#مقالات رأي
نسرين فاخر اليوم
التغيير جزء من طبيعة الفصول؛ فكل موسم يحمل معه بداية ونهاية، وتحولًا يفتح أفقًا جديدًا للحياة. غير أنني لطالما رأيت في أكتوبر خصوصية مختلفة؛ فهو شهر يمنحني شعورًا خاصًا بالتأمل، حيث تختلط ألوان أوراقه بنسمات الخريف الهادئة؛ لتذكّرني بأن الجمال لا يزول، بل يتجدد بأشكال متعددة.
هذا الشهر، هو فصل عبور بـ«امتياز»؛ يذكّرنا بأن كل ما يتساقط يفتح أفقًا جديدًا للمعنى.. فالطبيعة التي تغيّر ألوانها، تجعلنا نتأمل أنفسنا، ومراحل حياتنا، من الطفولة إلى الشباب، ثم النضج، حيث تكتمل التجربة بالمعنى والحكمة. وهنا، ندرك أن القوّة الحقيقية ليست في الصخب أو الاندفاع، بل في الوعي بالوقت المناسب، والقدرة على الاختيار الصحيح.
هذا الدرس لا يقتصر على مسيرة الحياة وحدها، بل نراه متجسدًا، أيضًا، في الفنون والموضة؛ حيث يترجم أكتوبر حكمته إلى ألوان أكثر عمقًا ودفئًا. فالأزياء، في هذا الموسم، تصبح أبسط لكنها تكون أكثر أناقة، والتفاصيل الصغيرة تحمل قوة صامتة؛ لتؤكد أن التغيير لا يحتاج إلى ضجيج؛ ليكون جميلًا.
وكذلك، من جماليات هذا الشهر، التي تجعله محبباً إلينا؛ ما نشهده في أبوظبي، حيث تتنوّع الفعاليات والمهرجانات، من السعديات إلى ياس، ومن الكورنيش إلى العين. فالفن والموسيقى يلتقيان بالتراث والحداثة؛ لتتحوّل المدينة إلى لوحة نابضة بالحياة والألوان. وتُضاء الأمسيات بالمعارض والعروض والأنشطة؛ فتفتح أبوابًا واسعة أمام الجمهور، والسياح؛ للاستمتاع بمشهد حضاري متكامل، يجمع بين الجمال والفكر والترفيه. ومع كل مهرجان وحفل، يزداد الحضور حيوية، وتتأكد رسالة المدينة بأنها «مساحة لقاء» بين الثقافات، والإبداعات، من مختلف أنحاء العالم. وهكذا تتحول أبوظبي، في هذا الموسم، إلى مدينة تنبض إبداعاً، فتستقطب الزوار، وتمنح سكانها شعورًا بالانتماء، والفخر بما يتحقق على أرضها من إنجازات ثقافية، وفنية. كما تعزز هذه الفعاليات حضور العاصمة في المشهد العالمي، وتمنح الناس فرصة الالتقاء، ومشاركة لحظات إنسانية تبقى في الذاكرة.
لهذا؛ أرى أكتوبر مختلفًا، فأراه شهرًا للجمال، والاستمتاع؛ والتجدد، واكتشاف كل ما هو جديد وجميل، حيث يلتقي التوازن مع الحكمة، ما يمنحنا فرصة أن نعيش الحياة بعمق أكبر، ومعنى أوضح!