#رياضة
ياسمين العطار اليوم
من برنامج الجوجيتسو المدرسي، إلى منصة الألعاب الآسيوية.. صنعت أسماء الحوسني، لاعبة منتخب الإمارات للجوجيتسو، مسيرة رياضية لافتة، بعدما ساهمت في فتح آفاق جديدة للمرأة الإماراتية بهذه الرياضة القتالية. فهي أول إماراتية تصل إلى نهائي فئة المحترفين في بطولة أبوظبي العالمية للجوجيتسو عام 2024، وأول من تقلدت ذهبية دورة الألعاب الآسيوية 2023. التقتها «زهرة الخليج»؛ لتروي لنا قصة شغفها، وإصرارها، وإنجازاتها التي ترفع علم دولة الإمارات عالياً.. في الحوار التالي:
-
أسماء الحوسني: لاعبات الإمارات سفيرات لقيمنا الأصيلة
كيف بدأت رحلتك في عالم الجوجيتسو، وما الذي جذبك إلى هذه الرياضة؟
بدأت منذ الصف السادس عبر برنامج الجوجيتسو المدرسي، الذي ساهم في نشر اللعبة بين الطلاب. في البداية، كانت مجرد تجربة رياضية، لكن سرعان ما وجدت نفسي مأخوذة بروح التحدي والانضباط، التي تتطلبها هذه اللعبة. لاحقاً، انضممت إلى نادي الظفرة، وشاركت في البطولات المحلية، حتى تم اختياري بالمنتخب الوطني، وكان ذلك بداية مرحلة جديدة نحو الاحتراف، إلى أن انضممت إلى نادي بني ياس.
آفاق أوسع
ما الذي جعل الجوجيتسو تتحول من هواية إلى مسار احترافي؟
كل إنجاز صغير منحني ثقة أكبر؛ فالبطولات المحلية كانت البداية، ثم فتح لي الانتقال إلى المنتخب الوطني آفاقاً أوسع؛ فقد شعرت بأن الرياضة تمنحني منصة؛ لأثبت أن المرأة الإماراتية قادرة على المنافسة.. محلياً، وعالمياً.
ما أبرز إنجازاتك حتى الآن، وما الشعور الذي انتابك عند تحقيقها؟
التأهل لنهائي الحزام البني/ الأسود، في بطولة أبوظبي العالمية للجوجيتسو 2024، كان لحظة فارقة، كأول إماراتية تصل إلى هذه المرحلة. أما ذهبية دورة الألعاب الآسيوية 2023، في هانغتشو، فكانت لحظة آسرة؛ لقد شعرت بالفخر؛ عندما ارتفع العلم الوطني، وصدح النشيد، كان هذا تتويجاً لسنوات من العمل المستمر، والمعسكرات اليومية، والانضباط، والإصرار.
-
أسماء الحوسني: لاعبات الإمارات سفيرات لقيمنا الأصيلة
من الذين كان لهم الدور الأكبر، خلال رحلتك؟
والداي كانا سندي الحقيقي، فوالدتي ترافقني يومياً من المنطقة الغربية إلى أبوظبي دون كلل. كما أن مدربتي لم تكن مجرد مرشدة تقنية، بل صممت استراتيجياتي الرياضية، والشخصية. كما كان لتوجيهات اتحاد الجوجيتسو الإماراتي أثر كبير في صقل مهاراتي العقلية والفنية، وتعليمي التفكير تحت الضغط، والانضباط الذاتي.
رحلة جديدة
ما أهم القيم، التي تعلمتها من «الجوجيتسو»؟
«الجوجيتسو» علمتني دروساً عميقة في الحياة أكثر من كونها مجرد رياضة. فقد غرست بداخلي الصبر، الذي يصبح القوة الخفية لمواجهة الصعاب، والانضباط الذي يحول الطموح إلى إنجازات حقيقية. أما الثقة بالنفس، فهي السلاح الأهم، وبداية كل إنجاز؛ لأنها تمنحك الشجاعة؛ لتخطي أي تحدٍّ مهما كان صعباً. وتعلمت أن القوة ليست فقط في الجسد، بل في العقل والروح، وأن كل هزيمة درس، وكل انتصار بداية لمغامرة جديدة نحو التطور الذاتي. كما أدركت كيف يمكن تحويل الضغوط إلى فرص، واللحظات الصعبة إلى محفز للنمو، ما يجعلني أؤمن بأن المثابرة والوعي الداخلي، هما السبيل لبناء شخصية متكاملة، وناجحة، في مجالات الحياة كافة.
كيف تنظرين إلى تأثير تجربتك ومسيرتك في الشابات الإماراتيات؟
أعتبرها مسؤولية كبيرة، لكنها محفزة. وأؤكد أن الإصرار والعمل الجاد قادران على تحقيق المستحيل. وأقول لكل شابة إماراتية: ثقِي بنفسك، ولا تدعي أي تحدٍّ يمنعك من متابعة أحلامك.
-
أسماء الحوسني: لاعبات الإمارات سفيرات لقيمنا الأصيلة
ما رؤيتك لمكانة المرأة الإماراتية الرياضية، اليوم؟
بكل فخر، نحظى - في وطننا الحبيب - بكوكبة من اللاعبات، اللاتي أصبحن سفيرات لقيم: التفاني والانضباط والتميز، بعدما جمعن بين القيم والمبادئ الوطنية، والإنجازات العالمية المشرفة. كما أن المرأة الإماراتية أثبتت جدارتها بمختلف المجالات، والرياضة ليست استثناءً. فحضورنا في الرياضة القتالية ليس مجرد إنجاز فردي، بل رسالة مفادها أن القيادة الرشيدة تُمكّن المرأة؛ لتعكس صورة وطن، قدم نموذجاً عالمياً في دعم وتمكين المرأة.
ما طموحاتك المستقبلية؟
طموحي الحصول على الحزام الأسود عالمياً، والمنافسة في بطولات: (IBJJF)، وجراند سلام العالمية، بالإضافة إلى تأسيس أكاديمية للفتيات في الإمارات، تجمع بين التدريب الرياضي، والتوجيه التربوي؛ لبناء شخصيات قوية وواثقة ومسؤولة. أما على الصعيد العملي، فأطمح إلى الحصول على درجتَي الماجستير والدكتوراه، بعدما حصلت على البكالوريوس في «الهندسة الميكانيكية».
كلمة لكل من يطمح إلى دخول عالم الرياضة!
لا تتوقفوا عند حدود الخوف أو الشك؛ فالرياضة رحلة لاكتشاف الذات. اتبعوا شغفكم، وثقوا بقدراتكم، واعلموا أن الإصرار، والعمل الجاد، قادران على جعل أي حلم حقيقة.