لا بد أنكِ شاهدت يوماً عدداً كبيراً من الناس يضعون السماعات على رؤوسهم وهم يستمعون إلى الموسيقى والأغاني التي تلبي أذواقهم خلال ممارستهم التمارين الرياضية، وقد تكونين واحدة من هؤلاء ويصعب عليك لعب الرياضة من دون الاستماع إلى أنواع الموسيقى التي تبعث الراحة في قلبك.

ولكن ربما أخطأت الظن وأنت تعتقدين أن هذه العادة تأتي من باب التسلية فقط، وأنها لن تعود عليك بأي فائدة تذكر سوى تمضية الوقت.

ويؤمن  كثيرون أن من شأن الموسيقى أن تمنح الإنسان نشاطاً أكبر، فهي تساعده على الجري لمسافة أطول من تلك التي اعتاد عليها على سبيل المثال، وربما تشكل حافزاً له لرفع وزن أثقل أو زيادة الوقت الذي مارسه من قبل على أحد الأجهزة الرياضية الخاصة باللياقة وبناء العضلات.

في العام 2019، طلب بعض الباحثين من 24 شخصاً السير لمسافة 400 متر وفق الطريقة التي يراها كل منهم مناسبة له، مع أهمية الإبلاغ عن النتائج العاطفية والإثارة والمتعة المتصورة بعد كل مرة يقومون بها، كما عليهم أن يستمعوا للموسيقى أو البودكاست خلال هذه الممارسة، وتم ربط كل واحد منهم بأحدث تقنيات التخطيط الكهربائي للدماغ واستخدام تحويلات فورية خاصة بتحليل نشاط الدماغ خلال استماعهم للموسيقى رفقة المشي.

وبينت النتائج أن موجات الموسيقى المنتظمة أدت لوجود استجابات عاطفية أكبر وأكثر إيجابية، كما منحت الشخص إثارة أفضل، وعززت المتعة داخل الدماغ بشكل أكبر بكثير، وتبين أن من استمع للموسيقى كان بحالة مزاجية أعلى من أولئك الذين اختاروا الاستماع للبودكاست.

كما تبين أن هرمون السيروتونين المسؤول عن المشاعر الإيجابية، عزز بشكل أكبر لدى الأشخاص الذين استمعوا للموسيقى خلال الجري، ودائماً ما تعمل المشاعر الإيجابية على تقليل الجهد وتشعر الإنسان بأن ما يقوم به أقل صعوبة منه في واقع الحال.

تشجع  على مواصلة التمارين الرياضية

تشجع الموسيقى الناس على الاستمرار في ممارسة الرياضة لوقت أطول، ويختلف هذا الأمر من شخص لآخر، ويمكن اعتبار أن الموسيقى تعمل على إلهاء الجسم وتبعده عن مراقبة نفسه والشعور بحاجته لاستراحة أو أنه قد وصل مرحلة التعب.

ومن المعروف أن معظم التمارين الرياضية تعتبر مملة وشاقة، لذا فإن هذه الموسيقى هي الحل لإبعاد جميع المشاعر السلبية عنك ومنحك طاقة أكبر لزيادة وقتك المخصص لممارسة التمارين العضلية على سبيل المثال.

ورغم أن الموسيقى ليست ذات تأثير سحري على القدرة الجسدية للناس، لكنها لا تزال تملك القدرة على حث الناس على التخلص من موجات الإرهاق من خلال الاستراحة لبعض الوقت مثلاً، بدلاً من الاستسلام ومغادرة التمرين.

تعزز  قدرة التحمل

تزيد الموسيقى أيضاً من القدرة على التحمل من خلال إبقاء الناس غارقين في المشاعر القوية. وغالباً ما يكون الاستماع إلى الموسيقى تجربة ممتعة بشكل لا يصدق، وتفتح بعض الأغاني البوابات العقلية التي يتحكم بها الناس في عواطفهم في مواقف الحياة اليومية.  وفي حال كانت هذه الموسيقى أو الأغنية وحتى المغني الذي يتم الاستماع له، من الفئة المفضلة والمحببة لدى الشخص فإنها ستشكل عاملاً تحفيزياً أكبر لديه.

إقرأ أيضاً:  زين الدين زيدان يخطف الأضواء ويعلن عودته للتدريب في هذا التوقيت
 

وفي النهاية وبغض النظر عن نوع الموسيقى المسموع خلال ممارسة الرياضة، فإنها ستلاقي استجابة عاطفية بكل تأكيد، وتؤثر هذه العواطف بشكل مباشر في المقدرة على مضاعفة النشاط.

نصائح

يقدم أخصائي علم النفس الدكتور كوستاس كاراغوريس من جامعة برونيل بعض النصائح للاستماع للموسيقى خلال اللعب، ومن أبرزها: اختيار الموسيقى والأغاني التي تعني لك شيئاً، وخفض مستوى الصوت خاصة أثناء قيامك بحركات مكثفة، كما ينصح بضرورة القيام بجلسة واحدة من بين 3 جلسات بدون موسيقى.