#أخبار الموضة
د ب أ 16 نوفمبر 2010
تشتمل فاترينات العرض بالمحلات التجارية التي تقع بوسط المدن العربية على فساتين سهرة بألوان صارخة مصنوعة من البوليستر وتزدان بالكثير من المواد اللامعة والمتلألئة. لكن الإدعاء بأن هذه الفساتين تمثل الموضة العربية سيكون على قدرٍ قليلٍ من الصواب، لأنه بتدقيق النظر يجد المرء أن عدد مصممي الأزياء العرب الذين يُقْدِمون على إبداع تصميمات فخمة غنية بالتفاصيل يزداد يوماً بعد يوم. وفي أحيان كثيرة يبدع المصممون تصميمات تمزج ما بين الثقافة العربية والقصات العصرية. ويتجسد هذا الإبداع في مجموعات لا تكون مثيرة للاهتمام فحسب، بل تتسم أيضاً بالأناقة وتمتاز بملاءمتها للارتداء.
وتقول مي شعلان، مصممة الأزياء المصرية الشابة: "أرى أن لدينا ثقافة غنية جداً ولسنا بحاجة للجوء إلى ثقافات أخرى بحثاً عن مصادر للاستلهام، فما على مصمم الأزياء سوى التجول في الشوارع ليجد الكثير من بواعث الإلهام". وقد درست شعلان صاحبة الـ28 عاماً تصميم الأزياء بجامعة حلوان ووضعت تصميمات لثلاث قطع ضمن مجموعة منظمة SinaGamila ا التي تترأسها مصممة الأزياء الألمانية سوزان كومبر. وتحت إشراف كومبر قام مصممو أزياء مصريون شباب بتصميم مجموعة ملابس للسيدات والفتيات تستلهم تصميماتها من التطريزات التقليدية التي تشتهر بها جنوب سيناء.
وتبدي مصممة فاطمة الزهراء أحمد قناعتها بأن الموضة العربية ستحظى بالطبع بفرص تسويقية جيدة في المستقبل، مشيرة إلى أنه ما على مصممي الأزياء سوى أن يعرفوا جيداً كيف يعيدون صياغة الملابس التقليدية المميزة لثقافتهم من جديد ويصمموها بشكل عصري. وتؤكد فاطمة الزهراء أن هذا الأمر لا يسري فقط على مصر، بل أيضاً على البلاد العربية الأخرى التي تمتاز بثرائها الثقافي، مثل المغرب ودول الخليج.
ويرى بوريس بروفوست، مدير معرض « Premiere Classe » أن هذا المناخ يثمر عن مزيج رائع ما بين الحضارتين العربية والغربية، ويقول: "معظم مصممي الأزياء في الشرق الأوسط يعكفون على إعادة صياغة الملابس التقليدية". ويشير بروفوست إلى أنه بخلاف مصممي الأزياء الغربيين تلعب الثقافة والدين دوراً هاماً في تصميمات المصممين العرب. وعلى الرغم من القدرات الكبيرة التي يتمتع بها المصممون الشباب الموهوبون، غير أن الموضة التي يبدعونها نادراً ما تشق طريقها إلى أسواق خارج الشرق الأوسط. ويلفت بروفوست إلى أن السبب في ذلك قليلاً ما يرجع إلى عدم جودة التصميمات التي تبدعها هذه المواهب الشابة، وإنما بكل بساطة لقلة شهرتهم على المستوى العالمي.
وبالمثل تؤمن مصممة الأزياء الإماراتية الشهيرة زينة زكي بأن منطقة الشرق الأوسط تمتلك قدرات كبيرة، مشيرة إلى أن المنطقة تزخر حالياً بالكثير من المواهب الطموحة، الأمر الذي يرجع إلى عدة أسباب، منها أن المصممين الشباب يكون لديهم منذ نعومة أظفارهم وعياً كبيراً بعالم الموضة. وتقول زينة :"وبالإضافة إلى ذلك فإنهم يحبون التجريب في تشكيلاتهم فيما يتعلق بالثقافة والعادات والتقاليد". وعلى العكس من زملائها الشباب قفزت زينة قفزة جريئة في عالم الموضة خارج نطاق الشرق الأوسط وتعكف حالياً على عرض تصميماتها للجمهور في نيويورك وإيطاليا.
وأوضحت مصممة الأزياء عائشة رمضان أن الموضة العربية مليئة بالمتناقضات، حيث تقول المصممة الشابة التي ولدت في لبنان وتعيش في دبي منذ أكثر من عشرين عاماً :"الموضة العربية هي أبعد ما يكون عن البساطة". وتفسر ذلك بقولها :"الألوان والتنوع وحب الفخامة تُشكل تقريبًا مصادر إلهام الموضة في الشرق الأوسط"، مشيرة إلى أن الموضة العربية تشهد في الوقت الحالي تحولاً، وهي تعزي ذلك إلى أن الموضة من جميع أنحاء العالم باتت تتوافر في الآونة الأخيرة بأسواق الشرق الأوسط، كما أن العملاء أصبحوا يعبرون عن رغباتهم بشكل أكثر وضوحاً من ذي قبل، الأمر الذي ساهم في أن تتحول الموضة العربية من معقدة للغاية وذات ألوان زاهية وثقيلة الوزن في بعض الأحيان إلى موضة أكثر رقة وخِفة وعملانية وأعلى ذوقاً أيضاً.
المزيد:
العباءة في عيون الغرب
أبيض وأسود