#أخبار الموضة
كارمن العسيلي اليوم
مايلز يونغ قائد رؤيوي، يتمتع بما يقارب الـ30 عامًا من الخبرة بصناعة التجزئة والأزياء العالمية. وعُرف بقدرته على ربط المواهب الإقليمية بالأسواق الدولية، ولعب دوراً محورياً في تشكيل نجاح العديد من العلامات التجارية العالمية والمحلية. ويشمل سجل إنجازات يونغ مناصب قيادية رفيعة في شركات عالمية بارزة، حيث شغل منصب الرئيس التنفيذي الدولي في مجموعة «سينومي»، ونائب الرئيس المباشر للمستهلك لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في «أديداس»، ومدير العمليات التشغيلية للامتياز الدولي في مجموعة «لاندمارك».
وفي دوره الحالي، يواصل يونغ مسيرة العطاء، من خلال دعم رؤية المؤسس في «مؤسسة الهالة للتجارة»، حيث يعمل على بناء منصة قوية لعلامتين سعوديتين واعدتين، هما: «ليم فاشن»، و«أورا ليفينغ». وتحت قيادته، حققت علامة «ليم» إنجازات استثنائية، فأصبحت أول علامة أزياء من الشرق الأوسط تُطلق منتجاتها في متجر «سلفريدجز»، وافتتحت أول متجر دائم لها في «ويستفيلد لندن». ومع مسيرة مهنية متميزة، يمتلك مايلز خبرة واسعة بإدارة العلامات التجارية، والتوسع في الأسواق، وتعزيز الابتكار الإبداعي.
في هذا اللقاء، نغوص في قصة نجاح علامة «ليم»، ودورها في تمثيل الأزياء السعودية على الساحة العالمية، بالإضافة إلى التحديات، والفرص، التي تواجه العلامات الإقليمية في الأسواق الدولية. كما نستكشف رؤى مايلز الفريدة حول تطور مشهد التجزئة، فلسفته القيادية، ومستقبل صناعة الأزياء في الشرق الأوسط.
1- حققت «ليم» خطوات واسعة كأول علامة أزياء شرق أوسطية تطلق منتجاتها في «سيلفريدجز»، والآن مع افتتاح أول متجر دائم لها في «ويستفيلد لندن».. فما الذي يميزها كعلامة تجارية، ولماذا تعتقد أنها تلقى صدى لدى جمهور عالمي؟
لطالما كانت «ليم» مدفوعة بمهمة إعادة تعريف الأزياء المحتشمة، وتقديم تصميمات معاصرة تجمع بين الرقي والتنوع والشمولية. وكان إطلاقنا في «سيلفريدجز» يمثل علامة فارقة، حيث كانت «ليم» أول علامة تجارية شرق أوسطية في فئتها تظهر «سيلفريدجز». والآن، مع افتتاح أول متجر دائم لنا في «ويستفيلد لندن»، فإننا نعزز وجودنا في المملكة المتحدة، ما يجعل «ليم» في متناول المرأة العصرية. وتلقى «ليم» صدى عالمياً؛ لأننا ندرك أن الأزياء المحتشمة ليست مجرد اتجاه، بل هي أسلوب حياة. ومجموعاتنا مصممة للمرأة، التي تقدّر القطع المصممة بشكل جميل، لتكمل شخصيتها. إنها موجودة عبر الثقافات والقارات، وهدفنا هو أن نقدم لها أزياء خالدة وأنيقة، للارتداء اليومي، أو المناسبات الخاصة.
-
متجر «ليم» للأزياء المحتشمة في ويستفيلد
2- ما العوامل التي أدت إلى اختيار «ويستفيلد لندن» كموقع رئيسي؛ للتوسع الدولي للعلامة التجارية؟
كان «ويستفيلد لندن» خياراً طبيعياً لمتجرنا الدائم الأول في المملكة المتحدة. وباعتبارها واحدة من وجهات التسوق الرائدة في أوروبا، فإنها توفر بيئة تجزئة ديناميكية وقاعدة عملاء عالمية متنوعة، ما يجعلها الموقع المثالي لـ«ليم». وقد تأثر قرارنا، أيضاً، بنجاح متجرنا المؤقت في «ويستفيلد» العام السابق، حيث رأينا إقبالاً قوياً على تصميمات «ليم» بين النساء اللواتي يبحثن عن أزياء محتشمة، وعصرية، ومتطورة. وقد عززت الاستجابة الإيجابية الساحقة اعتقادنا أن «ويستفيلد لندن» المكان المناسب لتأسيس موطن دائم لـ«ليم»؛ ما يسمح لنا بالتواصل بشكل أوثق مع قاعدة عميلاتنا المتزايدة في المملكة المتحدة.
3- هل يمكنك مشاركة رؤاك للتحديات والفرص التي تواجهها علامة تجارية سعودية المنشأ، في واحد من أكثر أسواق الأزياء تنافسية في العالم؟
إن التوسع في سوق عالمي تنافسي مثل المملكة المتحدة، يمثل تحديات وفرصاً على حد سواء. وأحد التحديات هو دخول صناعة تهيمن عليها العلامات التجارية التراثية، واللاعبون الراسخون. ومع ذلك، فإن هذا يمثل، أيضاً، فرصة قوية، حيث تتميز «ليم» بوضع فريد؛ لتقديم تصميمات عصرية وعالية الجودة، تلقى صدى لدى جمهور عالمي متنوع. إن مشهد الموضة في لندن ديناميكي وشامل، ما يسمح لنا بعرض كيفية أن تكون الأزياء المحتشمة عصرية وخالدة في آنٍ. ومن خلال تقديم جماليتنا المميزة، وخبرتنا بالتصميم إلى منصة دولية، فإننا لا نوسع نطاق وصول «ليم» فحسب، بل نعيد أيضاً تشكيل تصورات الأزياء المحتشمة.
4- كيف تطور تصور الأزياء المحتشمة دولياً؟
تحول تصور الأزياء المحتشمة من سوق متخصص إلى حركة عالمية. ولم يعد الأمر يتعلق بالتغطية فقط، بل يتعلق بالأناقة والرقي والتعبير عن الذات. وتتقبلها النساء في جميع أنحاء العالم؛ لما تتمتع به من تنوع وأناقة، سواء كان خياراً شخصياً، أو تفضيلاً ثقافياً.
5- مع ما يقارب الـ30 عاماً من الخبرة بإدارة العلامات التجارية العالمية ورعاية المواهب الإقليمية.. كيف ساعدتك أدوارك السابقة في قيادة رحلة «ليم» نحو الاعتراف العالمي؟
كانت خبرتي بإدارة العلامات التجارية العالمية، وتطوير المواهب الإقليمية، مفيدة في تشكيل رحلة «ليم» نحو الاعتراف الدولي. وعلى مر السنين، تعلمت أهمية الموازنة بين أصالة العلامة التجارية وجاذبيتها الدولية، مع ضمان بقاء «ليم» وفية لجذورها، وتطورها أيضاً؛ لتلبية احتياجات الجمهور العالمي. منذ انضمامي إلى «ليم»، أتيحت لي الفرصة لقيادة جهود توسعية رئيسية، بما في ذلك: دخولنا إلى «سيلفريدجز»، وإطلاق أول متجر دائم لنا في «ويستفيلد لندن»، وظهورنا الأول عام 2023 على «Zalando»، ما وسع نطاق حضور «ليم» بجميع أنحاء أوروبا. وتمثل هذه المعالم تقدماً كبيراً في ترسيخ مكانة «ليم» كعلامة تجارية عالمية. وإلى جانب متاجر البيع بالتجزئة التقليدية، قمنا أيضاً بتعزيز وجودنا الرقمي، ما سمح لنا بالتواصل مع العميلات في جميع أنحاء العالم، والوصول إلى أسواق جديدة. وبعد أن شهدت تحولات في اتجاهات الموضة العالمية والطبيعة المتغيرة باستمرار، أدركت مدى أهمية البقاء مرنين. لقد تغيرت مساحة الأزياء المحتشمة، حيث تبحث النساء عن أنماط تجمع بين الأناقة والحداثة. وقد غذت هذه البيئة المتغيرة التزامنا بتقديم أفكار جديدة وتوجيهات مبتكرة إلى «ليم»، ما يضمن أن تظل مجموعاتنا ملائمة وملهمة، وفي متناول النساء عبر مختلف الثقافات.
-
من مجموعة الأزياء الجديدة لعلامة ليم
6- ما استراتيجيتك؛ لتحقيق التوازن بين أصالة العلامة التجارية، ومتطلبات الأسواق الدولية؟
يقع التوازن بين الأصالة والجاذبية الدولية في صميم استراتيجية «ليم». فنحن نحافظ على جذورنا من خلال الحفاظ على جوهر الأزياء المحتشمة (الأناقة، والتنوع، والجودة)، مع التكيف مع التفضيلات المتطورة للجمهور العالمي. ونهجنا ذو شقين: أولاً: نضمن أن تظل تصميماتنا معاصرة وملائمة، وتجمع بين تأثيرات الشرق الأوسط واتجاهات الموضة العالمية. ثانياً: نصغي عن كثب إلى عميلاتنا في كل سوق، ونفهم احتياجاتهنَّ، ونصقل مجموعاتنا، وفقاً لذلك. ومن خلال الحفاظ على هذا التوازن، تواصل «ليم» نموها كعلامة تجارية عالمية مع الحفاظ على الأصالة، وتقديم أزياء عصرية ومتطورة، تلقى صدى لدى النساء في جميع أنحاء العالم.
7- بصفتك شخصاً مستثمراً بعمق في دعم المواهب الإقليمية.. ما النصيحة التي تقدمها للمصممين والعلامات التجارية الناشئة الذين يتطلعون إلى التوسع دولياً؟
بالنسبة للمصممين والعلامات التجارية الناشئة، الذين يتطلعون إلى التوسع دولياً، تتمثل نصيحتي في الحفاظ على الأصالة مع التفكير على مستوى عالمي. وأنصحهم بأن يقوموا ببناء هوية علامة تجارية قوية، تعكس وجهة نظرهم الفريدة، وتظل قابلة للتكيف مع الأسواق المختلفة. ويعد فهم الجمهور الخاص بهم أمراً أساسياً، فعليهم البحث عن التفضيلات الثقافية، وسلوكيات الشراء، ومتطلبات السوق؛ لوضع علاماتهم التجارية بفاعلية. ويمكن للشراكات الاستراتيجية، من خلال التعاون في مجال البيع بالتجزئة، أو المنصات الرقمية، أن تسرع أيضاً النمو العالمي.
8- ما أهم الدروس التي تعلمتها، خلال مسيرتك المهنية؟
تعلمت أن القدرة على التكيف والأصالة والرؤية الاستراتيجية، مفتاح بناء علامات تجارية ناجحة. وتتطور الأسواق، وتتحول توقعات المستهلكين، ويجب على العلامات التجارية أن تبتكر باستمرار مع الحفاظ على هويتها الأساسية. وهناك درس آخر قيم، هو قوة التعاون؛ فالعلامات التجارية العظيمة تبنيها فرق عظيمة. إن الاستثمار في المواهب، وتعزيز الإبداع، واحتضان وجهات النظر المتنوعة، تدفع النجاح على المدى الطويل. أخيراً، الصبر والمرونة ضروريان. كما يستغرق النمو، خاصة في الأسواق الدولية، وقتاً. لقد كان التركيز على الصورة الكبرى، والتكيف مع التحديات على طول الطريق، فعالين في رحلتي.