«الهدوء المنزلي».. اتجاه جديد لتنظيم المنزل يعيد التوازن إلى الفوضى
#نصائح وخبرات
زهرة الخليج - الأردن اليوم
في السنوات الأخيرة، لم تعد فكرة ترتيب المنزل تقتصر على التنظيم المادي للأغراض، بل تحوّلت إلى رحلةٍ داخليةٍ نحو الهدوء الذهني والانسجام الحسي.
من «الديتوكس المنزلي» إلى «فنّ التبسيط»، تنبثق من عالم التصميم الداخلي فلسفاتٌ جديدة تُعيد تعريف علاقتنا بالأشياء. أحدث هذه الفلسفات تُعرف باسم «تهدئة المنزل»، وهي أكثر من مجرد أسلوبٍ للترتيب، إنها طريقةٌ لإسكات الضوضاء البصرية التي تحيط بنا واستعادة صفاء المساحات.
-
«الهدوء المنزلي».. اتجاه جديد لتنظيم المنزل يعيد التوازن إلى الفوضى
ما معنى «تهدئة المنزل»؟
تعتمد فلسفة تهدئة المنزل على مبدأٍ بسيطٍ وعميقٍ في الوقت نفسه: أفرغي المكان تمامًا، دَعيه يتنفّس، ثم أعيدي إليه فقط ما يمنحه الحياة.
يُقترح أن تبدأ العملية بتفريغ المساحة المختارة من جميع الأغراض غير الأساسية، حتى تصبح خاليةً تمامًا. تُترك الغرفة أو الزاوية لمدة 24 ساعة صامتة، بلا ديكور، ولا قطع أثاث صغيرة، ولا حتى الكتب أو الشموع التي تملأ الطاولات عادةً.
تُمثّل هذه الساعات استراحةً للمكان، تسمح له باستعادة هدوئه الطبيعي، وتمنحكِ بدوركِ فرصةً للتفكير في الأغراض التي تستحق فعلًا أن تبقى. إنه نوعٌ من الترتيب العكسي؛ فبدلًا من أن تسألي نفسكِ: «ما الذي يجب أن أتخلّص منه؟» تسألين: «ما الذي يستحق أن يعود؟»
يشبه هذا النهج الضغطَ على زرّ إعادة التشغيل، ولكن بطريقةٍ واعيةٍ ومدروسة. والنتيجة ليست مجرد مساحةٍ نظيفة، بل مساحةٌ متجدّدة الطاقة ومتوازنة بصريًا.
خطوات تطبيق أسلوب «تهدئة المنزل»
1. ابدئي من مساحةٍ صغيرةٍ وواضحة المعالم:
تفريغ غرفةٍ بأكملها قد يبدو أمرًا مرهقًا، لذا ينصح الخبراء بالبدء بمساحةٍ محدودة: طاولة القهوة، أو خزانة صغيرة، أو حتى سطح المكتب.
2. أنشئي منطقة «انتظارٍ مؤقتة» للأغراض:
ضعي كل ما أزلتِه من المكان في زاوية محددة أو غرفة جانبية. قد تبدو هذه المرحلة وكأنها نقلٌ للفوضى إلى مكانٍ آخر، لكنها في الواقع جزءٌ من التجربة النفسية.
حين تُخرجين الأشياء من سياقها المعتاد، تنظرين إليها بعينٍ جديدة. قطعة الملابس التي كنتِ تحتفظين بها بدافع العادة فقط قد تبدو مختلفة تمامًا عندما تُوضع في كومةٍ بعيدةٍ عن مكانها المعتاد.
هذه المرحلة تمنح العقل مساحةً للتفكير والتمييز، وتفتح الباب أمام قراراتٍ أكثر وعيًا.
-
«الهدوء المنزلي».. اتجاه جديد لتنظيم المنزل يعيد التوازن إلى الفوضى
3. راقبي الإحساس بالمكان أثناء سكونه:
بعد تفريغ المساحة، خذي لحظةً للتأمل. التقطي صورًا قبل وبعد، ولاحظي الضوء والهواء وحتى الصوت داخل الغرفة. أثناء فترة الصمت، حاولي الشعور بالمكان كما لو كنتِ تزورينه للمرة الأولى.
هل يبعث على الراحة؟ هل يفتح النفس؟ أعيدي فقط ما يحمل قيمةً أو وظيفةً واضحة. وعند إعادة الأغراض، طبّقي قاعدةً بسيطة:
هل كنتِ ستشترين هذا الغرض اليوم لو لم تكوني تملكينه؟
إن كانت الإجابة «لا»، فلا داعي لعودته.
4. تخلّصي فورًا مما لم يعد له مكان:
ما تبقّى من أغراضٍ، سواء كتبٌ مهملة، أو أدواتٌ قديمة، أو ديكوراتٌ فقدت معناها، يجب التصرّف بها فورًا: تبرّعي بها، أعيدي تدويرها، أو خزّنيها مؤقتًا حتى اتخاذ القرار النهائي.
كل شيءٍ بلا موضع هو طاقةٌ راكدة في المكان. لا تتركي الفوضى تنتظر قراركِ، بل اتخذي القرار أنتِ.