المالديف.. حيث تنصت الأمواج لحكايات الغواصين

#سياحة وسفر

زهرة الخليج اليوم

في منتصف المحيط الهندي، تمتدّ جزر المالديف كعقد من اللآلئ، كل جزيرة فيها تحكي سراً من أسرار البحر، وكل شاطئ يُخبئ تحية من الريح وملح الأزرق. ليست الجزر وجهة سياحية بقدر ما هي حالة شعورية، تنتقل بك من صخب العالم إلى صمت لا يشبه إلا الطبيعة الأولى. الهواء خفيف، الشمس أكثر قرباً، والماء لا حدود له. لكن وراء هذا المشهد المثالي، هناك تجربة تتجاوز حدود الإقامة، وتتحوّل إلى إقامة في الحكاية نفسها.

الإقامة في قلب مغامرة

بين الجزر المرجانية المتناثرة شمال المالديف، يقع منتجع «RAAYA by Atmosphere» على جزيرة Kudakurathu في منطقة Raa Atoll، وهو ليس مجرد ملاذ من خمس نجوم، بل فصل جديد من مغامرة تُروى على لسان شخصية متخيلة تُدعى «Seb»، فنان وناجٍ من سفينة، اتخذ من الجزيرة بيتاً له، تاركاً وراءه آثاراً وأعمالاً فنية تملأ المكان بإحساس القصّة.

كل زاوية من المنتجع تستحضر هذا الطيف الفني: من ركن الفنون الذي يتيح للضيوف نحت قوارب الـ«Dhoni» الخشبية كما كان يفعل «Seb»، وصولاً إلى المزرعة العضوية التي تحمل اسمه وتقدم مفهوم «من المزرعة إلى المائدة».

الحياة اليومية على الجزيرة

من اللحظة الأولى التي تهبط فيها الطائرة المائية على مياه المحيط وتُفتح بوابة الاستقبال الخشبية، يبدأ الزمن بالتحوّل. يُمكنك أن تبدأ يومك بجلسة يوغا بين الأشجار، أو نزهة على الأقدام عبر الغابات الساحلية الصغيرة نحو الشاطئ. يتوفر أيضاً مركز متكامل للغوص ورياضات الماء، مع تنظيم رحلات غوص يومية إلى الشعاب المرجانية المحيطة، ورحلات لصيد الأسماك عند الغروب، وشواطئ يمكن اكتشافها بالدراجة أو القوارب.

للعائلات، يشكّل نادي الأطفال «Discovery Den» تجربة استكشافية مدروسة، حيث يخوض الأطفال مغامرة «كنز سيب» عبر محطات على الجزيرة تمزج بين اللعب والتعلّم.

الطهو في قلب الطبيعة

في RAAYA، لا يُعدّ الطعام مجرّد وجبة، بل طقس. المطعم الرئيسي «Raaya Life» يقدّم بوفيهات حيوية وأركان طهي مباشر، بينما يتحوّل «Mizāj» ليلاً إلى مطعم راقٍ مستوحى من نكهات الشرق الأوسط. أما «The Village»، فينقلك إلى أجواء المدن الساحلية الإيطالية، بأطباق كلاسيكية تُقدّم في ساحة تعج بالحياة والموسيقى. وهناك أيضاً «Ampers&nd»، حيث تمتزج الأطباق الآسيوية العصرية بإطلالة بحرية حالمة من السطح.

المشروبات تُقدَّم بسخاء من مجموعة واسعة من العصائر الطازجة والكوكتيلات والنبيذ العالمي، وهي متاحة في أكثر من خمس نقاط موزعة على أنحاء الجزيرة.

رفاهية بلا تكلّف

المنتجع يضمّ 167 فيلا على الشاطئ وفوق الماء، تتميز بتصميماتها الهادئة المستوحاة من سفن قديمة، مع مفروشات فاخرة ومسابح خاصة. أما السبا «ELE|NA Ayur»، فيستقي طقوسه من العلاجات الطبيعية المستوحاة من الحياة البحرية والنباتات الاستوائية، ويقدّم جلسات مجانية محددة بحسب عدد ليالي الإقامة، تشمل التدليك العلاجي والعناية بالجسم.

ما يتبقّى من كل هذا؟

ليست المالديف مكاناً يعود منه الزائر كما ذهب. فهناك، تنام في حضن البحر وتصحو على صوته، تمشي حافياً في الرمل وتضحك دون سبب، تكتب جملة على الورق وتتركها على الطاولة ليكملها البحر. وربما لهذا السبب، فإن من يقيم في «RAAYA» لا ينسى أنه كان يوماً جزءاً من مغامرة... كأنّه «Seb» نفسه، وقد صار له بيت على جزيرة.