#صحة
زهرة الخليج - الأردن اليوم
تبدو فكرة الغطس في مياه شديدة البرودة غير مريحة أو حتى مجنونة، لكن ما لا تعرفه كثير من النساء هو أن هذه التجربة تعتبر بوابة لتحولات عميقة: من تعزيز صحة القلب وتقوية المناعة، إلى تحسين المزاج وتسريع حرق الدهون.
هل يكون البرد طقسكِ الجديد للعافية؟ يقال إن السباحة في الماء البارد تجربة خارجة عن المألوف، لكنها تعيدكِ إلى جسدكِ، تعزز قوتكِ، وتمنحكِ صفاءً لا يوصف.
نستعرض هنا كيف تبدأين وماذا تتجنبين لتحصلي على أبرز الفوائد الصحية والنفسية للسباحة في الماء البارد.
هل توجد مخاطر من السباحة في المياه الباردة؟
نعم، كما في أي نشاط بدني، توجد بعض التحذيرات. من المهم التأكد من نظافة المياه وخلوها من الملوثات قبل السباحة، خاصة في البحيرات أو المسابح المفتوحة. أيضاً، الغطس المفاجئ في ماء شديد البرودة قد يسبب صدمة حرارية خطيرة.
إن انخفاض حرارة الجلد بشكل مفاجئ يؤدي إلى شهيق لا إرادي، وقد يتسبب في استنشاق الماء، ما يُعد خطراً مباشراً. لذلك، يُنصح دائماً بالتدرج في التعوّد على البرودة وعدم خوض التجربة دون إشراف أو استعداد مسبق. ابدئي تدريجياً، في أماكن آمنة، وراقبي كيف يتحول البرد من عدو إلى صديق للجسم والعقل.
صحة القلب في أفضل حالاتها
السباحة في الماء البارد تجعل القلب يعمل بجهد أكبر لتدفئة الجسم. فالبيئة الباردة تحفّز الجسم على الارتجاف لإنتاج الحرارة، وهنا يتطلب الأمر زيادة ضخ الأكسجين إلى العضلات، ما يجعل القلب أكثر نشاطاً.
كما أن دخول الماء البارد يفعّل الجهاز العصبي السمبثاوي، ما يؤدي إلى ارتفاع الأدرينالين ومعدل ضربات القلب، وهذا يمنح القلب تمريناً إضافياً.
-
السباحة في الماء البارد.. طقس جديد للجمال والقوة والمزاج العالي
تأثير مباشر على المزاج
أثبتت الدراسات أن الغطس في الماء البارد يحفّز إفراز هرمونات السعادة مثل الدوبامين، والنورأدرينالين، والبيتا إندورفين، وهي مواد كيميائية مسؤولة عن تحسين المزاج.
هذا التأثير النفسي العميق يساعد المرأة على التخلص من التوتر اليومي والتقلبات المزاجية المرتبطة بالضغوط أو التغيرات الهرمونية. كما أن التركيز اللحظي الذي تفرضه البرودة يعزز الحضور الذهني ويقطع سلسلة التفكير المفرط، ما يشبه إلى حد بعيد تأثير جلسات التأمل.
دعم ذكي لحرق الدهون
عند دخول الماء البارد، يعمل الجسم على إنتاج الدهون البنية، وهي النوع المفيد الذي يحرق الطاقة لإنتاج الحرارة، على عكس الدهون البيضاء التي تخزن السعرات وتزيد من خطر الإصابة بالأمراض.
إن السباحة في المياه الباردة تساهم في تقليل الدهون البيضاء لدى النساء مع التكرار المنتظم. والنتيجة: تحفيز حرق السعرات، ودعم طبيعي لأي خطة لخسارة الوزن.
تقوية مناعة الجسم
ممارسات السباحة في الماء البارد غالباً ما يلاحظن انخفاضاً في معدلات الإصابة بنزلات البرد. السبب في ذلك أن تعرّض الجسم للبرد يحفّز إنتاج كريات الدم البيضاء، وهي الأساس في جهاز المناعة.
رغم أن النشاط البدني بحد ذاته يعزز المناعة، فإن مفعول الماء البارد يبدو مضاعفاً.
تحسين الدورة الدموية
السباحة الباردة تحفّز الجسم على ضخ الدم بشكل أسرع نحو الأطراف لحمايتها من البرودة، ما يحسّن من كفاءة الدورة الدموية. إن كنتِ تعانين من برودة الأطراف أو ضعف في الدورة، فقد تكون هذه العادة دعمًا فعّالًا لك.
تعافٍ أسرع بعد التمارين
بعد التمارين الرياضية، تُعدّ البرودة أداة فعالة لتخفيف الالتهاب وتسريع تعافي العضلات. كما أن الماء البارد يطرد الأحماض المتراكمة في العضلات ويقلل الألم الناتج عن الجهد العالي. العديد من النساء الرياضيات يتبعن هذا الروتين كجزء من برنامجهن لاستعادة النشاط بعد التمرين.