#منوعات
زهرة الخليج - القاهرة 5 ديسمبر 2021
حظي مصطلح "الإيجابية السامة" باهتمام شديد في الآونة الأخيرة، ويشير هذا المصطلح إلى التعميم الشامل والمبالغ لمفهوم السعادة؛ وهو ما يؤدي إلى حالة من النكران وتقليل المشاعر الفطرية الأخرى، كالحزن والألم والخيبة. وينبغي العلم بأن المبالغة في تأكيد أهمية المواقف الإيجابية يمكن أن تأتي بنتائج عكسية، ما يؤدي إلى مزيد من التعاسة.
وكانت قد كشفت الأبحاث أن الأشخاص الأكثر سعادة يعيشون لفترة أطول، ويتمتعون بصحة أفضل، ويمتلكون حياة أكثر نجاحاً، فضلاً عن ذلك، فإن الأشخاص السعداء يتمتعون بالكثير من تلك الفوائد، مقارنة بالأشخاص السعداء فقط. وأشارت الأبحاث، أيضاً، إلى أن السعي وراء السعادة قد يكون سلاحاً ذا حدين، فقد يكون أمراً جيداً وسيئاً لرفاهيتنا، وهو ما يقودنا إلى مصطلح "الإيجابية السامة".
وكشفت بعض الدراسات أنه عندما يعطي الأشخاص قيمة عالية لسعادتهم، فإنهم يحصلون على سعادة أقل، خاصةً في المواقف التي يتوقعون فيها الشعور بالسعادة، وتم ربط الأمر بأن الشعور بخيبة الأمل أو إلقاء اللوم على النفس لعدم الشعور بالسعادة الكافية، يؤديان إلى مزيد من أعراض الاكتئاب.
ولاحظ الباحثون، كذلك، أنه عندما يعطي الأشخاص الأولوية للمواقف التي تزيد سعادتهم، من المرجح أن يشهدوا تحسناً في مستويات الرفاهية، ويعني هذا أن المشاركة في الأنشطة التي تعطي الإحساس بالإنجاز تدعم الرفاهية، كما أن السعي وراء السعادة، بشكل غير مباشر، بدلاً من التركيز عليها، يمكن أن تكون له نتائج إيجابية.
وأكدت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين توقعوا أن يشعروا بالسعادة، يميلون إلى رؤية الحالات العاطفية السلبية كعلامة على الفشل في الحياة، ما يفسر سبب انخفاض مستويات الرفاهية لديهم.
بينما لم يرَ الأشخاص، الذين سعوا وراء السعادة بشكل غير مباشر، الأمر بمثل هذه الطريقة، وكانوا أكثر تقبلاً للمشاعر السلبية، ولم يربطوها بالفشل في الحياة.
وأوضح الخبراء أن السبب الرئيسي للوصول إلى ما يُعرف بـ"الإيجابية السامة"، ليس الإيجابية نفسها، بل إن موقف الشخص تجاه السعادة يقوده إلى الاستجابة السلبية.
وتعتبر النظرة الإيجابية ليست ضارة بشكل عام، لكن الشخص الذي يعتقد أنه يجب أن يكون إيجابياً فقط، قد يتجاهل المشكلات الخطيرة، ولا يعالج مشكلات الصحة العقلية الأساسية.
ووجدت مراجعة، أجريت عام 2020، أن التحيز الإيجابي قد يجعل الأشخاص الذين يتعرضون للإساءة يقللون من شدتها، حيث يزيد التفاؤل والتسامح خطر بقاء الأشخاص مع المعتدين عليهم، وتعرضهم للإساءة المتزايدة.
وتشجع الإيجابية السامة الأشخاص على تجاهل التحديات، ويمكن أن يسبب هذا النهج تدمير التواصل والقدرة على حل المشاكل، كما تشجع الإيجابية السامة، أيضاً، الأشخاص على تجاهل مشاعرهم السلبية.