تاج كيت ميدلتون حديث الساعة.. فما قصته؟
سارة سمير اليوم
خطفَت أميرة ويلز، كيت ميدلتون، الأضواء في أحدث ظهور ملكي لها، حيث قدمت إطلالة عصرية غاية في الرقي، وأضافت إليها لمسة تاريخية فاخرة، فكانت محور أحاديث الموضة لأيام متتالية: تاج «Oriental Circlet Tiara» العريق، الذي يعود إلى الملكة فيكتوريا. وقد أضاف التاج، الذي يمثل عمقاً تاريخياً، وفخامة وتميزاً استثنائياً إلى مظهرها، إذ اختارت ميدلتون فستاناً باللون الأزرق الفاتح (Baby Blue) من توقيع المصممة المبدعة Jenny Packham. وأكملت إطلالتها بمكياج ناعم، يرتكز على تدرجات وردية خفيفة، مع تطبيق لمسة من ظلال الجفون السموكي، التي عززت جاذبية عينيها. أما تسريحة شعرها، فقد تركت خصلات شعرها المموجة تنسدل بأناقة على كتفيها، متوجةً إياها بالتاج الساحر، الذي جمع بين الأناقة المعاصرة، وعراقة التاريخ الملكي.
-
تاج كيت ميدلتون حديث الساعة.. فما قصته؟
لمحة عن تاريخ تاج «Oriental Circlet Tiara»:
يعد تاج «Oriental Circlet Tiara»، الذي يُطلق عليه أحياناً «التاج الهندي»، من أكثر القطع لفتاً للانتباه من الناحية البصرية، وتعدداً في الرموز بمجموعة المجوهرات الملكية البريطانية؛ فهو أكثر من مجرد حلية من الألماس والياقوت، فهو يجسد تفاعلاً معقداً بين الإمبراطورية، والجماليات الثقافية المتداخلة، والحب الأسري، والذوق الشخصي، عاكساً بذلك أكثر من قرن ونصف من التاريخ الملكي.
-
تاج كيت ميدلتون حديث الساعة.. فما قصته؟
تبدأ قصة «التاج» عام 1853، عندما صمم الأمير ألبرت، المعروف بذوقه الفني وشغفه المعماري عن طريق دار «Garrard»، قطعة جديدة للملكة فيكتوريا، وجمع مفهومه بين الحرفية الأوروبية، والزخارف المستوحاة من أنماط وصور جنوب آسيا، التي كانت آنذاك تحت الحكم الإمبراطوري البريطاني.
كان التصميم مختلفاً تماماً عن أي شيء في المجموعة الملكية بذلك الوقت، فهو دائرة جريئة تتميز بأقواس على شكل زهور لوتس، متأثرة بالثقافة المغولية، وزخارف ملفوفة تُذكرنا بالزخارف الهندية.
كان هذا «التاج» - المرصع في الأصل بالأوبال، حجر ألبرت الكريم المفضل، والمرصع بمئات الألماسات - رمزاً لمودة عميقة، وانطلاقاً جمالياً من أشكال التيجان الأوروبية التقليدية، وكان الهدف منه تكريم الآفاق الواسعة لإمبراطورية تمتد عبر القارات، وهي لفتة فنية تعتبر، اليوم، رمزاً لافتتان العصر الفيكتوري بالعالم الأوسع.
بعد وفاة الملكة فيكتوريا، انتقل التاج إلى الملكة ألكسندرا، التي كانت لها آراؤها الراسخة حول الأحجار الكريمة؛ فلاعتقادها أن الأوبال يجلب الحظ السيئ، استبدلته بالياقوت البورمي، ما زاد جمال «التاج» بشكل كبير، وتوافق مع ذوق العصر الإدواردي السائد في تباين الألوان الزاهية. ويمثل هذا التحول أحد أهم استبدالات الأحجار الكريمة في تاريخ المجوهرات الملكية، إذ لم يغير مظهر «التاج» فحسب، بل غيّر ارتباطاته الرمزية؛ من أوبال ألبرت العاطفي، إلى القوة الملكية النارية للياقوت.
وفي عام 1937، عندما اعتلى الملك جورج السادس العرش، كانت الملكة إليزابيث الجديدة ترتدي تيجاناً صغيرة نسبياً. وعلى الرغم من حصولها على تاج الملكة ماري ذي الشراشيب، إلا أن معظم المجوهرات الملكية البارزة كانت لا تزال ملكاً للملكة ماري، وكانت جزءاً من مجموعتها الشخصية. في ذلك الوقت، خرج تاج الدائرة الشرقية من الخزنة، واعتبر تاجاً فخماً مناسباً للملكة الإمبراطورة، حيث تم ارتداؤه لأول مرة في محكمة العرض المبتدئة بقصر بكنغهام في مايو 1937، قبل أيام قليلة من تتويج الملك. وبعد ذلك، تم ارتداء التاج، أيضاً، عندما لوّح الزوجان الملكيان للحشود من شرفة القصر. لاحقاً، أُخذ التاج الشرقي في زيارة دولة إلى فرنسا عام 1938، وتم ارتداؤه خلال جولة في كندا عام 1939.
-
بعد وفاة الملكة فيكتوريا، انتقل التاج إلى الملكة ألكسندرا ومن ثم إلى الملكة إلأم وبعدها الملكة إليزابيث
ورغم أن التاج الشرقي لافت للنظر، وله أهمية تاريخية، إلا أنه ليس من أكثر التيجان الملكية ارتداءً، فقد أحبته الملكة إليزابيث الأم بشدة، خاصة بعد حصولها عليه أوائل القرن العشرين. وأصبح من قطعها المميزة، وكانت تُقرنه بمجموعة «غرينفيل» من الياقوت، فبالنسبة لها كان للتاج وزن عاطفي: رابط بالملكة فيكتوريا، والإرث الرومانسي لحرفية الأمير ألبرت.
بعد وفاة الملكة الأم عام 2002، ورثت الملكة إليزابيث الثانية «التاج»، ولم تكن ترتديه إلا نادراً. وربما كان استخدامها المحدود يعكس تفضيلها قطعاً أخرى، أو شعوراً بالاحترام لارتباط «التاج» القوي بوالدتها. ومع ذلك، فإن ظهوره العرضي يؤكد استمرارية الهوية الملكية، من خلال المجوهرات؛ بقطع تدوم أكثر من الأفراد، وتحمل قصصهم في طياتها.