لاما عزت 2 ابريل 2012
لأكثر من أربعين يوماً والأسيرة الفلسطينية هناء شلبي تشغل بال الناس وتملأ صورها الاعتصامات وشاشات التلفزة المختلفة، وهاهي بالأمس تعلق إضرابها عن الطعام وتتجه إلى قطاع غزة ليتم استقبالها بطلة باحتفال شعبي ورسمي، وذلك ضمن صفقة تقضي بإبعادها إلى القطاع لمدة 3 أعوام مقابل تعليق إضرابها عن الطعام الذي استمر أكثر من 43 يوماً، محققة بذلك أطول إضراب في تاريخ الأسيرات النساء. وكان إضرابها قد اجتذب الكثير من الانتقادات لسياسة الاعتقال الإداري التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي.
فمن هي هذه الأسيرة الحرة؟
هناء يحيى صابر شلبي 30 عاما، من بلدة برقين في محافظة جنين شمال الضفة الغربية، وكانت ضمن اللذين أفرج عنهم في صفقة تبادل السجناء الفلسطينيين بالجندي جلعاد شاليط العام الماضي. لم تكن هناء البنت الوحيدة التي تعتقل من بين أهل هذا البيت فكانت من قبلها شقيقتها هدى وكذلك ارتقى شقيقها سامر شهيداً واعتقل أشقاؤها من قبل. صقلت هذه الحياة في الخطر شخصية هناء فكانت قوية طموحة مجاهدة متطلعة للحرية.
في يوم 16 فبراير (شباط) جاءت الضربات متوالية على باب بيتها، وبدأ الجنود بالصراخ وإلقاء الحجارة علي المنزل وبصوت مرعب انفتح الباب قبل تفجير المكان. استيقظ الجميع فزعين من نومهم لكن الأمر لم يكن غريباً عليهم فهم اعتادوا على ذلك. لكن الصدمة كانت لحظة الاعتقال لهناء، ورفض والدها خروجها معهم ليحدث شجار بينه وبين الجنود. يقول الأب: وأثناء الشجار تم اختطاف هناء من بيننا وتقيدها وتعصيب عينيها وتم إخبارنا أنها رهن الاعتقال الإداري الذي يعني "الموت بالاستنزاف" للأسير وذويه لعدم علمه متى يخرج إلى الحياة والحرية أو هل يخرج على قدميه ويعانق أحبابه أم يخرج على الأكتاف ليشيع الى المقابر.
قررت شلبي خوض التحدي والدخول في إضرابها عن الطعام، وكما هو معروف فقد ساءت حالتها الصحية مؤخراً، مما استدعى قيام السلطات الإسرائيلية بنقلها إلى أحد المستشفيات، بحسب ما أفاد محاميها، جواد بولس، الذي قال إن قرار الموافقة على نقل موكلته إلى قطاع غزة، مقابل إنهاء إضرابها عن الطعام، كان قرارها وحدها.
وقال بولس: "هذا هو القرار الذي اتخذته، ونحن نحترمها على ذلك، ولكننا نعترض على هذا القرار، ولا نؤيده، لأننا لا نوافق على سياسة الترحيل، التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية، وعلى المبدأ الذي تقوم عليه تلك السياسة."
وأوضح بولس أن شلبي وافقت على الانتقال إلى قطاع غزة لمدة ثلاث سنوات، على أن يصبح بإمكانها العودة إلى منزلها في بلدة "برقين"، غربي مدينة جنين في الضفة الغربية، بعد انتهاء فترة إبعادها.
ونقل المركز الفلسطيني للإعلام عن مصادر وصفها "خاصة"، أن "الأسيرة شلبي تعرضت لضغوط صهيونية، استغلت وضعها الصحي، أدت إلى موافقتها على الحل المطروح."
ويسمح الاعتقال الإداري لإسرائيل باحتجاز المعتقلين إلى أجل غير مسمى لأسباب أمنية، كما يسمح أيضاً بالاعتقال بناء على أدلة سرية، وليس هناك حاجة لتوجيه الاتهام إلى المعتقلين أو السماح لهم للمثول أمام المحكمة.
ومع حلول ديسمبر/ كانون أول 2011، كان هناك 307 فلسطينيين رهن الاعتقال الإداري ما يشكل زيادة بنسبة 40 في المائة عن العام السابق.