#تحقيقات وحوارات
ياسمين العطار اليوم
تبرز ريم العبود، سائقة السيارات المحترفة وعضو فريق «جي آر السعودية»، التي صنعت لنفسها اسماً لامعاً في عالم «رياضة المحركات»، بإصرار لافت، وشغف متّقد. بدأت العبود مسيرتها من سباقات الكارتينج، واستطاعت - خلال فترة وجيزة - أن تحقق إنجازات نوعية، كان أبرزها فوزها بلقب «رالي جميل»؛ لتكون من أولى السعوديات اللاتي يمثلن المملكة في البطولات المحلية والإقليمية.. التقت «زهرة الخليج» ريم العبود؛ لتروي لنا تفاصيل رحلتها، وتكشف عن رؤيتها لمستقبل رياضة المحركات النسائية في المملكة، والمنطقة.. في هذا الحوار:
-
ريم العبود: أحمل طموح وطني على «المضمار»
حدثينا عن نشأتكِ، وأثرها في تكوين شغفكِ بـ«رياضة المحركات»!
استلهمت شغفي من والدي، الذي كان يعشق السيارات الرياضية، وتعديلها. وبين ستة أبناء، كنت الوحيدة التي استوقفتها أصوات المحركات، وأنواع السيارات المعدلة. إن عام 2018 كان نقطة انطلاقي، حين شاركت في أول بطولة كارتينج للسيدات بالمملكة، بإشراف الكابتن عبدالله باخشب، وبعدها بدأت تدريبي مع الكابتن محمود عابد، وحققت مراكز متقدمة. وبفضل تلك النتائج، تم ترشيحي من الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية؛ للمشاركة في الأكاديمية الخليجية للسائقين الشباب في البحرين، وكان تمثيل وطني الغالي لحظة فخر بالنسبة لي.
مستقبل واعد
ما الشعور الذي انتابك في أولى تجاربك الاحترافية مع «رياضة المحركات»؟
منذ اللحظة الأولى خلف المقود، شعرت بمزيج من الحماسة والتحدي والرغبة في الانطلاق. هذا الشعور دفعني إلى العمل على تطوير أدائي باستمرار. نقطة التحول كانت اختياري، عام 2023، للانضمام إلى فريق «جي آر السعودية»، ضمن خمسة سائقين؛ فقد شعرت حينها بأنني بدأت أولى خطواتي الجادة نحو مستقبل واعد في عالم السباقات.
حتى اليوم.. ما أصعب التحديات التي واجهتكِ في هذه الرياضة؟
الجانب البدني كان من أصعب التحديات؛ فهذه السباقات تتطلب لياقة عالية، وسرعة استجابة فائقة ذهنياً وجسدياً. والحفاظ على هذه الجاهزية يستدعي التزاماً يومياً، وجهداً مضاعفاً.. وهذا ما أعمل عليه باستمرار!
ما اللحظة الفارقة في مسيرتك الرياضية؟
فوزي ببطولة الكارتينج للسيدات كان أول إنجازاتي، لكن الإنجاز الأبرز، كان الفوز بالمركز الأول في «رالي جميل»، أول رالي ملاحي للسيدات في الشرق الأوسط. هذا الفوز رسالة واضحة بأن المرأة السعودية قادرة على المنافسة، ويعكس جوهر (رؤية 2030) في تمكين المواهب الوطنية، وتوسيع آفاق حضور المرأة في القطاعات كافة.
-
ريم العبود: أحمل طموح وطني على «المضمار»
عمل جماعي
حدثينا عن أهم الدروس والرؤى، التي خرجتِ بها في مجالات: القيادة، والعمل ضمن فريق، وتطوير الذات!
تعلمت أن النجاح لا يُبنى بالأداء الفردي، بل بروح الفريق، كما أن التفاهم بين الأعضاء يصنع الفارق. وقد أدركت أن الصبر، والانضباط، والمرونة، عناصر أساسية للنمو في بيئة تنافسية، تتطلب جهداً ذهنياً وبدنياً كبيراً.
ما نصيحتك للفتيات الراغبات في دخول هذا المجال؟
أنصح كل فتاة تملك هذا الشغف بألا تتردد؛ فهذا المجال أصبح مفتوحاً؛ بفضل الدعم الكبير من الجهات الرسمية، والخاصة. والسر يكمن في الثقة بالنفس، والعمل الجاد، والمثابرة؛ فلا مستحيل أمام العزيمة، وكل طموح يمكن تحقيقه بالعمل.
ماذا عن مشاريعكِ القادمة.. وطموحاتكِ؟
أطمح إلى تمثيل المملكة في المزيد من البطولات المحلية والإقليمية، وتحقيق إنجازات تُسهم في رفع اسم بلادي عالياً، بدعم من «جميل لرياضة المحركات». كما أطمح إلى تطوير مساري المهني؛ لأكون مصدر إلهام لفتيات المملكة، والمنطقة؛ لأن المستقبل مليء بالفرص، وأنا على استعداد لاغتنامها بكل شغف!