#منوعات
رحاب الشيخ الأحد 21 أغسطس 2022 11:32
شغف السفر لاستكشاف العالم، خاصة المناطق النائية، والأماكن الخطرة، جمع الأصدقاء: خليفة المزروعي، ومصعب بن عمرو، ومهير البلوشي؛ فأصبح شغلهم الشاغل الغوص في باطن الأرض، لاكتشاف الكهوف المميتة الممتلئة بالمياه، أو تلك التي بها مجموعة كبيرة من الخفافيش، والكثير من الزواحف الخطرة، مثل: الثعابين والعقارب، أو استكشاف إحدى السفن الغارقة في أعماق البحار لسنوات طويلة، أو الذهاب في رحلة تحبس الأنفاس لتسلق أحد الجبال الوعرة، وما يرافق تلك الرحلة من مخاطر وتحديات، وأصبحت صداقتهم وطيدة، وتعاونوا معاً؛ لتكون الثقة بوابة العبور لكل من ينضم إليهم؛ لولوج عالم اكتشاف العجائب والغرائب.. في حوارهم مع «زهرة الخليج»، شدد الأصدقاء الثلاثة على أهمية اختيار الصديق قبل الطريق، فلولا علاقتهم القوية، وتشابههم في الرؤى والأفكار؛ لما كانت رحلاتهم بهذه الروعة وهذا التميز:
بدايةً.. يقول مؤسس فريق «uae outdoors»، المغامر خليفة المزروعي: إن المغامرة والرحلات الاستكشافية تعلم صاحبها المثابرة، والشجاعة، وتحمل المسؤولية، وما يسعى إليه، دائماً، أعضاء الفريق هو اكتشاف العالم من حولنا، وإرشاد الناس ليقوموا برحلات استكشافية مماثلة؛ للاستمتاع بالحياة، والتعرف إلى أشياء حول العالم لم نكن لنعرفها لولا السفر ورحلاتنا الاستكشافية.
ويقول المزروعي، عن طريقة تحديد الأماكن التي سيتم استكشافها: نجتمع تقريباً أسبوعياً؛ لاتخاذ القرار، واختيار المكان الجديد الذي سيتم استكشافه، وبعد موافقة جميع أعضاء الفريق نبدأ في التجهيز للرحلة، وتكون الخطوة التالية القيام بالبحث على الإنترنت، للتعرف أكثر إلى تفاصيل المكان، ثم تجهيز الأدوات اللازمة بحسب كل موقع؛ لأن المعدات - في الأغلب - تختلف بحسب المكان، فما يناسب الوديان مثلاً، لا يناسب تسلق الجبال، أو استكشاف الكهوف.. وهكذا.
ويلتقط المغامر مصعب مبارك بن عمرو أطراف الحديث، قائلاً: أتذكر أول مرة قابلت فيها خليفة، وكانت خلال استكشاف كهف للخفافيش، ولن أنسى ذلك اليوم لأنها كانت المرة الأولى التي أقوم فيها برحلة استكشافية، وكانت انطلاقتي في عالم المغامرات، وتعلمت الكثير من الرحلات التي قمنا بها، مثل: الشجاعة، والإقدام، والصبر، والتحمل، وأن الصديق وقت الضيق، لاسيما أن أعضاء الفريق يعتبرون مصدراً داعماً لبعضهم بعضاً في رحلة الحياة، وليس خلال الأسفار فقط.
ويضيف مصعب: أول مرة أذهب إلى رحلة مغامرة منذ سنوات، مع خليفة وباقي الأصدقاء، جعلتني أكثر شوقاً للرحلة القادمة والتي تليها؛ لأنها كانت رحلة ممتعة ومشوقة، وأتمنى أن أجول العالم، وأعرف الكثير من الأشياء التي لم أكن لأعرفها لولا هذه الأسفار الممتعة، ورغم التحديات التي قد تقابلنا أحياناً، فإن وجودنا معاً يزيل العوائق، ويذلل العقبات، وخلال أسفارنا نتعرف إلى بعضنا بشكل أكبر، فنحن نجتمع خلال رحلاتنا في أمور كثيرة، ويرافقنا دائماً مزيج من المشاعر، التي يعجز الكلام عن وصفها.
إقرأ أيضاً: لا هدايا باهظة الثمن.. أسلوب الأبوة المتواضع للملياردير مارك كوبان
ويتابع مصعب، قائلاً: ليس لديَّ إخوان، لكنني الآن أصبح لديّ إخوان حقيقيون، وأصبحنا أصدقاء على مستوى عائلاتنا أيضاً. ونحن نثق ببعضنا، ولا يمكن أن يمر يوم لا نتواصل فيه؛ حتى لو مرةً اضطرتني الظروف إلى عدم السفر معهم في إحدى الرحلات؛ فإنني أتواصل معهم باستمرار للاطمئنان عليهم، وأتقبل النصيحة من أصدقائي؛ لأنني على يقين أنهم يريدون أن أكون بأفضل حال، فهؤلاء هم الأصدقاء الحقيقيون، الذين أفخر بوجودهم في حياتي.
ويستذكر المغامر خليفة، قائلاً: واجهنا الكثير من المصاعب، مثل المناطق الجبلية الوعرة، والعقارب، والزواحف، ولولا تعاون أعضاء الفريق، لما تجاوزنا الكثير من هذه المخاطر. لذلك، اخترنا بعضنا بعناية شديدة؛ لأن المغامرة تحتاج أن يكون أعضاء الفريق على المنهج الإيجابي نفسه في التفكير، كما من المهم جداً أن تكون معنويات كل الأعضاء مرتفعة طوال الوقت؛ حتى تستكمل الرحلة بسهولة، وبأقل خسارة ممكنة.
أما مهير عبدالله هادي البلوشي، أحد أعضاء الفريق، فيستذكر: تعرفت إلى خليفة (قائد الفريق)، منذ أكثر من 5 سنوات في أول رحلاتي الاستكشافية، وأعجبت جداً بطريقته في شرح خطورة الكهف الذي كنا نزوره وصعوبة دخوله، وأهمية الحذر كون الكهوف موطناً للثعابين والعقارب. وشرح لنا كيفية حماية أرواحنا، وأيضاً الكثير من المعلومات القيمة والممتعة عن الكهوف بشكل عام، وكلها معلومات كنت أعرفها لأول مرة، فقد كانت أول مرة بحياتي أدخل فيها كهفاً.
ويستكمل البلوشي: العلاقة بيننا ليست علاقة صداقة فقط، فهو أخي الذي لم تنجبه أمي، فمنذ أن تعرفت إلى خليفة تغيرت نظرتي إلى الحياة، فقبله لم يكن لديَّ الكثير من الهوايات، كنت أمارس بعض الرياضات لكني كنت أهدر الكثير من الوقت، وأيقنت أن «الصاحب ساحب»، فهو من يأخذ بيد صاحبه إلى أعلى أو العكس.