#منوعات
ياسمين العطار السبت 2 سبتمبر 2023 08:30
الإعلامية الإماراتية، مريم فكري، صاحبة موهبة استثنائية، أدخلت من خلالها البهجة، ورسمت الابتسامة، على أوجه متابعيها، عبر طلتها عليهم، عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، التي كشفت معها الستار عن قدراتها على تقليد الأصوات المتنوعة، وكان أبرزها صوت مذيعة «طيران الإمارات» الشهيرة، فلا يمكن أن تسمع أياً من مقاطع الأصوات التي تقدمها، دون أن تضحك، وتستمتع بخفة ظلها، ورؤية المزيد منها، خاصة أنها بعدت كل البعد عن الإطار الجاد، الذي يعرفها به الجميع كمذيعة لنشرة أخبار تلفزيونية. مرت الإعلامية مريم فكري بمحطات كثيرة، وتحديات مؤثرة في حياتها الشخصية والمهنية، فأهلتها، وصنعت منها تلك الشخصية الملهمة التي هي عليها الآن.. في الحوار التالي تبرز «زهرة الخليج» قصة المذيعة الإماراتية المتألقة:
• كيف بدأت محطتك مع المحاكاة وتقليد الأصوات؟
ـ كنت، دائماً، أحب تقليد الأصوات المشهورة، وذلك عن طريق الفكاهة، خاصة صوت مذيعة «طيران الإمارات»، وصوت الرسائل المسجلة الخاصة بشركات الاتصالات، التي أقلدها، مع صنع سيناريو لحوار من مخيلتي، وكان بهدف التسلية والترويح في الجلسات العائلية، ومع الأصدقاء المقربين، وأفادني في هذا الأمر عملي كمذيعة، وتدربي على ضبط الصوت.
بداية الموهبة
• متى ظهرت هذه الموهبة للجمهور؟
ـ حدث هذا عن طريق الصدفة، عندما طلبت جهةٌ ما أن أسجل قصة للأطفال بصوتي، وقمت حينها بتأدية دور جميع الشخصيات بالقصة، منها: طفل، وامرأة، ورجل كبير في السن. حينها، اكتشفت جانباً جديداً في موهبتي، وأنه لابد من الاستفادة من هذه الهبة - التي منحت لي - في خدمة المجتمع، وتقديم أعمال تفيد الأطفال، وتقدم إليهم التوجيه والنصيحة في إطار ترفيهي ممتع، وهذا ما أتمنى العمل عليه في الفترة المقبلة، حيث أرغب في التعاون مع الجهات والمؤسسات المعنية، مثل «قناة ماجد»، التي تعد من الجهات الرائدة في مجالها؛ لتحقيق هدفي، من منطلق المسؤولية المجتمعية، وكذلك لإطلاق العنان لموهبتي.
• ماذا عن حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي؟
ـ كسر موضوع تسجيل قصة للأطفال بصوتي حاجز الخجل الذي كان بداخلي، خاصة أنني بعدت كل البعد عن هويتي التي عرفني من خلالها الجمهور كمذيعة نشرة أخبار، في إطار جاد ورسمي. بعد ذلك، نصحني الكثيرون بالظهور على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تعد الأقرب إلى الجمهور، والأكثر انتشاراً. بالفعل، بدأت تسجيل مقاطع، وطرحها على حساباتي، وقد لاقت تفاعلاً كبيراً؛ لدرجة أن عدداً كبيراً من الناس كانوا يظنون أنني صاحبة الصوت الحقيقي لشركة «طيران الإمارات»، وبدؤوا يوجهون إليَّ استفسارات عن الحجوزات. لكن، أكثر ما كان يسعدني في الأمر هو التعليقات المرضية من المتابعين، الذين أعربوا خلالها عن سعادتهم برؤية المقاطع الضاحكة، وشعوري بالتوفيق في رسم هذه البسمة، وسط ضغوطات الحياة التي نعيشها جميعاً.
• ما التحديات، التي واجهتك في حياتك؟
ـ سأذكر لكِ أبرز تحدٍّ واجهته في حياتي، ويمكن أن يكون محط استغراب منكِ، خاصة عندما تعلمين أنه كان بعمر صغير جداً، حيث كانت لصوتي نبرة مميزة غير مألوفة نوعاً ما في الصغر، لهذا تعرضت - في بعض الأحيان - لنظرات وكلمات استغراب ممن حولي من الزميلات في المدرسة، وتسبب ذلك الأمر في تقليل حديثي ومشاركاتي في الصف. لم أكن أعلم، حينها، أن هذا الصوت المختلف هو منحة من الخالق، ومفتاح نجاحي في الحياة، وبفضل الله تمكنت - بالتحدي والعزيمة - من تحويل هذا التحدي النفسي إلى نقطة انطلاق في طريق النجاح.
نظرة إيجابية
• انطلاقاً من هذا التحدي.. ما النصيحة التي تودين أن نفيدِ بها المجتمع؟
ـ أتمنى من الجميع عدم الالتفات إلى الكلمات السلبية، ورؤية عطايا الله في خلقنا، فما يتم التشكيك فيه، والتقليل منه، هو ميزتك الحقيقية، التي يجب العمل عليها، وتنميتها، وتطويرها، والاستفادة منها لنفسك، ولأسرتك، وللمجتمع، وللوطن.
• ما المجال الذي لم تطرقيه، حتى الآن، من مجالات اهتماماتك؟
ـ حالياً، أفكر جدياً في أن أقدم دورات في التعليق الصوتي، لنقل الخبرات التي تعلمتها على مدار مسيرتي المهنية، لإفادة الراغبين بنصائح من واقع ما تعلمته، ومن تجربتي في هذا المجال.
• خلال وقت قصير من العمل بقناة الشارقة قدمت نشرة الأخبار الرئيسية.. كيف كانت هذه الفترة؟
ـ بالفعل، منذ اليوم الأول، آمنت إدارة قناة الشارقة بموهبتي، وقد كانت هذه الفترة مليئة بالعمل والتدريب المكثف، وقدمت خلالها القناة كل الدعم والتشجيع لموهبتي الصوتية، وسخرت السبل كافة؛ لتنميتها وتطويرها، بما يرتقي إلى الأداء الاحترافي، والمكانة الرائدة التي تحتلها القناة، فلها كل الشكر والامتنان.
• ماذا عن حياتك الشخصية، وكيف توفقين بينها وبين عملك؟
ـ أعتبر نفسي محظوظة بزوجي، الذي قدم إليَّ كل الدعم والتشجيع، وساعدني على تحقيق المعادلة الصعبة في التوفيق بين الأسرة والعمل، والنجاح فيهما، فأنا أعتبره سر نجاحي في الحياة.