#منوعات
زهرة الخليج - الأردن اليوم
يصيب مرض «طيف التوحد» بعض الأطفال لأسباب مختلفة من بينها: عوامل الوراثة، إن كان في عائلة الأب أو الأم شخص مصاب بهذا المرض، أو بسبب التغيرات الدماغية ووظائفها التي تصيب الطفل عند الولادة، أو لمجموعة من العوامل البيئية المحيطة بحياة الوالدين، وهي نسبة قليلة جداً.
والتعريف العلمي لمرض «طيف التوحد»: أنه اضطراب نمائي، يؤثر في التواصل والتفاعل الاجتماعي والتصرفات، ومنها: صعوبات التواصل اللفظي وغير اللفظي مع محيط الطفل، فضلاً عن صعوبة التفاعل الاجتماعي، والتصرفات المتكررة غير المفهومة.
-
«طفل التوحد».. هل يفكر فعلاً خارج الصندوق؟
ولا تعني ولادة طفل مصاب بـ«طيف التوحد» عدم القدرة على اندماجه بالمجتمع، إذ يمكن في حال متابعته بالعلاج دمجه تدريجياً في المجتمع مع الأخذ بعين الاعتبار حاجته للانتباه والرعاية والملاحظة، بصورة خاصة.
وكدليل على إمكانية دمج المصابين بمرض «طيف التوحد» بالمجتمع، بل ونجاحهم في تحقيق نجاحات كبيرة بمختلف المجالات، إذا تم دعمهم وتقديم الفرص المناسبة لهم، نذكر نماذج لشخصيات عالمية معروفة، حققت إنجازات كبيرة في مجالها، مثل فولفغانغ أماديوس موزارت، الملحن الموسيقي العبقري، الذي كان مصاباً بالتوحد، بسبب اهتمامه الشديد بالموسيقى وتكراره للحركات، إلا أنه ألف عشرات المقطوعات الموسيقية التي حققت له شهرة كبيرة حول العالم.
وكذلك الفنان فنسنت فان غوخ، الذي كان مصاباً بهذا المرض، لكن لوحاته الفنية تحقق ملايين الدولارات عند بيعها في المزادات العالمية، كذلك بيل غيتس، مؤسس شركة «مايكروسوفت»، أعلن بنفسه عن إصابته بطيف التوحد، واهتمامه بالبرمجة، وكذلك الملياردير إيلون ماسك، الذي أعلن عن إصابته بطيف التوحد، واهتمامه بالتكنولوجيا.
لذا، يجد خبراء الصحة، في موقع «مايو كلينك»، أن «طفل التوحد»؛ إذا وجد الرعاية والاهتمام، وتنمية الموهبة التي يجد نفسه بها، يمكن أن يحقق إنجازات قد تصل لدرجة الإعجاز، كونه يفكر خارج الصندوق، لسببين: الأول: تركيزه الشديد على شيء واحد فقط، ما يجعله يسبق أقرانه الذين يتشتتون بين عدة أشياء. والثاني: رؤيته - بقدراته العقلية - وجهات نظر تختلف عن الآخرين؛ لتركيزه الشديد وتفكيره الدائم بموضوع واحد يجذب اهتمامه.
-
«طفل التوحد».. هل يفكر فعلاً خارج الصندوق؟
لكن.. ما علاقة طفل طيف التوحد بالفضاء؟
يعد الفضاء موضوعاً مثالياً قد يجذب اهتمام الطفل المصاب بطيف التوحد، ويزداد الشغف لديه بسبب وضوح القوانين، كون الفضاء يخضع لقوانين فيزيائية دقيقة، وهذا يتماشى مع ميول أطفال التوحد للنظام والترتيب. فضلاً عن كون الفضاء عالماً واسعاً وغامضاً، يتيح مساحة كبيرة للخيال والاستكشاف، عدا أن الأجرام السماوية والرسوم الكونية تثير فضولهم، وتمنحهم مادة بصرية جاذبة.
واللافت وجود أن بعضاً من أبرز العلماء مصابون بمرض «طيف التوحد»، ومنهم:
- نيكولا تيسلا: مخترع ومهندس كهربائي مشهور، يُعتقد أنه مصاب بالتوحد بسبب سلوكه الانطوائي، واهتمامه الشديد بالعلوم والتكنولوجيا.
- هنري كافنديش: عالم كيمياء وفيزياء مشهور، يُعتقد أنه مصاب بالتوحد بسبب صعوباته في التواصل الاجتماعي وتفضيله العمل بمفرده.
- ساتوشي تاجيري: مبتكر سلسلة ألعاب البوكيمون الشهيرة، مصاب بالتوحد، واستخدم اهتمامه بالحشرات والألعاب لإنشاء عالم البوكيمون.
- داروين: عالم طبيعة وجيولوجي بريطاني، يُعتقد أنه مصاب بالتوحد بسبب صعوباته في التواصل الاجتماعي واهتمامه بالتفاصيل.
- باربرا مكلينتوك: عالمة وراثة أميركية، حصلت على جائزة «نوبل» في الطب، وكانت مصابة بالتوحد، واستخدمت قدراتها الفريدة في التركيز والبحث العلمي.