يتمتع الأطفال بالبراءة وحسن النوايا، ومن هذا الباب ينطلقون إلى العالم، ويحتكون بالناس من دون أي انطباع مسبق عندهم. كما أن وجودهم وحدهم في المدرسة والحديقة والنادي الرياضي، يجعلهم يتعرفون على زملائهم وأقرانهم، ويتصرفون معهم ببراءة وحسن نية، ويندفعون للقيام بما يرونه يناسبهم من تصرفات وألعاب.

كل هذه التصرفات السابقة تدل على طبيعة الطفل وسعادته في التعرف يومياً إلى أشياء جديدة تجلب لهم السعادة والفرح، لكن ماذا لو عاد الطفل من المدرسة أو النادي غاضباً أو رافضاً الذهاب مرة أخرى إلى المكان الذي تعود الذهاب إليه، والحزن يعلو وجهه، والسعادة غائبة عنه؟.. هنا، قد لا يتمكن الطفل من تحديد سبب غضبه وحزنه، خاصة إذا كان صغيراً في العمر، وغير قادر على التعبير عما يحزنه.

تشير الأخصائية الاجتماعية، منيرة صالح، في حديثها مع "زهرة الخليج"، إلى عدة سلوكيات يبديها الطفل للتعبير عن حزنه وعدم سعادته، منها عدم رغبته باللعب مع زملائه، أو أن تكون ردود فعله غاضبة ويبدأ بالبكاء، فضلاً عن حدوث تغير واضح في سلوكه وميله للضرب أحياناً.

تقول صالح: "الطفل بحسب عمره الصغير وخبرته القليلة، لا توجد لديه طريقة للتعبير عن نفسه سوى بالغضب، كأن يتحول فجأة إلى طفل عدواني، أو أن يرفض تناول الطعام الذي يفضله، وقد يعاني كوابيس ليلية أثناء النوم".

وترد صالح هذه التعابير إلى تعرض الطفل لموقف أزعجه، وتشرح: "قد يكون الموقف بسيطاً ولا يحتاج إلى ردة الفعل هذه، كأن يكون زميله بالصف أخذ منه طعامه، أو جلس مكانه، أو أخذ منه قلمه، لكن لكونه صغيراً ولا يستطيع التعبير عما حدث معه، يلجأ للغضب للتنفيس عن نفسه".

وتنصح الأخصائية الاجتماعية الأهالي بمتابعة أطفالهم بدقة وحرص، مبينة أن مثل ردات الفعل هذه، التي يبديها الطفل، تحدد طريقته في الدفاع عن نفسه. لذا، من المهم أن يتابع الآباء أطفالهم وسؤالهم بشكل يومي عما يحدث معهم أثناء غيابهم عن المنزل، سواءً كانوا في المدرسة، أو أي مكان آخر.

إقرأ أيضاً:  هل طفلك مصاب بمتلازمة الأجهزة الإلكترونية؟.. اكتشفي ذلك
 

ومن الإشارات الأخرى، التي تنبه إليها الأخصائية الاجتماعية، تأخر التطور لدى الطفل، مثل عدم قدرته على التحكم بنفسه أثناء دخوله الحمام فيبلل ملابسه، وتحذر من توبيخ الطفل مباشرة، فالأفضل معالجة الأمر سلوكياً، وإذا تكرر الأمر، فتجب مراجعة طبيب الأطفال لمعرفة سبب الحالة.