تفاصيل عربية ولمسات إبداعية في اليوم الرابع من أسبوع الأزياء بالرياض
#إطلالات
سارة سمير اليوم
حفل اليوم الرابع، من أسبوع الأزياء في الرياض 2025، بالعديد من الفعاليات المُبهرة، التي جذبت أنظار محبات الموضة في جميع أنحاء العالم، إذ أطلقت علامات عدة مجموعاتها الأنيقة وسط عروض مميزة.. في ما يلي أبرز المجموعات، التي أشعلت مدرج أسبوع الأزياء في الرياض.
«RBA».. تجسيد اللغة العالمية للموضة:
في اليوم الرابع من أسبوع الأزياء بالرياض، لفتت علامة «RBA» الأنظار بعرض مميز، أعاد تعريف مفهوم الأزياء الجاهزة من منظور شمولي وفني، فمنذ انطلاقتها في نيويورك عام 2017، عرفت العلامة بأسلوبها الخاص، الذي يجمع بين الحداثة والهوية، وبين الاستدامة والتنوع، لتصبح «RBA» أكثر من مجرد دار أزياء، بل منصة تُعبر عن قصص متعددة الثقافات من خلال التصميم.
المجموعة، التي قدمتها العلامة في الرياض، أشبه برحلة بصرية تجسد «اللغة العالمية للموضة»، حيث بدت كل قطعة كأنها رسالة بصرية تحتفي بالشمولية والتعبير الفردي، وجاءت للرجال والنساء معاً، حيث برزت قطع تتميز بخطوطها الواضحة وتفاصيلها المدروسة، مع لمسات تعبر عن التراث من دون أن تقع في النمطية.
ومن أبرز ما لفت الانتباه المعطف الطويل المزود بغطاء رأس بلونه البني الترابي، ونقوشه الرمزية المتكررة، كقطعة تجمع بين الدراما والبساطة، وتستحضر روح الصحراء وأزياء البدو التقليدية، في قالب معاصر يعبّر عن الجذور بلمسة عصرية.
View this post on Instagram
«هندام».. الثقافة الحجازية بأسلوب عصري:
خطفت علامة «هندام Hindamme» الأنظار بمجموعة مستوحاة من الحجاز، ليس فقط من حيث الشكل، بل من خلال المزاج والهوية، في تجربة بصرية شاعرية وابتكارية دفعت الجمهور إلى التأمل.
وقبل العرض، أثارت الدار الفضول عبر منشور على «إنستغرام»، جاء فيه: «الحجاز كيف ما ينقال.. هو المزاج، هو الجمال، هو الخيال»، عبارة تلخص رؤية المصمم في مزج التراث الحجازي الغني برؤى تصميمية مستقبلية، وكانت بالفعل بمثابة إعلان عن مجموعة تقدم نوستالجيا وتأملاً معاصراً في الجماليات الثقافية.
وعلى منصة العرض، تجلى هذا المزج الفريد من خلال جاكيتات جلدية بلمسة لامعة، وزخارف دقيقة، مستوحاة من النقوش التقليدية، إلى جانب قطع أخرى تحمل طبعات الحمار الوحشي وغطاء رأس، لتظهر كأنها جسور تربط بين الحجاز المحلي والعالمية، حيث جاءت مجموعة «هندام» كأنها قصيدة مرئية تعبر عن الحنين والابتكار معاً، مؤكدة أن التراث لا يجب أن يُستعاد بحرفيته، بل يعاد تخيله ليحاكي روح العصر.
View this post on Instagram
«Mirai».. «المستقبل» بلمسة سعودية:
قدمت علامة «ميراي Mirai» عرضاً لافتاً جمع بين الجرأة والرؤية المستقبلية، مستلهماً جوهره من الأزياء التقليدية السعودية، ولكن من زاوية حداثية تعبر عن تطلعات جديدة للموضة المحلية. وتميزت المجموعة ببليزرات كلاسيكية وسراويل واسعة مستوحاة من الزي الرجالي السعودي، لكن مع إعادة تفسير ذكية، حيث برزت القصات الجريئة، واستخدام الأقمشة اللامعة والخامات الخفيفة كالكتان والصوف الصيفي، ما أضفى طابعاً تجريبياً عصرياً على الإطلالات.
وقد تم تنسيق القطع مع قمصان بيضاء وربطات عنق دقيقة، في توازن مدروس بين الأناقة الكلاسيكية واللمسة المستقبلية، لكن المفاجأة الأبرز كانت في التفاصيل؛ حيث كتبت كلمة «المستقبل» باللغة العربية على بعض المعاطف والسترات، ليس كزخرفة عابرة، بل كجزء جوهري من التصميم. والخط العربي، هنا، جاء كرسالة رمزية أكدت ارتباط العلامة بجذورها الثقافية، وسعيها إلى دفع الهوية السعودية نحو أفق عالمي، دون أن تفقد أصالتها.
View this post on Instagram
«نبيلة ناظر».. قصيدة للمرأة العصرية:
أذهلت المصممة، نبيلة ناظر، الجميع بمجموعة آسرة تحتفي بالمرأة العصرية، تلك التي تمضي قدماً بثبات وأناقة، متجاوزة حدود السكون نحو الحركة، ومن التأمل إلى التأثير. وجاءت المجموعة كرحلة بصرية تروى عبر الألوان؛ حيث تبدأ من الأبيض النقي والبيج الهادئ، ثم تنتقل تدريجياً إلى درجات النحاس والبرتقالي ثم الأحمر، في سرد بصري يعكس تحوّل الحالة الأنثوية من الصفاء إلى القوة، ومن الهدوء إلى الجرأة.
إن كل قطعة في العرض بدت كأنها تعبير عن طاقة داخلية تنساب برشاقة، بتصاميم أنثوية راقية تجسد التوازن بين النبل والجرأة، وبين الرقة والحضور القوي، بالإضافة إلى أن القصات كانت مدروسة بعناية، وانسيابية الخامات أضفت على المجموعة طابعاً خالداً لا يرتبط بزمن، بل بحالة شعورية عميقة.
View this post on Instagram