#منوعات
ياسمين العطار اليوم 11:45
في وطن يستشرف المستقبل برؤية طموحة، ويقود مسيرته نحو الريادة بثقة، وإيمان بقدرات أبنائه.. تقف المرأة الإماراتية، اليوم، شريكاً أساسياً في بناء اقتصاد تنافسي متنوع، يواكب تحولات العالم، ويقوده الابتكار.
وتحت شعار «اصنع في الإمارات»، سطع الدور الحيوي، الذي تلعبه المرأة في تعزيز الاقتصاد الوطني، حيث تفتح المبادرة الوطنية الأبواب أمام فرص جديدة، وتُعزز قدرة البلاد على المنافسة عالمياً.
وفي هذا السياق، تحتفي «زهرة الخليج» بخمس قياديات إماراتيات، برزن في قلب الصناعات الوطنية، وساهمن من مواقعهن المختلفة في إحداث قفزات نوعية محلياً ودولياً، وهن: سارة المعمري، التي تساهم في تحقيق التميز والابتكار في «ستراتا»، ومهره السويدي، التي تشارك في مبادرات «AGSI» لتكون نموذجاً في الاستدامة، كما نتتبع مساهمات خلود النعيمي التي تشارك في تعزيز الأمن الغذائي، والدكتورة مريم كلداري، في قطاع الصناعات الدوائية، ومريم المرزوقي، في «البترول والصناعة».
-
5 إماراتيات يرسمن طريقاً لصناعات وطنية مستدامة
سارة المعمري :نفخر بتصدير هياكل الطائرات من العين إلى العالم
تجسد سارة المعمري مثالاً حياً لقدرة المرأة الإماراتية على تحقيق النجاح في مجال الصناعة، كأول امرأة تتولى منصب الرئيس التنفيذي بالإنابة في «ستراتا»، فمن موقعها تقود سارة استراتيجية الشركة، التي تصنع وتصدّر هياكل الطائرات إلى أبرز شركاء الصناعة حول العالم، وتساهم في تعزيز جهود «ستراتا» في الابتكار والاستدامة، وتطوير الكفاءات الوطنية. إن تجربتها المهنية، التي بدأت في فريق العمل المالي، ثم توسعت لتشمل إدارة المشاريع، تعكس التزامها بتعزيز الأداء والكفاءة.
مركز عالمي
ولأن الاستثمار في الكفاءات الوطنية يعد جوهر النجاح، تؤكد سارة أن «ستراتا» تولي تنمية القوى العاملة الوطنية اهتماماً خاصاً لتعزيز مكانة إمارة أبوظبي؛ بصفتها مركزاً عالمياً لأنشطة الطيران. ونتيجة لهذه الرؤية، تقود الكوادر الإماراتية، اليوم، عملية تصنيع وإنتاج أجزاء هياكل الطائرات، وتشرف عليها.. تقول سارة: «لدينا نسبة توطين عالية جداً، تصل إلى أكثر من 67 %. وربما الأبرز في المشهد هو العنصر النسائي؛ فمن إجمالي المواطنين في (ستراتا) لدينا نسبة مواطنات تفوق الـ87 %. كما أن أكثر المواطنين في (ستراتا) يعملون بالأقسام التقنية والهندسية، على اختلاف فئاتها، بنسبة تصل إلى 57 %، مقابل 43 %، في المواقع الإدارية».
حس وطني
أشارت سارة المعمري إلى أن شعار شركة «ستراتا» (صُنع بفخر في الإمارات)، يزيد حسهم الوطني تجاه مبادرة «اصنع في الإمارات»، مؤكدة أن «المبادرة» تفتح للشركة المزيد من أبواب المعرفة والثقة والشراكة والاستثمار والازدهار. واختتمت سارة: «فخورة بأنني أتولى مسؤولية قيادية في شركة استثمارية وطنية، لها حضورها المؤثر في قطاع صناعة الطيران عالمياً. وأزداد فخراً حينما أرى قطع وأجزاء هياكل الطائرات المصنوعة إماراتياً، يتم تغليفها وتصديرها إلى العالم من مدينة العين، حاملةً شعار (صُنع بفخر في الإمارات)».
-
5 إماراتيات يرسمن طريقاً لصناعات وطنية مستدامة
مهره السويدي: نتصدر الاقتصاد الدائري والإنتاج المحايد للكربون
في مجال صناعة الحديد، حيث القوة والدقة والابتكار، تبرز مهره راشد بن جبر السويدي، عضو مجلس إدارة شركة الخليج العربي للصناعات الحديدية (AGSI)، نموذجاً للمرأة التي تضع الاستدامة في صميم رؤيتها. وأكدت أن «AGSI» قد تحول إلى أول مصنع محايد كربونياً في منطقة الشرق الأوسط، مشيرةً إلى أن مبادرة «اصنع في الإمارات» دعوة وطنية إلى التحول والتقدم، وقد استجابت لها «الشركة»، حيث تساهم - بشكل مباشر - في دعم القيمة المحلية (ICV)، باستخدام مواد خام محلية بنسبة 100 %.
تأثير مستدام
أعربت مهره عن فخرها بالمساهمة في قطاع يشهد تحولاً حقيقياً، وبناء كيان صناعي لا يركز فقط على النمو والتوسع، بل يسعى، أيضاً، إلى إحداث تأثير مستدام من خلال تبني مفاهيم الاستدامة، وتمكين الكفاءات، ودفع عجلة الابتكار، ودعم المرأة. مشيرة إلى أنها في «AGSI»، شهدت التزام «الشركة» بتمكين وتطوير العنصر النسائي؛ ما أدى إلى ارتفاع نسبة مشاركة النساء في المناصب الإدارية والتشغيلية.
دعوة وطنية
تقول مهره: «في إطار إعلان 2025 (عام المجتمع)، الذي يعدُّ تذكيراً بأن النجاح لا يُقاس فقط بالإنجازات الفردية، بل بالأثر الإيجابي الذي نتركه في حياة من حولنا، أقول لأبناء الجيل الجديد: اسعوا وراء أهدافكم بإصرار، ولكن لا تغفلوا القِيَم التي تشكل هويتكم. وابنوا مسيرتكم المهنية، ولكن لا تنسوا بناء العلاقات الطيبة، داخل بيئة العمل، أو في مجتمعكم. وكونوا طموحين، ولكن اجعلوا خدمة الآخرين أساساً لمسيرتكم».
-
5 إماراتيات يرسمن طريقاً لصناعات وطنية مستدامة
خلود النعيمي: الإمارات جعلت طموح المرأة مشروعاً وطنياً
صنعت خلود النعيمي، مدير أول لتميز الأعمال في شركة «الإمارات للصناعات الغذائية»، لنفسها مكانة رائدة في صناعة الأغذية، انطلاقاً من مسيرتها، التي بدأتها ضمن الأوائل في مجالات، مثل: الأعلاف والألبان؛ لتصل إلى قمة النجاح كأول سيدة تتولى منصبها الحالي. ومن خلال جهودها المخلصة، ورؤيتها المستقبلية؛ تساهم خلود في تعزيز الأمن الغذائي، وتوفير فرص العمل؛ ما يؤكد أن المرأة الإماراتية قادرة على إحداث فرق حقيقي في المجتمع.
فرص للنمو
تؤكد خلود أنه، في إطار التزام شركة «الإمارات للصناعات الغذائية» بتمكين المرأة، ارتفعت نسبة تمثيل النساء في «الشركة» إلى 22.7 %. فيما استفادت أكثر من 100 طالبة من برامج التدريب المهني، التي أطلقتها الشركة، خلال العامين الماضيين؛ بهدف تعزيز مهاراتهن الفنية والقيادية، وتوفير فرص نمو حقيقية داخل «المؤسسة».
تحسين الكفاءة
وحول جهودها في تعزيز مكانة شركة «الإمارات للصناعات الغذائية» بالسوق الإماراتي، تقول خلود النعيمي: «خلال عملي بالشركة، ركزت على تطوير الاستراتيجيات، وساهمت - بشكل مباشر - في تعزيز سلسلة التوريد، وعملت على إطلاق مبادرات عدة؛ لتوسيع قاعدة العملاء، وتفعيل الشراكات مع المؤسسات الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى اعتماد تقنيات حديثة في الإنتاج، وتحسين الكفاءة». ولفتت قائلة: إن «مبادرة (اصنع في الإمارات) منحتنا دفعة جديدة؛ لتوسيع الإنتاج، وتفعيل الشراكات؛ ما عزز موقعنا محلياً، وإقليمياً». وأعربت خلود النعيمي عن فخرها؛ بكونها من أبناء هذا الوطن المعطاء، الذي يقدم كل الدعم إلى المرأة، ويجعل طموحها مشروعاً وطنياً، وأردفت: «الإحساس بالثقة الذي تمنحنا إياه القيادة، يحول التحديات إلى فرص، ويغرس فينا قناعة بأننا شركاء حقيقيون في بناء المستقبل».
-
5 إماراتيات يرسمن طريقاً لصناعات وطنية مستدامة
مريم كلداري: الصناعات الدوائية الإماراتية موثوقة عالمياً
حلم «ارتداء المعطف الأبيض» قاد الدكتورة مريم كلداري، الملقبة بـ«أم الصيادلة»؛ لتكون من أولى الدارسات في قطاع الصيدلة. تدرجت الدكتورة مريم كلداري في الوظائف بوزارة الصحة؛ حتى وصلت إلى منصب مدير عام إدارة الصيدلة والرقابة الدوائية، كما عُينت رئيساً لشعبة الصيدلة في جمعية الإمارات الطبية، وكذلك عينت في لجنة العقاقير الأساسية بمنظمة الصحة العالمية، والأمين العام المساعد لاتحاد الصيادلة العرب. وقد كُرمت كأول صيدلانية تنضم إلى اتحاد الصيادلة العرب، قبل أن يتم اختيارها مستشارةً في مجلس إدارة شركة «جلوبال فارما» للأدوية بـ«دبي للاستثمار».
إنجازات مهمة
وقد كان للدكتورة مريم دور في إعداد وصياغة مشروع قانون، ينظم قطاع الصيدلة بالدولة. كما شاركت في مناقصات الشراء الموحد لدول مجلس التعاون الخليجي، وقد أسهمت هذه الجهود في اعتماد الإمارات مركزاً مرجعياً لتسجيل الأدوية؛ بفضل المختبرات المتطورة، ونظام تسجيل الأدوية المتميز.
اكتفاء ذاتي
أوضحت مريم كلداري أن مبادرة «اصنع في الإمارات» تجسد جهود الدولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي بمجالات عدة، بما فيها الصحة، مشيرة إلى أن مساعي الإمارات إلى دعم نمو الشركات الصناعية، ساهمت في تبوؤ شركة «جلوبال فارما» مكانة متميزة في الصناعات الدوائية من حيث جودة وموثوقية وتنافسية منتجاتها، التي يتم تصديرها إلى العديد من أسواق العالم. وأكدت أن المجال الصحي شهد تحولاً ملحوظاً بفضل جهود العاملين فيه، خاصة النساء. وأضافت: «الدعم الحكومي للمبادرات الصحية يتيح اكتشاف أفكار جديدة، وتحسين الخدمات. وتمثل المرأة ركيزة أساسية في هذا التحول، حيث تتولى مناصب قيادية عدة بفضل التعليم والتدريب، اللذين تتلقاهما. وندعو الجميع إلى دعم المبادرات، التي تعزز دور المرأة في هذا القطاع».
-
5 إماراتيات يرسمن طريقاً لصناعات وطنية مستدامة
مريم المرزوقي: الإماراتية شريك فاعل في البترول والصناعة
تُعد مريم المرزوقي، مديرة التوطين والعلاقات الحكومية في شركة «Weatherford»، مثالاً بارزاً لدور المرأة الإماراتية في قيادة التحول داخل القطاعات الحيوية، لاسيما قطاعَي الصناعة، والطاقة. وبدعم من السياسات الوطنية والمبادرات المؤسسية، وصلت مريم إلى موقع قيادي. ومن خلال دورها في «Weatherford»، تعمل على ترجمة هذه الرؤية، وتسهم في تمكين الكفاءات الوطنية، عبر دعم الشباب، وتوفير فرص حقيقية لتمكين المرأة الإماراتية.
دور محوري
تؤكد مريم أن تمكين المرأة يمثل أولوية لدى «Weatherford»، حيث تشكل المواطنات 35 %، من نسبة التوطين، ما يعكس التزام «الشركة» بتوفير فرص حقيقية للنساء في الأدوار الفنية والقيادية. وتشير إلى أن المرأة الإماراتية، اليوم، شريك أساسي في ميادين: الابتكار، والهندسة، والتطوير الصناعي. وترى أن مبادرة «اصنع في الإمارات» خطوة استراتيجية، تعزز التنوع الاقتصادي، وترسّخ حضور الدولة في السوق العالمي.
امتنان
وفي ختام حديثها.. عبّرت مريم المرزوقي عن امتنانها لوطنها، وقيادته الملهمة، مؤكدةً: «سأبقى على العهد، في خدمة الوطن، ورفع رايته». ووجّهت رسالة إلى الشباب الإماراتي، خاصة النساء، دعتهم فيها إلى الاستفادة من الفرص المتاحة في قطاع الصناعة والبترول، والثقة بأنفسهم، وعدم الخوف من التحديات.. فالعزيمة مفتاح النجاح!