#تحقيقات وحوارات
إشراقة النور 5 مايو 2020
عبر مبادرات جسدت التلاحم الإنساني وأظهرت تضافر الجهود في أبهى معانيه، عزف أبناء زايد الخير في دولة الإمارات على أوتار التراحم سيمفونية إنسانية فريدة، وهم يضعون أياديهم بأيدي قيادتهم الملهمة يرفدون مجتمعهم بالدعم الرحيم لتجاوز محنة فيروس كورونا المستجد، في صورة رسخت للثوابت الوطنية والولاء وقوة الترابط التي تجمع كل سكان الإمارات والدولة بمؤسساتها وكافة هيئاتها، مما يجعل البلاء ينهزم أمام التصميم الشعبي مخلفاً وراءه ملح الخبرة ومستقبلاً واعداً بالنهضة والرقي . «زهرة الخليج» تروي غيضاً من فيض المساهمات الملحمية التي دفعت بها مجموعة من الجهات المختلفة لمواجهة الجائحة.
تطوع
هبت كافة جهات التطوع في الدولة للمساعدة ومنها البرنامج الوطني التطوعي لحالات الطوارئ والأزمات والكوارث ومبادرتا «تكاتف» و«ساند»، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومبادرة كلنا شرطة وأكاديمية الإمارات للتطوع في أبوظبي وبرنامج دبي للتطوع ومبادرة «صندوق الوطن»، إضافة إلى نظام حاضنات التطوع. ومن أبرز مبادرات التطوع التي جاءت ضمن الإجراءات التي اتخذتها دولة الإمارات لمواجهة فيروس كورونا، إطلاق المؤسسة الاتحادية للشباب خلال الأزمة 9 مبادرات وطنية بهدف رفع جاهزية الشباب الإماراتي وتعزيز دوره الفعال في التعامل مع الأوبئة والحد من تأثيراتها المجتمعية وكافة مناحي الحياة في دولة الإمارات.
في مشهد لافت لكل قيم التراحم والتكافل والتعاون، أطلقت دولة الإمارات «صندوق الإمارات وطن الإنسانية» بهدف توحيد الجهود الوطنية للتصدي لوباء فيروس كورونا «كوفيد-19»، وتجسيد مضامين التلاحم المجتمعي الذي يسود مجتمع الدولة. وهو ثمرة تعاون بين كل من الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، والهلال الأحمر الإماراتي، والمنظمات والهيئات الإنسانية والجمعيات الخيرية في دولة الإمارات. يتيح الصندوق للأفراد والمؤسسات تقديم مساهماتهم المادية والعينية، إضافة إلى المساهمات الأخرى المتمثلة في المباني والمرافق الحيوية والسيارات ووسائل الدعم اللوجستي وذلك عبر مراكز الهلال الأحمر في الدولة، والجمعيات الخيرية الأخرى، وقد أظهر المجتمع الإماراتي جانبه الخيّر والذي تمثل في تبرعات عينية ومادية سخية فاقت كل التوقعات.
أبطال الرداء الأبيض
رفد الجيش الأبيض من أطباء الإمارات خلال هذه الجائحة حزمة أفكار مبتكرة للحد من انتشار الأمراض المعدية، وخصوصاً كورونا، من خلال تحويل 10 أفكار إلى مشاريع واقعية، عبر تخصيص مليون درهم في السنوات الخمس المقبلة، لخلق جيل جديد من رواد الأعمال الشباب الإنسانيين وتمكينهم من التخفيف من معاناة المجتمعات، ومن أبرز هذه الأفكار: تدشين أول وأكبر مستشفى متنقل يقدّم خدمات الكشف المبكر والعلاج المجاني لمرضى كورونا، وتأسيس أول أكاديمية ذكية في العالم للأمراض الوبائية، وإطلاق أول مركز تدريب متنقل لهذه الأمراض، وتنظيم سلسلة من الملتقيات الافتراضية، وإطلاق أول حملة عالمية تطوعية لمواجهة الفيروس، وإطلاق جائزة أبطال الرداء الأبيض كأول جائزة تمنح للأطباء الذين أسهموا بشكل فاعل للحد من انتشار «كورونا» من شتى بقاع العالم، الأمر الذي يُبرز تصميم الشباب على فعل الخير، ويرد الجميل في الوقت نفسه لحملة «لا تشلون هم».
نوادٍ رياضية
تعهدت أندية أبوظبي بتسخير جميع الإمكانيات لتخطي الأزمة، إذ وضعت منشآتها الرياضية في الإمارة تحت تصرف برنامج «معاً نحن بخير» بتوجيهات سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أبوظبي الرياضي، ضمن مساعي الدولة لمكافحة انتشار فيروس كورونا، كذلك سخر «نادي بني ياس» منشآته تحت تصرف المجهود الوطني الحالي، وهي المقر الرئيس للنادي في منطقة الشامخة والذي يضم صالة الجم، إلى جانب مواقف السيارات وصالة الكرة الطائرة في منطقة بني ياس وصالة الجوجيتسو أيضاً في منطقة بني ياس. وأكد نادي الظفرة جاهزيته لتسليم كل منشآت النادي بمدينة زايد ومراكز النادي بمدن المرفأ وغياثي والسلع وجزيرة دلما تحت تصرف الجهات المذكورة و 20 غرفة ملحقة بالملعب الرئيسي باستاد حمدان بن زايد آل نهيان بمدينة زايد بمنطقة الظفرة بكامل تأثيثها يمكن استخدامها عاجلاً بحسب ما تراه مناسباً.
قدها يا وطن
سارعت الكليات والجامعات في التجاوب والتفاعل وأبدت جاهزيتها والتزامها بكافة الإجراءات الاحترازية والتوجيهات الوطنية، إذ أطلقت كليات التقنية العليا حملة «قدها يا وطن» وذلك على حساباتها الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي التي استهدفت جميع طلبتها البالغ عددهم نحو 23 ألف طالب وطالبة بدعوتهم للتعبير بمسؤولية من منطلق المواطنة الصالحة عن مدى الالتزام بالتوجيهات والتعليمات فيما يتعلق بالعمل والدراسة عن بعد، كما أطلق منتزه جامعة الإمارات للعلوم والابتكار مبادرة «صناع ضد كوفيد 19»، في إطار حرص جامعة الإمارات لإيجاد حلول علمية ومبتكرة للمساهمة في مكافحة الجائحة العالمية، ومنها تصميم واقٍ للوجه من خلال استخدام طابعات ثلاثية الأبعاد وآلات قطع الليزر.
أصداء الأمل
أطلقت موانئ أبوظبي مبادرة «أصداء الأمل»، بالتعاون مع الهيئة الاتحادية للمواصلات البرية والبحرية، ومشاركة جميع موانئ الدولة تضامناً مع فرق مكافحة الفيروس، في مبادرة تعد الأولى من نوعها عالمياً، تقوم السفن التجارية والقاطرات البحرية بإطلاق أبواقها يومياً في تمام الساعة 6:30 مساء، في إشارة ترمز إلى تحية العاملين ودعمهم في المواقع الحيوية والخطوط الأمامية كافة للتصدي لتداعيات الوباء
مدينتك تناديك
عبر وسائل التواصل الاجتماعي ولنشر ثقافة التطوع جاء إطلاق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي حملة «مدينتك تناديك» للتطوع عبر تطبيق «يوم لدبي» وقد لاقت الحملة إقبالاً منقطع النظير، حيث استقطبت أكثر من 8300 متطوع، كما أبدت 55 مؤسسة حكومية وخاصة اهتمامها بالمبادرة، بالإضافة إلى ذلك اجتاح وسم #جاهزين_لخدمة_الإمارات، وتفاعل معه مئات المتابعين من مواطنين ومقيمين على أرض الوطن للتعبير عن جاهزيتهم للتطوع في خدمة الإمارات بكل ما يستطيعون، في أي وقت ومكان.