#أخبار الموضة
غانيا عزام اليوم 10:00
صممت ماريا غراتسيا كيوري، المديرة الفنية السابقة لمجموعات «ديور» (Dior) النسائية، مجموعة الألبسة الجاهزة لخريف وشتاء 2025-2026، برؤية تركّز على إعادة اكتشاف إرث الدار من منظور معاصر. ومن خلال تصاميم تجمع بين الماضي والحاضر، قدمت المجموعة قطعاً تعبّر عن الهوية الفردية، وتكسر القوالب النمطية، مع التركيز على التفاصيل الحرفية والرموز الكلاسيكية، التي أعادت كيوري تفسيرها بأسلوب حديث يتناسب مع متطلبات المرأة اليوم.
-
استحضار الماضي بملامح الحاضر
وتتميز هذه المجموعة بقدرتها على بناء جسر حي بين الماضي والحاضر. فالأزياء لا تُعرض كقطع معزولة، بل كعناصر تروي حكاية متكاملة، حيث يتداخل فيها الإلهام التاريخي مع الحداثة. ويتجاوز القميص الأبيض، على سبيل المثال، رمزيته التقليدية؛ ليُقدَّم كقطعة خالية من القوالب النمطية «الجندرية»، في تفاعل واضح مع إرث جيانفرانكو فيريه، الذي ترك بصمته كمهندس معماري ومدير فني سابق للدار.
أناقة عبر العصور
تستلهم كيوري، من رواية «أورلاندو» لفيرجينيا وولف، حضوراً زمنياً يتجاوز القرون، من خلال طوق مكشكش قابل للإزالة، يمنح التصميم بُعداً درامياً وتاريخياً. هذا التفصيل يعكس روحاً تتنقل بين الأزمنة والأنماط، وتُجسّد فكرة الانفتاح على الذات بمرونتها وتجدّدها، في تناغم شعري بين الرومانسية والعمق الفكري.
وتعود قطع شهيرة من أرشيف الدار، مثل تيشيرت «J’adore Dior» الشهير بتوقيع جون غاليانو؛ لتكون جزءاً من سردية، تتغذَّى من الذاكرة. كما أعيد إحياء تقنيات تطريز مفرغة ومزخرفة، إلى جانب إدخال عناصر مخملية مرصعة باللؤلؤ الباروكي، تضيف بعداً من الرقة والحركة إلى التنانير والفساتين التي تنساب بخفة، متخليةً عن البنية الصلبة للكرينولين الكلاسيكي.
-
استحضار الماضي بملامح الحاضر
حِدَّة ناعمة
برزت في المجموعة تباينات لونية ومادية مدروسة، كالتلاعب بين الأبيض والأسود، وبين الأقمشة الشفافة والخامات الخالية من اللمعان. وقد حازت القمصان الشفافة إعجاباً كبيراً؛ بفضل خفتها وأنوثتها، بينما جسدت المعاطف السوداء - بقصّاتها الدقيقة، والهيكلية - روح القوة والانضباط. وأعادت كيوري تصميم الأكتاف بشكل دائري جديد، يُبرز جمال الجسم بلمسة هندسية ناعمة.
أناقة يومية
ومن خلال دمج المعاطف الواقية من المطر، ضمن الطقم اليومي، تسلط المجموعة الضوء على أهمية الأزياء العملية، التي لا تقلّ شاعرية عن التصاميم الراقية. إنها تفاصيل مستوحاة من الحياة اليومية، تُعيد الموضة إلى جذورها الإنسانية، فتجعل كلَّ لحظة فرصة للتعبير الشخصي.
إن مجموعة «ديور»، هذه، لا تحتفي بالأنوثة كفكرة جامدة، بل كمفهوم متطور، ينبع من استلهام الماضي، ويُصاغ - من جديد - بلغة الحاضر. وعبر مزيج من التقاليد والابتكار، تُقدّم كيوري دعوة مفتوحة إلى كل امرأة؛ لاستخدام الموضة كأداة لتشكيل هويتها، واكتشاف ذاتها، ومقاومة التنميط.