«وياكم».. أمسية تحتفي بالمرأة المنتصرة بالأمل والأناقة
#منوعات
زهرة الخليج اليوم
في أجواءٍ مفعمة بالعزيمة والأمل، نُظمت في نادي الفرسان، بمدينة خليفة يوم 28 أكتوبر، الأمسية الخاصة بالنسخة الثالثة من مبادرة «وياكم»، التي تُقام دعمًا لمحاربات السرطان، برعاية الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية. وتحتفي الفعالية بالمرأة الإماراتية، ومكانتها، ودورها الملهم في مواجهة التحديات، مؤكدة أن القوة الحقيقية تولد من رحم المعاناة، وأن الأمل أجمل أشكال المقاومة.
وتضمّنت الأمسية إطلاق مبادرة «هي أنيقة»، التي تجسّد فكرة التمكين من خلال الأناقة الواعية، وتُعيد تعريف الجمال بوصفه أسلوب حياة متوازناً، يجمع بين الصحة والاستدامة والوعي. وخلال الفعالية، تجوّل الحضور في معرض «عطايا الأناقة»، حيث تم عرض منتجات من تصميم سيدات إماراتيات مبدعات، ومشاريع مجتمعية رائدة في مجالات التصميم والموضة الهادفة. وتميّزت الأجواء بالدفء، والتفاعل الإنساني، حيث اجتمعت الأناقة مع الرسالة، والفن مع العطاء.
وجاءت الكلمة الافتتاحية للشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان؛ لتمنح الأمسية بُعْدَها الإنساني العميق.. وفي كلمتها المؤثرة، قالت: «نقفُ، اليومَ، تحتَ مظلةٍ من اللونِ الورديِّ، وهوَ ما يمثلُ رمزاً استثنائياً للعزيمةِ والإصرارِ والتحدي، أنَّهُ يومُ إعلانٍ عنْ إرادةِ المرأةِ المنتصرةِ على أعقدِ التحدياتِ، فنحنُ هنا كيْ لا نتذكرَ الألمَ، بلْ لنشهد على قوةِ المرأةِ في مواجهةِ تجربةٍ ثقيلةٍ». وتابعت: «أوجهُ التحيةَ إلى بطلاتِنا اللواتي نكرمُهن اليومَ، وأقولُ لهنَّ: أنتنَّ لستنَّ مجردَ متعافياتٍ منْ سرطانِ الثديِ، بلْ أنتنَّ معلماتٌ، تعلمنَ الجميعَ كيفَ يمكنُ أنْ تكونَ روحُ التحدي، وقوةُ المقاومةِ لواحدةٍ منْ أشرسِ المعاركِ، التي يخوضُها الإنسانُ، وهيَ معركةُ الجسدِ معَ نفسِهِ، لقدْ حولتنَّ المرضَ منْ نقطةِ ضعفٍ إلى نقطةِ انطلاقٍ نحوِ مستقبلٍ أفضلَ».
-
«وياكم».. أمسية تحتفي بالمرأة المنتصرة بالأمل والأناقة
وأضافت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان: «أنَّ جوهرَ اليومِ الورديّ ليسَ طبياً فقط، بلْ هوَ مشروعٌ إنسانيٌّ عميقٌ، هوَ إثباتُ أنَّ المجتمعَ - بتكاتفِ أفرادِهِ - قادرٌ على مواجهةِ تحدياتِهِ؛ مهما كانت صعوبتُها، حيثُ يجبُ أنْ ندركَ، جميعاً، أنَّ دعمَ مريضاتِ سرطانِ الثدي هوَ واجبٌ اجتماعيٌّ لا يقلُّ أهميةً عنْ العلاجِ الطبيِّ؛ فالدعمُ النفسيُّ، والاحتواءُ الأسريُّ والمساندةُ المجتمعيةُ؛ أرضٌ خصبةٌ نزرعُ فيها بذورَ الأملِ».
وأعربت الشيخة الدكتورة شما عن سعادتها بإطلاق مبادرةٍ «هيَ أنيقةٌ»، التي تجسدُ فلسفةَ التقاءِ الاستدامةِ معَ الأناقةِ والصحةِ، وتعيدُ تعريفَ الأنوثةِ المنتصرةِ، وتعبرُ عنْ تمكينِ المرأةِ؛ لتعيشَ بأناقةٍ ذاتِ هدفٍ، وتصبحَ قائدةً واعيةً ومستدامةً منْ أجلِ ذاتِها والمجتمعِ. وختمت كلمتها بدعوة مؤثرة قالت فيها: «رسالتِي للجميعِ لا تتركوا إنساناً يصارعُ المرضَ وحدهُ في الظلِّ، افتحوا أبوابَ الحوارِ.. دعونا نكسر حاجزَ الخوفِ، ونعمق الوعيَ المجتمعيَّ القادرَ على التعاملِ معَ تحدي هذا المرضِ. اليومَ نحنُ نقفُ معاً لنعلنَ ميثاقاً، وعهداً بأنَّ كلَّ امرأةٍ هيَ كنزٌ لا يقدرُ بثمنٍ، وأنَّ صحتَها هيَ جزءٌ منْ أمنِنا المجتمعيِّ. ولْنقرَ بأنَّ إرادةَ كلِّ امرأةٍ في مواجهةِ المرضِ لا تقلُّ فاعليةً عنْ المواجهةِ بالأدويةِ والطبِّ. لِنغادرَ القاعةَ، وكلٌّ منا يحملُ شريطاً وردياً في قلبِهِ، قبلَ أنْ يحملَهُ على كتفِهِ؛ لنؤكدَ أنَّ هذا اللونَ الرقيقَ ما هوَ إلا رمزٌ لقوةِ تحدي المرأةِ، ونورِ الأملِ الذي استطاعت البطلاتُ، اللاتي معنا اليومَ، أنْ يثبتنَ لنا أنَّ الإرادةَ هيَ سرُّ الأملِ».
وتخلّل الحفل تكريم عدد من السيدات المتعافيات من سرطان الثدي؛ تقديرًا لشجاعتهن، وإصرارهن على الحياة. كما شمل البرنامج جلسات حوارية توعوية، إضافة إلى معرض لرواد الأعمال الصغار. وتميزت النسخة الثالثة من مبادرة «وياكم» بأنها لم تكتفِ بالتوعية بالمرض، بل جعلت من التكاتف الإنساني رسالةً وطنية، ومن الأنوثة عنوانًا للقوة لا للهشاشة. فقد جاءت هذه المبادرة؛ لتؤكد أن الصحة جزء من أمن المجتمع، وأن تمكين المرأة يبدأ من تمكينها من العناية بنفسها، وبجسدها، وكرامتها الإنسانية.