعات الفاخرة SIHH في جينيف. • تعشق Cartier أن تتحدى ذاتها، فما أصعب القطع صنعاً في رأيك؟ - سؤال محير، لكن أجمل القطع وأصعبها حرفية هي خاتم Corallin المصنوع من البلاتين والمرصع بالمرجان والأونيكس والألماس ويتوسطه حجر مستدير من المرجان بقطع «كابوشون». وتهوى Cartier الأحجار ثلاثية الأبعاد وتبرع في ابتكار قطع مرصعة بها، سواء مجوهرات أو ساعات مثل Clé، لأننا نعشق استكشاف مجالات جديدة لم نطأها من قبل. • كم حجراً تم استخدامه في مجموعة Etourdissant؟ - عدد لا نهائي من الأحجار في سيمفونية لونية رائعة. العودة إلى Cartier • ما أجمل وأكبر الأحجار في مجوهرات Cartier؟ - حجر سافير رومانوف Romanov في سوار استثنائي تم طرحه في الريفيرا الفرنسية في يوليو الماضي. وراء هذا الحجر قصة جميلة، حيث اختفى لفترة ثم ظهر مجدداً إلى أن آلت ملكيته لــCartier. وقد ظهر لأول مرة في عام 1921 في روسيا ضمن ممتلكات أسرة القيصر، ومع قيام الثورة البلشفية اختفى، ثم ظهر في أحد بوتيكات Cartier عام 1925. وبعدها اختفى وظهر في أحد المزادات في 1992، ثم عاود الاختفاء إلى أن ظهر واشترته Cartier عام 2014.