أشرف العسال 17 مايو 2012
قضية اليوم للزوجة عائشة تحب زوجها ولديها منه 3 أولاد وهي زوجة عاملة تنفق على البيت منذ سنتين. والزوج عاطل عن العمل يقضي يومه نوم في نوم. و هي تحضر كل شئ وتدفع الايجار و التعليم وطلبات المأكل والمشرب و هي التي تذاكر لأولادها ومع ذلك لم تأت لطلب الطلاق لكنها جاءت تريد حلا.
استدعينا الزوج فلما جلس أمامي لا يظهر لك من أول نصف ساعة أية علامات على مرض الوسواس أو غيره من عدم الاتزان في التفكير ولكن بعد المحاورة تبينت الحقيقة سألناه: ما عملك السابق ؟
قال الزوج خلفان: في عمل حكومي و بسبب اضطهاد مديري لي أقالوني وكنت أملك رصيد كبير بالبنك لكني دخلت 4 أو 5 مشاريع كلها فشلت وأقلها كان بنصف مليون درهم و أنا الآن لا أملك شيئا وبحاول أحصل شغل بس مش لاقي شغل.
قاطعته الزوجة وقالت منذ عامين كم مرة خرجت يا خلفان تبحث عن عمل؟
3 مرات 4 مرات هل هذا تسميه بحثاً عن عمل؟
قال الزوج: وماذا أفعل وكل الأبواب مغلقة في وجهي و أنا قدمت هنا وهناك وما في فايدة وكل الشغل محتاج واسطة .
سألته عن صلاته و التزامه ؟ فردت الزوجة قبل أن يجيب قالت:
لقد كان لا يترك فرض إلا يصليه بالمسجد و يقيم الليل و يصوم الاثنين والخميس و ما يترك القرآن لكنه الآن تغير حتى الجمعة أحيانا ما يصليها.
سألته : قلت يا أحمد مالذي غير التزامك وأنت عارف إن التقرب إلى الله بيزيد رزق الإنسان ويبارك فيه ؟
قال : يا سيدي كيف أصلي بالمسجد وفي واحد جانبي كل مرة يشاغلني و أحيانا يبني وأنا بجواره في الصلاة ومرات ييجي يسلم عليه و يصالحني؟
و هنا بدأت أتشكك في طريقة كلامه وعلمت بعد طول سماعه أنه يعاني من مرض الوسواس القهري و بناء عليه نصحناه بعدة نصائح وتوجيهات للخروج من الأزمة واستجاب لها وكانت هي:
1- عرض نفسه على طبيب نفسي وعدم الرفض أو اعتبار ذلك انتقاص من قدره أو عقله
2- كثرة قراءة القرآن وخاصة سورة البقرة وصلاة الجماعة وكثرة الاستغفار والوضوء الدائم و أداء العمرة لأنها كلها وسائل ستقلل عنده الوسوسة بدرجة كبير فيجتمع الطب النفسي مع العلاج القرآني فتنجح الحالة
واستمع الزوج للنصائح وقالت الزوجة الصبورة وأنا سأساعده وأدفعه وسنخرج الآن لأخذ موعد مع طبيب لأنه في النهاية أبو أولادي ومش أنا الزوجة اللي ترميه أو تبيعه لما يمرض.
فقلت لها( إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا) صدق الله العظيم.