#منوعات
ياسمين العطار السبت 15 يونيو 2024 11:00
تحت شعار «في درب التميز وخدمة الوطن.. ليس هناك خط للنهاية»، تقدم أسرة يوسف حسن المرزوقي، وفاطمة الحمادي، الحائزة 19 جائزة تربوية وأسرية على مستوى الإمارات في فئة الأسرة، قصة ملهمة عن التفاني والعطاء. ومن خلال رحلتهما في مجال التطوع، يعززان مفهومه النبيل، الذي يتخذ من القيم الأخلاقية والتربوية قاعدةً له، ويشجعان على تعاون المتطوعين من جميع فئات المجتمع، في كل الظروف والأوقات.
فاطمة الحمادي أم لستة أبناء، في رصيدهم ما يزيد على 400 فوز وتكريم فردي في المسابقات والجوائز المختلفة، وقد نجحت في بناء أسرة إماراتية، تعتبر نموذجاً للرعاية الشاملة للأبناء، وتشجيع الإبداع، ورعاية المواهب، وخدمة المجتمع.. خلال لقائها مع مجلة «زهرة الخليج»، أكدت أن عطاء أسرتها ليس حدثاً عابراً على أبناء هذه الأرض الطيبة، بل هو استمرار للتقاليد العريقة والعمل التطوعي في دولة الإمارات، التي تؤمن بأهمية الخير والبر والإحسان، فهذه المبادئ النبيلة متجذرة في نفوس الأجيال الإماراتية المتعاقبة، لخدمة أهلها وجيرانها، وكل البشر بشكل عام. وبفضل جهودها، تمكنت فاطمة الحمادي من وضع بصماتها المميزة على خريطة العمل التطوعي.. في هذا الحوار، سنتعرف على قصتها، وتجربتها الرائدة في خدمة الوطن والإنسانية:
-
الجوائز التقديرية توثق رحلة التحدي والإنجاز
كيف ساهمتِ في غرس بذور التطوع داخل أبنائك؟
الطفل ينشأ على ما يراه من الوالدين، فإذا نشأ في بيئة متطوعة فسينغرس حب التطوع تلقائياً في نفسه. ومن أكثر الأمور التي أثرت في غرس قيمة التطوع: الحوار الأسري، وشرح عملية التطوع لأبنائي الستة، قبل الذهاب للتطوع في الفعاليات أو المبادرات، وكذلك الحوار الذي يعقب الفعالية، حيث نتحدث غالباً عن رأي الأبناء في المبادرة، وما الذي استفادوه منها.
تميز.. وعطاء
ما مجالكِ الدراسي، والمهني؟
تخرجت في «الثانوية العامة» بتفوق، ثم تخرجت في جامعة الإمارات، وحصلت على بكالوريوس علوم إدارية تخصص اقتصاد، بتقدير امتياز. ولم تسمح الظروف العائلية بأن أنخرط في المجال الوظيفي، إلا أن شغفي بالعطاء للوطن والإنسانية لم يتوقف عند الوظيفة؛ فكان عطائي للمجتمع، ولأبنائي.
هل كان هناك حافز، لدخول أسرتك مجال التطوع؟
رزقت بستة أبناء، اثنتان منهم من صاحبات الهمم ذوات الضعف السمعي، ما جعلني أخوض تحديات مختلفة في الحياة، كانت عصارتها نماذج ملهمة في المجتمع. وقبل هذا التحدي، واجهت تحديات أخرى في الحياة، حيث عانيت صعوبات صحية في الحمل؛ حتى رُزقت بطفلتي الأولى «سارة»، التي جاء معها الفرح والسرور. وبعد سنوات قليلة، اكتشفت أنها تعاني فقدان سمع شديد المستوى؛ ما أدخلنا في رحلة لتأهيلها، وتهيئتها لتتعايش مع وضعها. وحينما رزقت بـ«مريم»، الابنة الثالثة بين أخواتها، شاءت الأقدار أن تكون مثل أختها من الناحية الصحية. وكان هذا بمثابة تحول كامل لمنهج الأسرة وخططها، حيث كانت رعاية «سارة»، و«مريم» التجربة الأكثر عمقاً، والأكبر أثراً في اتخاذ قرار صناعة الأمل لهما، ولأقرانهما.
وكيف تمكنتِ من تحقيق ذلك؟
نَمَتْ في قلبي مشاعر الرحمة والإنسانية بسبب تلك المحنة، ما دفعني إلى تعزيز دوري في المجتمع بمجال رعاية وتثقيف أصحاب الهمم وذويهم، خاصة من الجانب النفسي. فقدمت استشارات تربوية إلى أمهات أصحاب الهمم، وورش عمل ومحاضرات توعوية وتثقيفية، وشاركت في ملتقيات عربية عدة؛ لتقديم الدعم إلى أهالي ذوي الهمم، وكذلك الاستشارات التربوية في مجال دعم الطلبة المتميزين، وتقدمهم لجوائز التميز، بالإضافة إلى دمج أبنائي في المبادرات المجتمعية، التي قدمناها كأسرة في مجالات عدة، والتي انطلقت بجهود أفراد الأسرة، وإعدادهم، وتنفيذهم، بالتعاون مع العديد من الجهات والمؤسسات الخيرية، والتعليمية، والحكومية والخاصة في الدولة.
كيف بدأت رحلتكم في عالم التطوع؟
بدأت رحلتنا في التطوع مع دخول أطفالنا المدارس، حيث كنا نشارك في الأعمال التطوعية بالمدارس والمناسبات الوطنية والاجتماعية، سواء بالتطوع في التنظيم، أو مساعدة المعلمين والمعلمات في مهامهم التنظيمية والإشرافية. كما تطوعنا في المجالات الاجتماعية، والإنسانية، والخيرية، وغيرها، وكانت أهمها فئة العمال، فمن باب التراحم كنا ننفذ ونشارك في كسوة الشتاء للعمال. وكذلك، ركزنا على فئة الأسر المتعففة، وطلبة المدارس الخيرية، بتوفير مستلزمات الدراسة قبل بدء العام الدراسي، وكذلك المبادرات المعنية بإسعاد المرضى في المستشفيات.
تكاتف.. وتعاون
كيف عززت التجربة التطوعية التعاون والترابط بين أفراد أسرتكِ؟
التطوع صقل شخصياتنا كأفراد، وجمعنا كأسرة متكاتفة ومتعاونة في حب عمل الخير، وخدمة الآخرين، واكتسبنا الكثير من الخصال الحميدة، أهمها: المسؤولية المجتمعية، والانخراط في المجتمع، وغرس حب التطوع لدى الأبناء، حيث لدى كل فرد منا ما لا يقل عن 6 آلاف ساعة تطوعية في خدمة الوطن، وهو رقم ضخم بالنسبة لهم كأطفال. كما ساهم التطوع في تقوية الروابط الأسرية في ما بيننا، إذ نحرص كأسرة على وضع خطة تطوعية على مدار العام.
حدثينا عن أجمل التجارب، التي قمتم بها معاً!
من أجمل التجارب، تلك المبادرات التي كنا ننفذها وننظمها من الألف إلى الياء، بالتعاون مع الجهات المختلفة، مثل: «حقيبتي المدرسية عون لهم»، و«عيديتي لإسعادهم» للأيتام، و«إنتو ذخرنا» لإسعاد كبار المواطنين، و«زرعي ينمو»، و«أبيات في حب العلم»، و«لا تشلون هم.. فطوركم» لإفطار الصائمين من العمال، وغيرها من المبادرات التطوعية، التي شجعت على التعاون، وخدمة المجتمع.
-
فاطمة الحمادي: التطوع مدرسة عظيمة لأبناء الوطن
كيف أثر التطوع في أبنائك؟
التطوع مدرسة عظيمة للأبناء، فقد أدرك أبنائي أهمية خدمة الوطن، وبذل الغالي والنفيس من أجله، كما تعلموا قيماً ومبادئ ومهارات قد لا يتعلمونها على مقاعد الدراسة، مثل: التراحم والإيثار والتسامح، ومهارات القيادة والتنظيم والمسؤولية، وحسن إدارة الوقت وتنظيمه.
أثمرت جهودكم الكثير من الجوائز والتكريمات.. صفي لنا شعورك بها!
كل هذه الأوسمة والجوائز نتاج نجاحات أتت بعد تحديات، والجائزة تكون نتاجاً جميلاً يوثق رحلة تحدٍّ أو إنجاز. وكم تزداد مشاعر الفخر بعد كل إنجاز، خاصة في المجال التطوعي، الذي يلامس الجانب الإنساني والخيري، ويرد الجميل للوطن الغالي. وهذا نهج قيادتنا الرشيدة، التي تدفع الجميع نحو التميز، وتحفز جميع فئات المجتمع نحو الارتقاء والتطور، وتحقيق الإنجازات. وهنا، يسعدني أن أثمن رؤية قادتنا في طرح مثل هذه الجوائز، الداعمة لمسيرة التنمية المستدامة في الدولة، فالأسرة هي لبنة المجتمع.
ما أمنياتك؟
أتمنى أن يترك أبنائي بصمات جميلة، وأثراً طيباً في كل مكان، وأن ينشروا الثقافات الإيجابية في المجتمع، وأن يكونوا سفراء للخير، والتميز، والعطاء.