#تحقيقات وحوارات
رحاب الشيخ الثلاثاء 8 ديسمبر 2020 17:21
بعض النساء، مهما امتلكن من أشياء من المفترض أن تكون سبباً في شعورهن بالسعادة، فإن الحزن وعدم الرضا عن الذات يظلان مصاحبين لهن ولا يشعرهن مثل تلك الأشياء بالسعادة. قد تكون الأجمل، لكنها لا ترى غير القبح في مظهرها الخارجي والداخلي. قد يكون لديها الزوج المثالي والأبناء والعائلة، وتتمنى لو ظلت عزباء لعدم رضاها عن ذاتها وعن كونها زوجة وأماً.
في السطور التالية توضح استشارية تطوير الذات والتنمية البشرية لميس سيف نايل لـ«زهرة الخليج» الأسباب التي تجعل المرأة غير راضية عن ذاتها، وتضع الوصفة السحرية كي تحب المرأة نفسها أولاً قبل أن تحب المحيطين وكان هذا الحوار:
• كيف تعلم المرأة أنها لا تحب ذاتها؟
- إذا كانت شخصية اعتمادية لا تستطيع إنجاز المهام من دون مساعدة، وتتقبل العلاقات (السامة) التي يقصد بها استغلال المحيطين لها ولمشاعرها، فضلاً عن النقد الدائم لذاتها حتى لو كانت على يقين أنها ليست المخطئة، إذا أراد شخص أن يحطمها ببعض الكلمات السلبية تهتم برأيه ويؤثر فيها فوراً وتبدأ في جلد ذاتها وتوجيه اللوم لنفسها، وبالتالي لا تهتم بنفسها وتتناول كميات إضافية من الطعام ويزيد وزنها وتدخل في دوامة عدم الرضا عن مظهرها الخارجي ثم عدم الرضا عن جوهرها أيضاً.
تصالح مع الذات
• كيف تستطيع المرأة أن تحب نفسها؟
- هناك مقولة للكاتبة لويز هاي: «كلما تواصلت مع قواك الداخلية شعرت بالحرية في كل جوانب حياتك»، وأنا أضيف إلى تلك المقولة أنه كلما زادت معرفتك بنفسك ووعيك في الحياة زاد امتنانك وحبك لها، فهي سلسلة متصلة ومترابطة فعندما أعلم من أنا، وما هي معتقداتي في الحياة، وأحدد أهدافي، سوف أحب نفسي وأصل إلى مرحلة الراحة النفسية والسلام الداخلي والتصالح مع الذات.
• هل يؤثر حب المرأة لذاتها في نظرة الآخرين لها؟
- بالطبع فإن حبك لذاتك يجعلك جميلة في نظرك ونظر الآخرين، وعلينا أن نعلم الفرق الكبير بين الأنانية وحب الذات، وأتذكر عندما كنت ألقي محاضرة عن «أهمية تقدير الذات» وكانت جميع النساء اللاتي حضرن يتميزن بصفاء الوجه والبشاشة ولأول مرة أخفق في تقدير أعمارهن، فكلما قلت لإحداهن أنت في الثلاثينات أكتشف أنها في الأربعين من عمرها، وهكذا، فاستوقفني ذلك وبدأ فضولي المهني في معرفة سبب شباب بشرتهن ونقائها على الرغم من تفاوتهن في الأعمار، فتوصلت إلى أن لديهن شغفاً كبيراً في تطوير ذواتهن والاهتمام بأنفسهن أولاً قبل الاهتمام بالمحيطين.
صفة حميدة
• ما الفرق بين الأنانية وحب الذات؟
- هناك فارق كبير بينهما، فالأنانية صفة سلبية تخضع لمبدأ «الأنا»، إذ يتسم الشخص الأناني بالنرجسية ويعتقد الشخص النرجسي أنه مركز الكون والناس أفلاك تدور من حوله، لأنه يعشق نفسه ويرى أنه الأجمل والأفضل بالحياة، والناس من حوله أقل جمالاً ويعتقد أن كل تصرفاته صحيحة ولا يقبل النقد حتى لو كان إيجابياً ودائماً يبرر أخطاءه ولا يعترف بها، أما حب الذات فهو صفة حميدة تساعد صاحبها على أن يكون لديه قدر من الاحترام والتقدير لذاته، وبالتالي تكون لديه القدرة على الإبداع وتنمية مهاراته والشعور الدائم بالثقة في النفس وتقديرها والتوقف عن إيلامها وتحقيرها.
• ما الأخطاء التي ترتكبها غالباً بعض النساء في حق ذواتهن؟
- ترتكب الكثيرات أخطاء فادحة باسم البذل والعطاء تحت شعار «أنا شمعة تحترق من أجل الآخرين» وهي لا تعلم أن الشمعة إذا احترقت لن يتبقى منها شيء لتنير به عتمة المكان، والاهتمام بالمنزل والأبناء والزوج والعمل وكل أمور الحياة من الأشياء المهمة لكنها تأتي في المقام الثاني بعد الاهتمام بنفسك أولاً لاسيما أن فاقد الشيء لن يستطيع أن يمنحه للآخرين وعليك أن تعرفي أنك إذا لم تقدري نفسك التي تمدك بالطاقة والحياة لن يقدرها المحيطون بك.
اختبار قياس درجة حب الذات
قيمي درجة اقتناعك بكل من العبارات التالية من 0 - 10
0 يعني أنك لا تؤمنين بها على الإطلاق، 10 تعني أنك ترينها صحيحة تماماً.
-0 أنا شخص ذو قيمة
-1 لا أقل أهمية عن جميع من حولي
-2 لديّ الصفات اللازمة لأتمكن من عيش حياة جيدة
-3 عندما أنظر لنفسي بالمرآة أشعر بمشاعر طيبة
-4 لا أشعر بأنني شخص فاشل
-5 يمكنني الضحك على أخطائي
-6 أنا راضية عن نفسي
-7 أتقبل نفسي حتى عندما يرفضني الآخر
-8 أحب ذاتي وأدعمها مهما حدث
-9 أحترم نفسي
-10 أفضل أن أكون نفسي وليس أي شخص آخر
النتيجة:
من 0 – 30
أنت بحاجة شديدة لأن تحبي نفسك
من 30 – 60
أنت في مرحلة مقبولة لكنك تحتاجين العمل
على تطوير حبك لذاتك
من 60 – 100
أنت في مرحلة متوازنة من حب الذات
اقرأ أيضاً: الرئتان خط دفاع الجسد الأول