أشرف العسال 21 ابريل 2012
قضية اليوم لزوجة تحب زوجها بكل جوارحها، لكن فيها عيب خطير ربما تسبب في أن زوجها لم يعد يرى هذا الحب، بل لم يعد يتقبل هداياها ولا اعتذاراتها وأصيب بحالة من الصمت والتزام النظر الى جهاز اللابتوب بالساعات مفضلاً ذلك على التحاور معها .
لا أقول أن ذلك تصرف حكيم منه كزوج ولا صح لكن تعالوا لنستمع للطرفين لعلنا نعرف أين المشكلة تحديدا ؟وكيف تم حلها؟
الزوجة منيرة 33 سنة متزوجة من راشد ولديها منه طفل عمره 5 سنوات سألناها ما المشكلة ؟
قالت : أنا فوجئت بحضوري إلى هنا وأنه يريد طلاقي وبدون أية مقدمات ، لم أصدق نفسي و أصبت بصدمة .
قلت لها : كيف تزوجتما وكيف عرفتيه وعرفك ؟
قالت : تزوجنا عن حب و قد سعى هو في هذا الزواج وانا رفضت مرتين خطوبته ولكنه أصر حتى قبلت الزواج لدرجة ان كان الزواج في العشر الأواخر من رمضان فهو لم يصبر حتى لما بعد رمضان.
و كنت اعمل مدرسة وعندي خبرة كبير ة بعملي و كنت أدرس لأولاده في هذه الفترة و شاءت الظروف وتزوجنا وكان في أول 4 أشهر ونعم الزوج معاملة وخلق وحب وحنان وكرم. و كانت علاقتي بأهله ممتازة و أنا لدي أولاد من زوجي الأول كان يحبهم ويعطف عليهم وكل الأمور على ما يرام لكنه تغير.
وماسبب هذا التغيير في رأيك؟
قالت : يبدو أن طليقته بدأت تعمله مشاكل بسبب زواجه مني. وصارت تشتكي عليه في الشرطة والمحاكم، وكل مدة رايح جاى على بلاغات وشكاوى وطلبات كمطلقة فصار يرى زواجه مني سبب كل ما يمر به من متاعب .
وهنا قاطعها الزوج وقال : يا سيدي ليس الأمر كذلك، هذه الزوجة الحاضرة كانت حين أرجع مهموماً من المشاكل والقضايا التي رفعتها طليقتي تؤنبني وتعاتبني وتقول أنت عامل لها كل شئ وجايب لها كل حاجة وكل طلباتها مجابة. فأقول لها هذه أحكام محكمة ويجب أن أوفرها. فتغضب وتقلو أحضر لي كما تحضر لها. غصب ثم بدأت الأمور تتطور حتى وصلنا لأن تسبني و ترفع صوتها بأقبح كلام وأنا رجل لا أتحمل إهانة مع ضغوط خارجية وتدعي إنها معلمة أجيال، من الأفضل أن تتعلم كيف تعامل زوجها باحترام لذلك أنا مصمم على طلب الطلاق .
وفي هذه اللحظة انفجرت الزوجة باكية لأنه كان يبدو إنها السبب في وصول الأمور لهذا الحد واعترفت صحيح أنا من غيظي بهينه بس لأني محتاجة منه حبه الأول و حنانه .
قلت لها إن الحب يموت مع موت الاحترام ويحيا بوجود الاحترام ولا تكوني مثل طليقته التي تسعي لتدميره كوني عونا له قالت أنا ساعدته سابقا بمبلغ 50000 درهم لسداد مستحقاتها وما بخلت عليه.
قلت لها خطوة ايجابية لكن الاحترام أهم شئ عند الرجل الشرقي العربي وإلا استحالت العشرة.
و بعد محاولات مع الزوج بأن يعطيها فرصة للتغيير ويحاول احتوائها نفسيا استجاب الزوجان. وقالت الزوجة تذكر لي أنني قويت علاقتك بأهلك و صبرت على سهرك شهور وانت مع أصدقاءك.
قال الزوج سأحاول ترك السهر و لكن اتركيني فترة دون احتكاك حتى نعيد حسابتنا لأن بيننا أولاد.
فعرفت أن الطرفان هذه اللحظة يريدان الإصلاح وختمت الجلسة بالاستغفار. وقام وقبلها من رأسها و نصحتهما بالحفاظ على صلاتهما وكثرة قراءة القرآن وأن يتحمل كل طرف الآخر "ويتذكر له الحلوة قبل الوحشة" يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم "لا يفرك – يعني لا يظلم – مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا أحب منها أخر" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
اشرف العسال
مستشار ديني وأسري بدائرة قضاء أبو ظبي