#تنمية ذاتية
زهرة الخليج - الأردن 29 مايو 2025
كما هي الحال مع كل شيء، فإن الهوس ضمن حدوده الطبيعية قد يشكل للفرد دافعًا قويًا لتحقيق النجاح والتميز والتفوق على أقرانه، فهو يمنح الإنسان الشغف والطاقة والإصرار؛ لتحقيق ما تصبو إليه النفس. ومع ذلك، فإن تجاوز هذا الحد قد يؤدي إلى نتائج عكسية، تؤثر سلبًا على العمل والإنتاجية.
-
الهوس.. من دافع للعمل إلى عائق للإنتاجية
ورغم أن الشخص في حالة هوس قد يبدو أكثر نشاطًا ومتحمسًا في المراحل المبكرة من الهوس، ويشعر بأنه قادر على إنجاز الكثير من الأعمال بكفاءة عالية، إلا أنه مع تطور الحالة، تبدأ المشاكل بالظهور.
ما أعراض الهوس؟
الهوس حالة تتميز بمشاعر السعادة المفرطة، أو النشوة الزائدة دون سبب واضح، ما يدفع الشخص إلى زيادة النشاط والطاقة بشكل غير معتاد، حيث يصبح مندفعاً للقيام بعدد كبير من الأنشطة دون الشعور بالتعب.
وتبدأ أفكاره بالتسارع بشكل ملحوظ، ما يجعل التركيز أمراً صعباً، وغالباً يتحدث بسرعة مفرطة وبطريقة غير مرتبة، فيبدو كلامه متلاحقًا وغير مترابط.
كما تقل حاجته إلى النوم بشكل ملحوظ، حيث يكتفي بساعات قليلة جدًا دون أن يشعر بالإرهاق. ويدفعه الشعور بالعظمة إلى اعتقاد أنه يمتلك قدرات استثنائية أو أهمية تفوق الواقع، ما قد يؤدي إلى تصرفات متهورة، مثل: الإنفاق المفرط، أو اتخاذ قرارات غير محسوبة.
إلى جانب ذلك، يصبح الشخص سريع الغضب وسهل الاستثارة، حيث يتفاعل مع المواقف اليومية بحساسية مفرطة، ما قد يؤثر في حياته اليومية، وعلاقاته الشخصية مع الآخرين.
الهوس يؤثر بشكل كبير على الإنتاجية في العمل، من خلال عدة جوانب. فيؤدي تتابع الأفكار السريع إلى التشتت، وصعوبة التركيز على مهمة واحدة، ما يجعل إنجاز المهام بشكل فعال أمراً صعباً. ورغم أن الشخص قد يشعر بنشاط مفرط وعدم الحاجة للنوم، إلا أن هذا النشاط الزائد يؤدي إلى الإرهاق العقلي والجسدي، ما يسبب استنزافاً للطاقة على المدى الطويل، ويقلل القدرة على الاستمرار في العمل، وبالتالي التراجع في مهامه.
-
الهوس.. من دافع للعمل إلى عائق للإنتاجية
كما أن التصرفات الاندفاعية قد تؤدي إلى اتخاذ قرارات غير مدروسة، ما قد ينعكس سلباً على جودة العمل وإنجاز المهام بشكل غير دقيق، وبعد فترة من النشاط المكثف، قد يواجه الشخص انهياراً مفاجئاً في طاقته، ما يعرقل الإنتاجية بشكل كبير.
علاوة على ذلك، قد تؤثر التصرفات المتهورة أو عدم القدرة على التواصل بفاعلية مع الزملاء والعملاء على العلاقات المهنية، ما يؤثر في بيئة العمل بشكل عام. كما يمكن أن يعاني الشخص التشويش بين عدة مهام دون إتمام أيٍّ منها بشكل كامل، ما يؤدي إلى نقص في الإنتاجية.
ويصبح تأثير الهوس خطيراً على العمل؛ عندما يؤدي إلى فقدان السيطرة على المهام أو اتخاذ قرارات تؤثر بشكل سلبي على المهنة. كما يصبح الوضع أكثر تعقيداً؛ إذا كان يسبب تدهور العلاقات مع الزملاء أو العملاء، أو أدى إلى غياب متكرر عن العمل بسبب الإرهاق أو نوبات الهوس.
أخيراً.. إذا كنت تظنين أن الهوس يؤثر على إنتاجيتك أو عملك، فمن المهم استشارة مختص بالصحة النفسية للحصول على الدعم والإرشاد المناسب.