#رياضة
ياسمين العطار الثلاثاء 7 مايو 12:27
جمعت المصنفة الـ13 عالمياً في فئتها السنية، شيخة اليافعي، لاعبة المنتخب الإماراتي للكاراتيه، وفريق نادي شباب الأهلي، النقيضين القوة والنعومة، فعلى الرغم من شخصيتها التي تبدو للوهلة الأولى أنها تتسم بالرقة والهدوء، فإنها بمجرد لمس قدميها بساط ملعب الكاراتيه، تظهر شخصية مغايرة تماماً، تؤدي بكل قوة وشراسة، ومع كل ضربة وقفزة وصيحة وكل ركلة، تبعث عيناها برسالة واضحة كالشمس أن «المرأة تقدر». هذه ابنة الإمارات التي تمكنت من التأهل لأولمبياد «داكار 2026» للشباب، بعد مسيرة حافلة بالإنجازات المحلية والدولية، في الرياضة التي عشقتها فكرست لها حياتها لتصقل موهبتها ومهاراتها الفنية في سبيل إعلاء راية دولتها عالياً. حرصت «زهرة الخليج» على لقاء البطلة الإماراتية؛ للتعرف على مشوارها الرياضي الثري، ونصيحتها للفتيات ومشاريعها المقبلة.. ونسألها:
ما الذي جذبك لرياضة الكاراتيه؟
تعلقت باللعبة بعمر الخمس سنوات عندما مارستها ضمن الأنشطة الرياضية بالمدرسة، وعندما رأت والدتي مقدار حبي للعبة، قررت تقديم طلب لانتسابي للنادي الأهلي، وهنا بدأت ممارسة الكاراتيه مع أمهر المدربين ومنهم مدربتي ومثلي الأعلى اللاعبة الإسبانية ساندرا سانشيز، التي تعد من أساطير اللعبة على مستوى العالم. وقد كان لها دور كبير فيما أنا عليه الآن. وبعد سنوات وبلوغ العمر المناسب تمكنت من الانضمام للمنتخب الوطني وكانت نقلة كبيرة في مشواري الرياضي، ما منحني فرصة المشاركة باسم دولتي في أكبر الأحداث الرياضة العالمية، وحصدت أولى ميدالياتي دولياً، بتتويجي في منافسات (الكاتا) ببطولة غرب آسيا بالأردن، ثم أحرزت ضمن فردي (الكاتا) أول فضية إماراتية وعربية على مستوى آسيا في فئة الناشئات.
حدثينـــا عــن دعـم عائلتــك لمسيرتك الرياضية!
حظيت بدعم كبير من جميــــع أفراد أسرتي، خاصة أمي التي كانت السبب الرئيسي في مــــــا وصلت إليه مع رياضة الكاراتيه حتى انتسبت إلى المنتخب الوطني، وتمكنت من المشـاركة في العديد من البطولات وتحقيق مراكز مشرفة باسم وطني الغالي.
ثقة.. وشجاعة
هل تعتقدين أن الألعاب القتالية مناسبة للفتيات؟
بالطبع مناسبة لجميع الفتيات، وأحاول تغيير الفكرة السائدة بأن الفتيات لا يمكنهن ممارسة الألعاب القتالية، وأنها لا تنسجم مع أنوثتهن، لأنها فكرة خاطئة عن رياضة الفنون القتالية بشكل عام، إذ إنها تمنحهن الشجاعة والثقة بالنفس، وتساعدهن في تعلم طرق الدفاع عن النفس وردة الفعل السريعة.
بماذا ضحيت للوصول لهذا المستوى الفني مع اللعبة؟
لا شك في أنني قدمت الكثير من التضحيات خلال مسيرتي الرياضية، لعل من أهمها قلة الوقت الذي أقضيه مع عائلتي وأصدقائي، إذ إنني أكرس جلّ وقتي للتدريبات ولا يتبقى سوى القليل لمتابعة دراستي، لذا لا أجد أي وقت للجلوس مع أسرتي أو التنزه مع صديقاتي، ولكن رغم كل هذا فأنا سعيدة جداً بما أقوم به من جهد وتعب لخدمة المنتخب ورفع راية الإمارات الحبيبة عالياً في المحافل الدولية.
ما الإضافة التي شكلتها لك رياضة الكاراتيه؟
حققت الكثير من المكاسب المعنوية من خلال الكاراتيه، وتعلمت الشجاعة والدفاع عن النفس وكيفية قيادة بعض الأمور واتخاذ القرارات المناسبة في التوقيت المناسب، كما أن رياضة الكاراتيه منحتني فرصة نشر المفهوم الحقيقي للرياضات القتالية التي ليست لها علاقة بالعنف، فهي رياضات مهمة تعنى بتعلم الدفاع عن النفس الذي يجب أن يكون ثقافة عامة لدى جميع فئات المجتمع من الجنسين ولو بجزء بسيط من قواعدها.
فوائد عظيمة
ما نصيحتك للفتيات؟
من خلال تجربتي، أنصح بضرورة تجربة العديد من الرياضات في عمر صغير حتى تستطيع الفتاة اختيار رياضتها المفضلة واحترافها بعمرٍ مبكرٍ، ما يساعد على رفد مسيرتها بسجل مشرف من الإنجازات باسم دولتنا الغالية، كما أن للرياضة فوائد عظيمة في تنظيم الوقت وترتيب أولويات الحياة، فضلاً عن أنها تحسن الصحة العامة وتبقي الجسم قوياً على المدى الطويل، وكذلك تحسن من المزاج العام وتحد من الضغط النفسي وتمنع الشعور بضعف الشخصية، خاصة رياضة الكاراتيه لما لها من أثرٍ كبيرٍ في تعلم قيم الصبر والتحمل واحترام الوقت والانضباط في التعامل مع الآخرين.
ما رأيك فيما وصلت إليه الرياضة النسائية في الإمارات بشكل عام، والكاراتيه بشكل خاص؟
لا شك في أن اللاعبة الإماراتية وصلت لمستويات متقدمة في العديد من الرياضات، وفي ما يخص رياضة الكاراتيه تحظى اللاعبات بدعم كبير من القيادة الرياضية في الدولة سواء على مستوى الاتحاد أو الأندية التي تعمل على تغذية المنتخب، وتقوم ببذل الجهد وعمل خطط لكل لاعبة على حدة بما يتوافق مع إمكاناتها وقدراتها. وحالياً هناك إقبال كبير من السيدات، وهي زيادة تدل على أن البلاد انخرطت في استضافة البطولات العالمية كالدوري العالمي للكاراتيه (البريمييرليغ) بالفجيرة بنسختيه الأولى والثانية.
ماذا عن طموحاتك؟
أعمل بجد في تدريباتي لتحقيق المزيد من الإنجازات بالمشاركات المحلية والعربية والآسيوية التي أخوضها مع النادي والمنتخب، استعداداً لخوض غمار أولمبياد «داكار 2026» للشباب، الذي تأهلت له مؤخراً، حتى أرد الدين إلى وطني الغالي الذي وفر لي كل الدعم والثقة منذ بداية المشوار وحتى بداية الحلم الكبير.