نساء الأمل: فارسة فلسطينية بساق واحدة

لاما عزت 6 أغسطس 2017

فقدت المراهقة الفلسطينية هبة الله شاهين (17 عاماً) ساقها وهي في عمر 8 أشهر فقط نتيجة لمرض نادر يصيب طفلاً من بين 200 طفل. لكنك حين تراها في نادي الفروسية في مدينة غزة، لن تنتبه لهذه الإعاقة التي لا تعيرها الصبية أي اهتمام؛ فهي حين تستعد للركوب على فرسها التي تسميها "سبيدو، ويرى الجميع ساقها الاصطناعية يتعاطفون معها بينما هي لا تلتفت إلى أحد بل تنطلق في الرياضة التي تطمح أن تنقلها إلى السباقات الدولية يوما ما. عن تأثير ركوب الخيل على حياتها، تقول هبة الله، في مقابلة أجرتها معها صحيفة "العرب" اللندنية، إنها رياضة عززت ثقة النفس لديها وأنها علمتها أن تواجه التحديات الاجتماعية ومشاكل الإرادة والخوف من الفشل، فهي رياضة تحتاج إلى شجاعة، بحسب الفارسة الصغيرة، مضيفة أن الإعاقة هي إعاقة العقل لا الجسد. بدأت شاهين هواية ركوب الخيل منذ أن كانت طفلة في عمر الثماني سنوات، بدعمٍ من كافة أفراد عائلتها وأصدقائها، وتتمتع بإرادة كبيرة وقوة شخصية تصل إلى كل من يتعامل معها أو يراها. ورغم أنها تتعرض إلى تعليقات سيئة على السوشال ميديا، لكنها تتجاهلها وتكمل ما تريد. ترفض هبة الله الطريقة التي ينظر بها إلى أصحاب الاحتياجات الخاصة، وبعد أن سمعت عن امرأة من غزة فقدت ساقيها في الاجتياح الإسرئيلي الأخير على القطاع، تقول "أريد أن أوصل رسالة إلى سيدة فقدت قدميها خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، وطُلّقت من زوجها، إن حياتك لا تزال مزدهرة، وأنتِ قوية قادرة على صنع المعجزات". بعد ركوب الخيل، تتوجه هبة إلى تدريبات تقوم بها مع فرقة لتعلم أصول الدبكة الفلسطينية، ثم تواصل تعلم العزف على الغيتار في بقية يومها. تقول هبة اللع للعالم الكثير في عبارة صغيرة "الطموح والسلامة النفسية من أهم الأمور التي يجب على الإنسان أن يتحلى بها حتّى يحصل على مراده".