لم تقتصر حياة مصممة الأزياء البريطانية الناشطة «فيفيان ويستوود» Vivienne Westwood (78 عاماً) على الموضة فحسب، بل استولت المصممة التي يطلق عليها لقب «الأسطورة الملهمة»، على الروح الثورية المتمردة في عالم الملابس، مطلقة شرارة الـ«بانك» Punk السوداء في السبعينات، ثم اتجهت إلى دعم قضايا سياسية، مثل: نزع السلاح النووي والجماعات الحقوقية المدنية، والبيئية: مثل تغير المناخ، الاستدامة، حظر إزالة الغابات، والإبادة الإيكولوجية. 

أثارت ويستوود جدلاً واسعاً، طوال العقود التي تربعت فيها كإحدى أهم أيقونات الموضة وأكثرهن تأثيراً. ويستوود ابتكرت اتجاهات قلبت أذهان المحافظين رأساً على عقب، وقدمت للموضة والثقافة الشعبية ما لم يقدمه أي مصمم آخر في تاريخ الموضة.

عرابة البانك
تُلقب ويستوود بـ«عرّابة موضة البانك»، وهي حركة سادت في السبعينات والثمانينات، وكانت علامة على التمرد والفوضى والجرأة الشديدة والانطلاق، وفيها اتخذ الشباب من أزيائهم وسيلة للتعبير عن رفضهم للبطالة والتمييز الاجتماعي. وقد تميزت أزياء ويستوود بالقمصان القطنية ذات الشعارات، والمسامير والأقفال والسلاسل المعدنية وطغيان الأسود ونقشة المربعات الكبيرة، وقد جمعتها بأحذية ضخمة، كما يسيطر عليها الريش والجلود والألوان الغريبة والجماجم السوداء.

سيدة الموضة البريطانية
ومنذ أول عروض أزيائها فــــي عام 1981، أصبحت ويستوود مُرادفاً للتصاميــم اللافتــة بل والصادمة، ثم توغلت فـــي الأزياء التاريخية، وواصلت نجاحاتها حتى حازت لقب أفضل مصممة أزيــاء بريطانية ثلاث مرات (1990، 1991، 2006)، كما كرمتها الملكة إليزابيــــث الثانية مرتين، إذ منحتها وسام الإمبراطورية البريطانية فائق الامتياز برتبة ضابط (1992)، ثم تمت ترقيتها إلى رتبة السيدة القائد Dame Commander (2006) لخدماتها الجليلة التــي قدمتها في عالم الموضة.
من أجل التغيير  السياسي والاجتماعي

اشتهرت ويستوود بأنها ترتدي قضاياها، وتوظف تصاميمها لإحداث الصدمات، ففي عام 2005 أطلقت مجموعة من القمصان القطنية حملت عبارة «أنا لست إرهابية، فضلاً لا تلق القبض علي»، لدعم جماعة Liberty. وفي عام 2013، ظهرت في ملصق لوجه تشيلسي مانينغ، محللة الاستخبارات الأميركية، المتهمة بالتجسس في قضية تسريبات «ويكيليكس»، مع كلمة Truth أو الحقيقة، كما ظهرت عارضاتها في ملصقات تحمل هاشتاج #PoliticiansRCriminals أو «السياسيون مجرمون»، في إشارة إلى حملتها ضد التغير المناخي.

الأنف الأحمر
صممت ويستوود قمصاناً قطنية حصرية لـ«يوم الأنف الأحمر» Red Nose Day، واشتملت تصاميمها على شخصيات تاريخية تضع الأنف الأحمر، وقد خصصت الربح بالكامل لدعم مؤسسة Comic Relief البريطانية الخيرية (2011)، المعنية في المقام الأول بمكافحة المجاعة في أثيوبيا، كما استعانت بالموضة لإنقاذ العالم، وذلك حين تعاونت مع جمعية People Tree وجمعت التبرعات لزيادة الوعي بضرورة حظر إزالة الغابات، ووجهته لمصلحة القبائل التي تضررت من تدمير غاباتها. ويستوود تحث الشعوب على أهمية التدوير لمكافحة التغير المناخي، وقد استحقت بجدارة لقب «سيدة الموضة الأولى» لشغفها الشديد بالأعمال الخيرية، فضلاً عن مواهبها المتعددة في التصميم الصادم.

إقرأ المزيد :

Patek Philippe أيقونة عالم الساعات