#ديكور
غانيا عزام اليوم 10:00
في عالم التصميم الداخلي، حيث تتلاقى الجماليات مع الوظائف، تبرز ناتالي خوري مصممةً مختلفةً، تقود نهجاً شاملاً، يجمع بين الإبداع والطاقة. فبعد سنوات من النجاح بمجال التسويق، والعمل مع علامات عالمية، مثل: «Apple»، و«Adidas»، اختارت ناتالي أن تتبع شغفها الحقيقي، وتؤسس «Ralee Design House»، استوديو التصميم الداخلي، الذي يتميز بفلسفته العميقة، المبنية على علم «الفنغ شوي». فمن كندا إلى دبي، ومن غرف الأطفال إلى تجديد الفلل الفاخرة، استطاعت ناتالي أن تبني علامة تجارية فريدة، تلامس الروح قبل العين.. في هذا الحوار، نغوص في رحلتها، لنعرف مصدر إلهامها، ورؤيتها للعلاقة بين تصميم المساحات، ورفاهية الإنسان:
-
ناتالي خوري: كل بيت يعكس من يسكنه
حدثينا عن البدايات، وانتقالك من كندا إلى دبي!
ولدت ونشأت في كندا، وهناك قضيت 28 سنة من حياتي. في ديسمبر، وسط الثلوج والبرد القارس، شعرت بحاجة إلى التغيير، وبداية مغامرة جديدة؛ فقررت الانتقال إلى دبي. فَوْر وصولي، وقعت في غرام المدينة، بطقسها، وحيويتها، وفرصها. ومنذ 18 سنة، أصبحت دبي وطني الثاني.
خلفيتك الأكاديمية والمهنية كانت في التسويق.. كيف بدأت مسيرتك؟
درست التسويق والإعلام، وامتهنت هذا المجال منذ تخرجي. بدايةً، عملت في مجال الإعلانات، ضمن وكالة إعلانية لمدة عامين، ثم التحقت بشركة «Apple»، حيث أمضيت ست سنوات رائعة، بعدها انتقلت إلى «Adidas». وطوال هذه الفترة، كنت أعمل بمجال بناء العلامات التجارية، والتسويق الإبداعي، في شركات كبرى.
-
ناتالي خوري: كل بيت يعكس من يسكنه
الشرارة الأولى
متى حدث التحول إلى التصميم الداخلي؟
كل شيء تغيّر عام 2020، خلال «الجائحة»، فمثل كثيرين وجدنا أنفسنا (أنا، وطفلاي، وزوجي) في المنزل لفترات طويلة؛ وأن منزلنا لا يلبي حاجاتنا النفسية والعملية. ذات يوم، قلت لزوجي (عمر): «نحتاج إلى بناء غرفة ألعاب للطفلين». ومن هنا، ولدت الشرارة الأولى. كنت، دائماً، أفكر في التصميم الداخلي، الذي درسته كمادة مساعدة في الجامعة، لكنني لم أجد الوقت لأمارسه. في تلك اللحظة، قررت أن أبدأ، وكأنني عدت إلى الجامعة، فدرست بجدٍّ، وصممت، وبدأت أشارك الصور والفيديوهات على «إنستغرام». فجأة بدأت الرسائل تأتيني من أمهات، يطلبن مساعدتي في غرف أطفالهن، ومن مشروعٍ صغير، كبر الحلم!
لماذا اخترت «Ralee Design House» اسماً لعلامتك؟
الاسم يحمل طابعاً شخصياً جداً؛ فقد بدأت شركتي بتصميم غرفة ألعاب لطفليَّ: «رافي، وليلا». لذا، جمعت أول حرفين من اسميهما، وأطلقت اسم «Ralee»؛ فهو تذكير دائم بأن هذا المشروع بدأ من الحب، والعائلة.
-
ناتالي خوري: كل بيت يعكس من يسكنه
كيف تطور عملك من غرف لعب، إلى تصميم منزل كامل؟
بدأنا بمشاريع بسيطة، كغرف ألعاب، وغرف نوم، ومكاتب صغيرة. مع الوقت، ومع خروج دبي من «الجائحة»، بدأ الناس يعيدون التفكير في منازلهم، وأصبح من الصعب العيش في شقق صغيرة، فازدهر سوق الفيلات القديمة، وتجديدها. منذ عام 2022، تحول التركيز إلى التجديد الكامل، وبدأنا نعمل على منازل من الأرض إلى السقف، مع فريق متكامل.
ما الذي يميز «Ralee Design House» عن غيره من استوديوهات التصميم؟
إلى جانب خبرتي بالتصميم الداخلي، تخصصت وتدربت لسنوات في علم «الفنغ شوي»، وهو تقليد صيني، يهدف إلى إيجاد طاقة إيجابية في المنزل. فمن خلاله، لا نصمم فقط من أجل الجمال، بل من أجل الراحة النفسية، والصحة، والطاقة المتوازنة. وقد درست لمدة سنتين ونصف السنة مع أستاذ صيني، ونلت شهادة رسمية. واليوم، نطبق هذا العلم في تصاميمنا.. بدقة، ووعي.
هل ساعدتك خبرتك التسويقية في بناء شركتك؟
كثيراً!.. إنني أتعامل مع كل منزل كعلامة تجارية مستقلة؛ فأجلس مع العائلة، وأعرف أسلوب حياتها، وما يحبه أفرادها، وما لا يفضلونه، وكيف يقضون وقتهم، وما الذي يمنحهم الراحة. هذا الفهم العميق للعميل سر النجاح في التسويق، ونجاح التصميم الداخلي أيضاً.
-
ناتالي خوري: كل بيت يعكس من يسكنه
ما أبرز الخدمات، التي تقدمونها اليوم؟
نحن متخصصون في التصميم الداخلي، والمعماري، من الألف إلى الياء، خاصة في الفيلات والمساكن الخاصة. هذا العام، توسعنا نحو المساحات التجارية، ونفذنا بالفعل مشروعين في قطاع الأطعمة والمشروبات. إن عملنا متكامل، من التخطيط، إلى التنفيذ، والتشطيب.
«الفنغ شوي»
ما أبرز نصائح «الفنغ شوي»، التي يمكن لأي شخص تطبيقها؟
هناك الكثير منها، فمثلاً يجب ألا يوضع السرير تحت النافذة، أو مقابل باب الحمام. كذلك، ينبغي ألا يشارك رأس السرير الجدار نفسه مع الحمام. بالنسبة للمرآة، من المهم ألا يرى الشخص انعكاسه في المرآة أثناء نومه؛ لأنها تعكس الطاقة، وتسبب اضطرابات في النوم. وأيضاً، وجود نوافير مياه أمام المدخل يجذب الطاقة الإيجابية، والرخاء.
اتجاهات تصميمية
ما أبرز اتجاهات تصميم المنازل، لربيع وصيف 2025؟
أبرز ما نراه هو تجديد كامل للمنزل، خاصة المطبخ والحمامات؛ فالمطبخ بات «قلب المنزل»، ومكان التجمّع. كذلك، نلحظ استثماراً كبيراً في المجالس، وغرف الجلوس؛ لأن الناس باتوا يفضلون الدعوات المنزلية على الخروج. وأيضاً، هناك توجه نحو التخصيص، فالناس يريدون قطعاً فريدة، مصممة خصيصاً لهم، من طاولات الطعام، إلى الرخام المختار، وغيرها من القطع الخاصة بهم، التي تُفصّل وتُصمم وفق طلباتهم.
-
ناتالي خوري: كل بيت يعكس من يسكنه
كيف تساهمون في الاستدامة، من خلال هذا التوجه؟
التخصيص يخفف الهدر؛ لذلك لا ننتج شيئاً؛ إلا إذا طلبه العميل؛ وحتى كبرى العلامات التجارية، اليوم، لا تخزن قطعها، بل تُصنّع حسب الطلب، ما يشجع على تقليل الفائض. ونحن، بدَوْرنا، نشجع العملاء على الاستثمار في قطعٍ تدوم، وتعني لهم شيئاً، وتشبههم، وهذا احترام للكوكب.
«الماكسيمالية»
ما الاتجاه السائد في الإمارات، حالياً؟
أرى توجهاً كبيراً نحو «الماكسيماليزم» (المبالغة المدروسة)؛ فباتت لدى الناس جرأة على استخدام ألوان قوية، وورق جدران مطبوع، ومزج خامات وقطع فريدة. كما نرى شخصيات السكان في تصاميم منازلهم أكثر من أي وقتٍ مضى. وهذا توجه إيجابي؛ لأنه يعكس التفرد، والهوية الشخصية.
ما الأسلوب، الذي تتبعينه في تصاميمك؟
لا أتبنى أسلوباً محدداً، وإنما أدرك أن كل بيت يعكس شخصية مَنْ يسكنه؛ فقد تكون هناك عائلة تحب البساطة، وأخرى تحب الجرأة؛ لذا أستمع وأصمم ما يناسب كل عائلة. بالنسبة لي، الأهم هو أن يشعر أصحاب المنزل بأن هذا المكان يمثلهم.
-
ناتالي خوري: كل بيت يعكس من يسكنه
ما حلمك القادم لناتالي خوري، و«Ralee Design House»؟
حلمي أن نستمر في النمو ببطء وثبات، ونبني مساحات أكثر، تعكس جوهر الناس. وأود، أيضاً، أن أوسع مفهوم «الفنغ شوي» في المنطقة، وأن يدرك الناس أن التصميم لا يقتصر على الجمال البصري، بل يشمل: الشعور، والراحة، والطاقة. إن التصميم الجيد يغير حياتك، وأنا على يقين من ذلك!