مجموعة «STELLA MCCARTNEY 2026».. الأناقة تندمج مع الوعي

#عروض أزياء

سارة سمير اليوم

في قلب العمارة الفنية لمركز بومبيدو بباريس، قدمت ستيلا مكارتني مجموعتها لربيع وصيف 2026، في عرض جسّد إبداعها المتجدد، وأكد التزامها العميق بالاستدامة والابتكار والمسؤولية الأخلاقية في عالم الأزياء الفاخرة. ومع اتجاه أنظار صناع الموضة نحو العاصمة الفرنسية، جاء عرض مكارتني ليلفت الانتباه بجمالياته الفريدة، ورسائله الأخلاقية الجريئة، حيث افتُتح بمشاركة الممثلة هيلين ميرين، التي قرأت كلمات أغنية البيتلز «Come Together»، في دعوة رمزية إلى الوحدة، وتأكيد على الإرث الثقافي للدار.

«Fevvers». بديل لريش الحيوانات:

احتفت مجموعة ربيع وصيف 2026 برؤية ستيلا مكارتني، التي تمزج الموضة بالالتزام البيئي، حيث كشفت للمرة الأولى عن ابتكار «Fevvers»، وهو بديل نباتي للريش، خالٍ تمامًا من أي مكوّنات حيوانية. وقد تجلى هذا الابتكار في ثلاثة فساتين ختامية لافتة، تميّزت بحركة انسيابية وفخامة لامعة، من دون المساس بصفاء عالم الحيوان. وبهذا الإنجاز، عززت مكارتني رسالتها المتكررة: أن الموضة الراقية، والمسؤولية الأخلاقية، يمكن أن تلتقيا في انسجام. وجاءت التشكيلة متنقلة بمرونة بين التناقضات، من البدلات القوية إلى الدرابيه الأنثوية، ومن الخطوط الحادة إلى القصات الانسيابية، في مزيج جمع بين القوة والرومانسية.

تصاميم عصرية بطابع دراماتيكي:

جاءت السترات بأكتاف جريئة، وقصات جانبية منحتها اتساعًا مميزًا، وانسيابية فضفاضة، فيما تميّزت قمصان الببلوم، المبالغ فيها فوق بناطيل الجينز العملية، بلمسة عصرية لافتة. أما أزياء السهرة، فاتخذت طابعًا دراماتيكيًا نحتيًا. وأضفى الترتر، القابل للتحلل الحيوي، بريقًا عصريًا على القطع غير الرسمية، حيث زيّن سراويل الجينز الواسعة، والبنطلونات الرياضية مع قمصان فضفاضة. كما تمازجت ألوان الباستيل الناعمة مع الدرجات الترابية الهادئة، لتبرز نعومة الأقمشة المستدامة، مثل: الرافيا، والجينز المُعاد تدويره، والقطن العضوي، في تركيز على الملمس بدلاً من المبالغة في التفاصيل. وحتى الإكسسوارات حافظت على نهج الاستدامة، إذ صيغت من مواد مُعاد استخدامها في تصاميم متعددة الطبقات ومعبرة. وقد خطفت الأحذية السوداء ذات الكعب المربع الأنظار بخياطتها المتقنة، فيما برزت الحقائب المزينة بالشراشيب كإحدى أبرز صيحات العام المقبل، لتفرض الشراشيب حضورها الجريء، في الأزياء، أو الإكسسوارات.

98 % من المواد المستخدمة.. مستدامة:

لم تقتصر جاذبية مجموعة ستيلا مكارتني على جمالياتها البصرية فحسب، بل عززتها، أيضًا، أرقام لافتة؛ إذ صُممت 98% من قطعها من مواد مستدامة، وخالية تمامًا من القسوة على الكائنات الحية. وفي قطاع لطالما وُجهت إليه الانتقادات بتهمة «الغسل الأخضر»، والممارسات الدعائية، منحت هذه الأرقام، مدعومة بسجل مكارتني الطويل في هذا المجال، مصداقية نادرة للمجموعة. وكجزء من مبادرات الاستدامة، التي تتبناها مجموعة «LVMH»، يواصل عمل مكارتني تحدي صناعة الرفاهية من الداخل، فارضًا تأثيرًا ملموسًا. ومن أبرز ما جذب الانتباه، أيضًا، استخدام قماش «PURETECH»، وهو نوع مبتكر من الدنيم، يُقال: إنه يمتلك قدرة على تنقية الهواء، وقد ظهر في تصاميم لافتة، مثل: سروال جينز أزرق فاتح، وآخر داكن.