مشاهير مصابون بـ«التصلّب المتعدّد».. فماذا قالوا عن تجربتهم مع «المرض»؟
#مشاهير العالم
زهرة الخليج - الأردن اليوم
«التصلّب المتعدد» اضطراب مناعي يهاجم فيه الجهاز المناعي خلايا سليمة بدل حماية الجسم، ليتحوّل إلى معركة يومية غير مرئية. وبينما يعيش كثيرون التجربة بصمت، اختار عدد من المشاهير أن يستخدموا منصّاتهم للتوعية، وكسر وصمة هذا المرض المزمن.
من الألم الشديد إلى إعادة اكتشاف البساطة، هذه شهادات تسعة نجوم عن رحلتهم التي عاشوها بخوف، وصدمة، وألم، ثم قبول ومحاولة عيش حياة طبيعية، رغم كل شيء.
كريستينا آبلغيت.. حين يصبح الألم جزءاً من الحياة اليومية:
-
مشاهير مصابون بـ«التصلّب المتعدّد».. فماذا قالوا عن تجربتهم مع «المرض»؟
نجمة «Dead to Me» تلقت تشخيص «التصلّب المتعدد»، عام 2021، بعد سلسلة طويلة من تحدياتها الصحية، بينها علاج سرطان الثدي. لم تُخفِ كريستينا شيئاً عن معاناتها، وتصف يومها بأنه محكوم بـ«آلام حادة، وخانقة». كانت كريستينا آبلغيت تعيش مرحلة دقيقة من حياتها؛ حين بدأت أعراض «التصلّب المتعدّد» تتسلل إليها بهدوء. تلك العلامات تبدو في البداية «عابرة»، لكنها في الحقيقة تُنذر بتغيّر عميق في الجسد.
وقد شعرت لفترة بأن توازنها لم يعد كما كان، وبخدر خفيف في أطرافها، ثم بدأت هذه الإشارات تتطور وتزداد وضوحاً، إلى أن وجدت نفسها أمام واقع جديد يفرض عليها التكيّف معه يوماً بعد يوم. وبمرور الوقت، أصبحت الحركة أكثر صعوبة، وصار الاعتماد على العصا جزءاً من يومها، كما اكتسبت وزناً إضافياً نتيجة الأدوية ونمط الحياة الذي تغيّر بالكامل. كانت تصف هذه المرحلة بأنها خسارة لنمط حياة قديم، لنسخة كانت أسرع وحرّة وأكثر قدرة على القيام بأبسط التفاصيل دون تفكير. ومع ذلك، لم تتعامل مع حالتها كقصة انتصار زائف، بل كرحلة طويلة بلا إجابات جاهزة؛ رحلة تتكوّن من أيام جيدة، وأخرى مرهقة، ومن محاولات متكررة لفهم الجسد الجديد الذي تعيش داخله. ما زالت آبلغيت تتعامل مع «التصلّب المتعدّد» كواقع لا يمكن الهروب منه، لكنها تحاول أن تمنحه شكله الحقيقي: ليس نصراً، وليس هزيمة، بل طريقة جديدة للعيش، ببطء أكبر، ووعي أشد، وقوة لا تظهر دائماً للعيان.
جايمي لين سيغلر.. 15 سنة من الصمت قبل الانطلاق نحو العلن:
-
مشاهير مصابون بـ«التصلّب المتعدّد».. فماذا قالوا عن تجربتهم مع «المرض»؟
الممثلة والمغنية والناشطة الصحية جيمي-لين سيغلر، التي اشتهرت بدورها في مسلسل «The Sopranos»، تعيش مع «التصلّب المتعدد الانتكاسي»، منذ تشخيصها في سن العشرين. بعد أن احتفظت بسرّ مرضها لمدة 15 عاماً، تعلمت جيمي-لين كيفية التعامل مع واقعها الجديد بوعي واختيار، مع التركيز على قبول جسدها وإعادة صياغة حياتها بطريقة تناسب وضعها الصحي.
وأصبحت اليوم أماً لطفلين، وتقدّم محتوى صادقاً وواقعياً عبر البودكاست الخاص بها، كما تعمل كسفيرة لشركة نوفارتيس، وتقدّم برنامجاً من ثلاث خطوات لمساعدة الآخرين على فهم احتياجاتهم، وإدارة حياتهم مع المرض. وتؤكد جيمي-لين أن مواجهة «التصلّب المتعدد» علمتها القوة في طلب المساعدة، والمرونة في التعامل مع التغيرات اليومية، وأن التركيز على ما يمكن فعله، بدلاً مما لا يمكن فعله، يعزز ثقتها بنفسها، ويمنحها شعوراً بالتمكين، كما ساعدها على تبني أسلوب حياة أكثر أصالة ووعياً، وموازنة بين دورها كأم وامرأة ناشطة وصادقة مع نفسها.
كلّي ووكر.. بين نبوءة مخيفة وحياة استعادها بالإيمان:
-
مشاهير مصابون بـ«التصلّب المتعدّد».. فماذا قالوا عن تجربتهم مع «المرض»؟
مغني الريف، كلي ووكر، تلقّى التشخيص وهو في السادسة والعشرين، وكان يعاني فقداناً في الرؤية، وضعفاً حاداً في العضلات. والأطباء أخبروه يومها بأن مستقبله سيكون قاتماً: كرسي متحرك خلال سنوات.. ثم الأسوأ بعدها. لكن ووكر قلب الحكاية. واليوم هو أب لخمسة أطفال، ويعيش حياة طبيعية إلى حد كبير، ويقول: إن الإيمان كان دعامة نجاته في أصعب اللحظات.
ويهتم ووكر بالغذاء والتمارين أثناء الجولات، ويحرص على ألا يرى أطفاله مرضه كعامل يحدد حياته، فهو يتكيف مع قدراته حسب اليوم. كما يشجع المرضى على أن يكونوا مدافعين عن صحتهم، وأسّس مؤسسة «Band Against MS» لدعم المصابين وتمويل الأبحاث. ويواصل ووكر الجمع بين نجاحه الفني والتزامه بالعائلة والعطاء المجتمعي، ليكون نموذجاً للإيجابية رغم تحديات المرض.
تاميا هيل.. الموسيقى والحياة رغم «التصلب المتعدد»:
-
مشاهير مصابون بـ«التصلّب المتعدّد».. فماذا قالوا عن تجربتهم مع «المرض»؟
المغنية وكاتبة الأغاني تاميا هيل لم تسمح للتصلب المتعدد بأن يعيق شغفها بالموسيقى، وإبداعها الفني. فمنذ تشخيصها بالمرض في سن الثامنة والعشرين، واصلت هيل مسيرتها الغنائية، وأصدرت أربعة ألبومات تجمع بين الصوت العذب والكلمات الصادقة، معبرةً عن تجاربها الشخصية ومشاعرها المتنوعة.
تقول هيل: إن حياتها تتأرجح بين الأيام الجيدة، التي تشعر فيها بالقوة والنشاط، والأيام الصعبة التي تتطلب الصبر والمرونة. وللتغلب على تحديات المرض، تعتمد على الحفاظ على موقف إيجابي، والتفكير بشكل متفائل، ما يساعدها على الاستمرار في مسيرتها الفنية، وإلهام جمهورها.
إلى جانب حياتها المهنية، تعمل هيل على زيادة الوعي العام بمرض «التصلب المتعدد»، من خلال مشاركة خبرتها، وتشجيع الآخرين على فهم هذا المرض بشكل أفضل. وفي حياتها الشخصية، تبقى مشغولة بتربية أبنائها مع زوجها، نجم الدوري الأميركي للمحترفين، غرانت هيل، مؤكدة أن الحب والدعم العائلي يشكلان جزءاً أساسياً من قوتها اليومية، وقدرتها على مواجهة التحديات.