#مكياج
صونيتا ناضر 9 أكتوبر 2010
الكثير من الصديقات من حولي يلجأن دائماً إلى الطب التجميلي وأحياناً إلى الجراحة التجميلية. منها ما ينجح، ومنها ما يفشل، ومنها ما يكون كارثة نفسية وجسدية. لمعرفة الأخطاء التي يجب أن نتفاداها، توجهتُ إلى الدكتور Laurent Dumas، وهو اليوم من أشهر جرّاحي التجميل في فرنسا، رغم أنه لم يتجاوز بعد سن الأربعين.
في البداية قال لي الدكتور لوران دوماس "إن الطب والجراحة التجميلية اختصاصان مدهشان ومتكاملان، حيث التقرب من المريض وتحليل علامات الشيخوخة أو العقدة النفسية لديه، ثم الاستماع إليه وتقديم النصائح هي عوامل أساسية لبناء علاقة ثقة متبادلة بين الطبيب والمريض".
زرع الشعر لدى النساء
إن عملية زرع الشعر أو الحواجب لدى المرأة لا تختلف إلاّ قليلاً عنها عند الرجل، لكنها أكثر دقة عند الرجل، لأن تساقط الشعر لدى المرأة لا يظهر جلياً وواضحاً كما عند الرجل. كذلك عملية زرع الحواجب تتطلب تدخلاً جراحياً دقيقاً لتكثيف الشعر واحدة بواحدة.
فكيفما كانت طريقة اتخاذ العيّنة التي تسمى Fuss ( وهو ابتكار جديد)، فإن عملية الزرع تتم بواسطة الإبرة وتتطلب التخدير الموضعي. إذا هي عملية جراحية غير موجعة ولا تتجاوز الأربع ساعات من العمل الجراحي، إلا في حالات نادرة، وينمو الشعر بعدها بطريقة طبيعية.
انتبهي من الغش
بالنسبة إلى تجديد الشباب، يجب الانتباه إلى الغش في المصطلحات مثل الخيط الذهبي، شفط الدهون وإعادة هيكلة النسيج الدهني بواسطة الليزر، والميزو ليبوليز، وتذويب الدهون بواسطة الحرارة وغيرها، وحقن مستحضرات عجائبية غير قابلة للامتصاص.
الأفضل هو استخدام مزيج من التقنيات المعروفة وغير المعروفة، مثل حقن البوتوكس، والأسيد الهيدرولوردنيك، وعمليات القَشر، وبعض عمليات الليزر من نوع ثاني أوكسيد الكربون المفتت، بطريقة معتدلة.
هناك أيضاً عمليات شد الجلد والجفون بطريقة لطيفة حتى يتم تحديد مكان التجاعيد مع المحافظة على المظهر الطبيعي من دون تحولات ظاهرة.
إزالة التجاعيد في ساعة
بالنسبة لعمليات شد الجلد lifting، تعودنا اعتبار ال " ليفتينغ" الناجح هو الذي لا يمكن رؤيته أو ملاحظته. عليه أن يكون إذاً خفيفاً، يطال فقط أماكن التجاعيد بعد فحصٍ مدقق للجلد، وأن يكون مكملاً لتقنيات أخرى مثل حقن الدهون، وأحياناً كثيرة تقنية شد الجفون.
وعن التقنية الجديدة التي ينصح بها الدكتور Dumas للاحتفاظ بالشباب أو لاستعادته، يقول إنه بالنسبة لما هو جديد في هذا المجال "هناك ال lifting الطبي بواسطة حقن مادة radiesse الذي يبدو واعداً جداً. إنه التصور الجراحي لهذه الحقن الذي غالباً ما تكون نتائجه سريعة بإزالة تجاعيد الوجه في خلال ساعة واحدة، من دون ألم ومن دون أن تكون ظاهرة للعيان. هذه التقنية يجب أن يقوم بها طبيب جرّاح متمرّس، وتتراوح كلفتها ما بين 1500 إلى 2500 يورو".
وهكذا يستعيد الوجه الذي يُعاني من الهزال حجمه الطبيعي ونضارته، ويعود إليه الشكل البيضاوي، كما تختفي إلى حدّ ما آثار الأخاديد المنتشرة على كل الوجه وبشكل غير منتظم، مما يؤدي إلى مظهر حزين.
من المسؤول عن الخطأ؟
وعن أساس الاعتقاد أن الطبيب هو المسؤول عن هذا السباق للتخفيف من آثار الشيخوخة والحفاظ على الشباب، يقول الدكتور Dumas إن هذا الاعتقاد الشائع ليس صحيحاً. دور الطبيب اليوم هو محاولة الاستجابة لهذا الطلب باستخدام أحدث الوسائل الفعالة والدقيقة.
ويضيف أنه ونظراً إلى هذا الإقبال الشديد على الطب والجراحة التجميلية، فلا بدّ أن يكون الطبيب من ذوي الاختصاصات العالية في هذا المجال، كما أن يكون مسؤولاً ومعتدلاً في أي عمل جراحي يقوم به، دون أن يسبب الضرر الذي يحدث التشوهات كما نرى في جميع وسائل الإعلام. ويضيف الدكتور دوماس : أنا أعتقد أن الجسم الطبي هو المسؤول الأول في هذه الأخطاء والتجاوزات.
هل هناك عمر لعمليات التجميل؟
سألتُ الدكتور Dumas إذا كان هناك من سن مثالية من أجل اللجوء إلى عمليات التجميل، فيجيب إنه ليس هناك من عمر معين لإجراء عمليات التجميل الجراحية، من عمر سبع سنوات إلى سبعة وسبعين عاماً، أنه منذ الوقت الذي تبرز فيه مشكلة معينة، يمكن اللجوء إلى العمليات الجراحية التجميلية، مثل ظهور بعض التجاعيد أو وجود إعاقة ما كالأذنين الناتئتين اللتين تسببان التعرض للهزء في المدرسة، وتخلقان عقدة نفسية لدى الطفل أو الشاب، أو الصلع الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى فقدان الثقة بالنفس.
لبنان والهوس بالتجميل
وأخيراً عن رأيه في ظاهرة اللجوء إلى الجراحة التجميلية بشكل عشوائي في لبنان، الذي يُسمى في فرنسا اليوم " برازيل الشرق الأوسط "، يقول "لبنان هو كالبرازيل، بلدٌ مشمس يقع على شاطئ البحر، حيث يجب أن يكون مظهر الجسم لائقاً لا عيب فيه. لا ننسى أيضاً ظاهرة الموضة أو الجراحة التجميلية التي تدل على الثراء والرفاه للحفاظ على الشباب. كما أنّ كلفة الجراحة التجميلية اليوم أصبحت في متناول الجميع".
للمزيد: