ببصمة استثنائية، يوقع المصور السعودي، محمد العنقري، أسرار موهبته الفنية على أعماله التصويرية، بمفردات لغته الجمالية، التي تحكي قصة عشقه للطبيعة، وشغفاً ممتداً بالمشاهد الخلابة على الكوكب. ومن خلال أساليب جديدة، يلتقط تفاصيل السحر الكامن في الجبال والصحراء والسماء؛ فتبوح عدسته بلقطات غاية في الفرادة والإبهار.. «زهرة الخليج» التقته في هذا الحوار؛ للإضاءة على تجربته:

• ما الهدف من وراء احترافك التصوير؟

- لديَّ ولع بالمناظر من حولي، أحب تصوير المناظر الطبيعيّة، والسفر والترحال إلى مواطن الجمال على كوكب الأرض؛ إذ أمارس التصوير منذ عام 2009؛ لأنقل بديع صنع الرحمن فيها.

• كيف بدأ شغفك بالتصوير؟

- ولدت ونشأت في قرية ذات طبيعة صحراوية، تسمى «الحريّق»، تقع وسط جبال «طويق»، و«نفود عريق البلدان». هذه النشأة الصحراوية ألهمتني طرائق التأمل، والاتجاه إلى العزلة؛ لاكتشاف مواطن الرؤى السماوية؛ ما جعلني أتفرد بامتلاك لغة بصرية، استطعت بها التعبير عن مواقع الحسن والبهاء، الشيء الذي يثري الوجدان بملامح الطبيعة في عذريتها وانثيالها في الذاكرة؛ ما يشكل توثيقاً لمشاهد الشروق والغروب، وتضاريس الأرض التي استفزت مشاعري؛ فعبرت عنها بتلقائية واحترافية.

• إلى أي مدى أثْرَت الأسفار عدستك؟

- الترحال والسفر يهذّبان النفس والروح، ويزيدان إدراك الشخص، ويعمقان نظرته إلى الحياة  عموماً، كما أن الخلوة مع الطبيعة تكرس شفافية الحواس، وتُرجعها إلى فطرة التلقي البدائية للطبيعة الأم؛ فهي الملاذ الآمن لكل إنسان، وملجأ يحتمي به من رتابة الواقع، وضغوط الحياة.                      

• ما ذكريات أجمل لقطة في ترحالك؟

- أجمل لقطاتي التي أحبها صورتها من أعلى جبل، ونظراً لشدّة انحداره من مكان وقوفي عندما صعدت عكس انحداره؛ وجدت السماء مليئة بالغيوم التي حجبت أشعة الشمس، وبعد وقت قليل ظهرت الشمس؛ لتعطي المكان رونقاً مختلفاً وألواناً خريفيّة فاتنة للعين، في هذه اللحظة كنت قد أخذت لقطتي المفضلة. 

• ما بصمتك، التي تميزك عن غيرك في هذا المجال؟

- لقد طورت نفسي؛ فالتحقت بورش فنية مع مصورين عالميين، وتعرفت إلى رسامين من المدارس الواقعية، زادوا حدة بصيرتي وشفافيتي نحو المشاهد الخام التي أمامي، ما جعلني متعلقاً بأعمال الفنان الألماني ALBERT BIERSTADT، الذي جعل مني فناناً يتميز بأسلوبه الخاص، وبصمته الفريدة في مجال FINE ART LANDSCAPE. ففي أعمالي، أميل إلى الألوان الدافئة أكثر، والتركيز على الضوء وانسيابه على العمل بشكل رومانسي.

• إلى أي مدى يلعب الخيال دوره في صنع لقطات مميزة؟

- الخيال والجرأة والمغامرة والصبر، أهم عوامل نجاح كل عمل فنّي؛ للخروج بمنجز بصري غير تقليدي، يكسر أطواق المألوف والسائد.

إقرأ أيضاً:  الذكاء الاصطناعي يلوّن لندن عام 1930
 

• منطقة تتمنى أن تقوم بالتصوير فيها؟

- القارة القطبيّة الجنوبيّة (أنتاركتيكا)، أكثر مكان على كوكب الأرض أتمنى زيارته، والقيام بالتصوير فيه.

• ما سر اللقطة المميزة في نظرك؟

- ظروف تكوين وألوان الصورة، وتنقّل الفنان بين الألوان الدافئة والباردة، إضافة إلى قدرته على استغلال تكوين العمل؛ ليكون جاذباً للعين. كل هذا يصنع لقطة مميزة؛ إذ إنه يمنح القدرة على فهم ما يتلقاه من خطوط وألوان، خلال تجوله حول المنجز البصري.