#صحة
زهرة الخليج اليوم
مرض «الانسداد الرئوي المزمن» (COPD) حالة صحية طويلة الأمد، تصيب الرئتين، وتُسبب صعوبة متزايدة في التنفس. ينشأ هذا المرض نتيجة انسداد أو تضييق الشعب الهوائية، ما يعيق تدفق الهواء من وإلى الرئتين. وهو مرض تدريجي، أي أن أعراضه تزداد سوءاً مع مرور الوقت، خاصة إذا لم يتم علاجه، أو تم تجاهل الأعراض في مراحل مبكرة.
ويتضمن الانسداد الرئوي المزمن، عادةً، حالتين رئيسيتين:
- «التهاب الشعب الهوائية المزمن»: يتميز بسعال مستمر مع بلغم؛ نتيجة التهاب مزمن في بطانة الشعب الهوائية.
- «النفاخ الرئوي»: ينتج عن تدمير الحويصلات الهوائية، ما يقلل كفاءة تبادل الأكسجين، وثاني أكسيد الكربون.
-
«الانسداد الرئوي المزمن».. التشخيص المبكر يحمي من المضاعفات
من الشخص المُعرض للإصابة بـ«الانسداد الرئوي المزمن»؟
يُعدّ مدخنو السجائر من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بـ«الانسداد الرئوي المزمن»، حيث يُصنّف التدخين كأحد أبرز العوامل المسببة لهذا المرض. ويُشار إلى أن التدخين يُعد ممارسة اجتماعية شائعة في مختلف أنحاء العالم، إلا أن مستوى التوعية الصحية لا يزال محدودًا، في ما يخص العلاقة بين التدخين وأمراض الجهاز التنفسي، مثل: الربو والانسداد الرئوي المزمن. كما بيّنت دراسات حديثة أن هذا المرض، غالبًا، يُشخص بشكل خاطئ على أنه ربو أو التهاب في الشعب الهوائية أو انتفاخ رئوي، ما يؤدي إلى تأخر التشخيص والعلاج المناسب.
ما أعراض «الانسداد الرئوي المزمن»؟
- صعوبة التنفس، خاصة أثناء النشاط البدني.
- ضيق التنفس عند القيام بمجهود بسيط كالمشي، أو صعود الدرج.
- سعال مزمن مصحوب بإفرازات مخاطية.
- الإحساس بضغط أو انقباض في الصدر.
- صدور صوت صفير عند التنفس.
وحول هذا الموضوع، قال الدكتور محمد عمر زيتوني، استشاري الأمراض الصدرية: «يعتبر التدخين من أبرز أسباب الإصابة بهذه الحالة الصحية؛ نظراً لتسببه في تضيق القصبات الهوائية بمرور الوقت، وتلف الحويصلات الهوائية والرئتين. ومن أهم أعراض المرض: ضيق التنفس مع الجهد، وصفير الصدر، والسعال مع بلغم. وعند حدوث التهاب فيروسي؛ يصاب المريض بتعب واضح، ويستغرق وقتاً أطول للتعافي. ويعتقد المرضى عادة أن الأعراض مرتبطة بالتقدم بالسن، لاسيما أن المرض أكثر شيوعاً لدى كبار السن».
وأضاف: «كان يُعتقد لفترة طويلة أن هذا المرض لا يمكن علاجه، وكنا نعتمد بشكل أساسي على موسعات القصبات، وبعض الأدوية لتخفيف الأعراض فقط. لكن التطورات الحديثة أظهرت أن ما يصل إلى 40% من المرضى يعانون التهاباً مزمناً في الشعب الهوائية يمكن علاجه، ما قد يقلل فرص دخولهم إلى المستشفى، ويحسن جودة حياتهم بشكل ملحوظ».
-
«الانسداد الرئوي المزمن».. التشخيص المبكر يحمي من المضاعفات
وتتعدد العوامل المسببة لمرض الانسداد الرئوي المزمن، ويُعد التدخين – بجميع أشكاله – العامل الأبرز في زيادة خطر الإصابة. كما يسهم التعرض لتلوث الهواء، الداخلي أو الخارجي، بشكل مباشر في تفاقم الحالة الصحية للجهاز التنفسي. ولا يقلّ خطر التعرض المهني للغبار والمواد الكيميائية أهميةً، إذ يرتبط بشكل وثيق بزيادة احتمالية الإصابة بالمرض.
وفي مواجهة هذه التحديات، تبذل الحكومات جهوداً متواصلة؛ للحد من انتشار المرض، من خلال تنفيذ برامج فعّالة للإقلاع عن التدخين. كما تنظم الجهات الصحية حملات توعوية دورية، تهدف إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي حول المرض ومسبباته، إلى جانب تطوير قدرات مقدمي الرعاية الصحية؛ لضمان التشخيص المبكر وتقديم العلاجات المناسبة للمرضى.
ويمثل مرض الانسداد الرئوي المزمن تحدياً صحياً متزايداً. وتتطلب مواجهته جهوداً متكاملة تشمل: التوعية، والوقاية، والتشخيص والعلاج المبكر، بالإضافة إلى تعزيز السياسات الصحية الداعمة.