#صحة
زهرة الخليج - الأردن 6 أغسطس 2025
في سعيكِ نحو نمط حياة صحي ومتوازن، قد تلجئين إلى الأجهزة الذكية لتتبّع نومكِ، وقياس جودته، على أمل أن تمنحكِ هذه البيانات فهماً أعمق لجسمكِ، ومفتاحًا لتحسين روتينكِ الليلي. لكن، ماذا لو تحوّلت هذه العادة «الصحية» إلى مصدر توتر يمنعكِ من النوم فعلاً؟
في السنوات الأخيرة، برزت ظاهرة تُعرف بـ«الأورثوسومنيا»، وهي اضطراب ناتج عن القلق المفرط بشأن الحصول على نوم مثالي، بفعل الاعتماد الزائد على بيانات الأجهزة القابلة للارتداء. والمرأة التي تسعى للراحة، تجد نفسها فجأة تراقب كل حركة أثناء النوم، وتستيقظ لتتحقق من التطبيق، وتقلق إن لم تكن نتائج النوم مثالية، حتى لو شعرت جسديًا بأنها نالت قسطًا كافيًا من الراحة.
هذا الهوس غير المرئي قد يُضعف النوم فعلاً، ويقود إلى دائرة مفرغة من التوتر الليلي، حيث يتحوّل السرير من مساحة للراحة إلى مساحة للتقييم والمراجعة الذاتية.
نستعرض معكِ كيف يمكن لتتبع النوم أن يصبح عبئًا نفسيًا، والخطوات التي تساعدكِ على استعادة علاقتكِ الطبيعية والبسيطة مع النوم، من دون الاعتماد على الأرقام والتطبيقات.
-
أجهزتكِ الذكية قد تسرق نومكِ.. احذري «الأورثوسومنيا»!
ما «الأورثوسومنيا»؟
بحسب «مؤسسة النوم» (Sleep Foundation)، يُعرف «الأورثوسومنيا» بأنه «السعي القهري وراء النوم المثالي»، وهو اضطراب يتغذى على البيانات المستمرة التي توفرها أجهزة تتبع النوم. لقد أصبحت عملية التتبع أمرًا مرهقًا بحد ذاتها، أو يمكن أن تكون كذلك. فالمعلومات التي تتلقينها قد تؤدي إلى زيادة التوتر، ما يؤثر سلبًا في نومكِ في الليلة التالية.
على مَنْ تُشكل هذه الأجهزة خطرًا؟
رغم أن أجهزة تتبع الصحة والنوم تقدم فوائد عدة، خاصة في فهم أنماط النوم والسلوكيات الصحية، إلا أنها قد تؤثر سلبًا في الأشخاص الكماليين، أو أصحاب «الشخصية من النمط A»، أي أولئك الذين يطمحون دائمًا إلى الكمال والسيطرة على كل التفاصيل.
والمشكلة مع النوم، هي أنه ليس مثاليًا دائمًا. فالنوم نتيجة لما نمر به خلال اليوم، وبعض تلك الأشياء قد تكون مرهقة. ولا يمكننا أن نتحكّم في نومنا بشكل كامل، ولا ينبغي أن نسعى لقياسه يوميًا، كأنه «مهمة يجب إنجازها بنجاح».
-
أجهزتكِ الذكية قد تسرق نومكِ.. احذري «الأورثوسومنيا»!
ما الحل؟.. وكيف نتعامل مع هذا النوع من القلق؟
إذا وجدتِ أن جهاز تتبع النوم يسبب لكِ القلق أكثر مما يساعدكِ، فالحل بسيط: ضعيه في الدرج مؤقتًا. وابدئي تطبيق بعض استراتيجيات النوم الصحية، بعيدًا عن البيانات:
- خذي وقتًا للاسترخاء قبل النوم.
- مارسي تمارين التنفس.
- دوّني أفكاركِ في مفكرة.
- خذي حمّامًا دافئًا.
- اجعلي اللحظات الأخيرة من يومكِ مريحة وهادئة.
وأخيرًا، النوم لا يأتي بالقوة أو القلق، بل بالطمأنينة والانفصال عن الضغوط. وعلينا أن نملأ اللحظات التي تسبق النوم بأنشطة مريحة وصحية، بدلًا من القلق حول ما إذا كنا سننام بما يكفي. إن الأجهزة الذكية أداة رائعة لتحسين جودة حياتنا، لكن عندما تتحول إلى مصدر توتر، يجب أن نعيد النظر في كيفية استخدامها. فالسعي إلى نوم مثالي قد يكون العائق الحقيقي أمام الراحة التي نحتاجها فعلًا. لذلك، أعيدي علاقتك بالنوم إلى بساطتها الأولى، بعيدًا عن تعقيدات التكنولوجيا.